دعا نائب رئيس الجمهورية العراقية، إياد علاوي، إلى وضع خطط لإطلاق «ربيع عربي حقيقي»، وتنفيذ إصلاحات سياسية في كل الدول العربية، تضمن استقرار وأمن المنطقة، متطلعاً إلى عقد مؤتمر إقليمي يبحث أمن المنطقة، وتشارك فيه كل الدول، على أن «تُعزل» إيران عن المنطقة كلياً عندما لا تلتزم بمخرجات وتوصيات هذا المؤتمر.
وفي كلمة له في الجلسة العامة الأولى لمؤتمر حوار المنامة أمس السبت (10 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، رأى أن جميع الدول العربية أصابها «التعب والوهن» بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار، مبدياً رفضه لأي حرب ضد إيران أو تركيا أو دولة من دول النيل.
وأكد أنه «ما لم نحقق أمناً في أي من بلداننا، فلن نحقق أمناً إقليمياً، فما يحصل في دولة ينعكس على الدول الأخرى. الأمن الوطني يجب أن يسود حتى يتحقق الأمن الإقليمي».
وقال علاوي: «لابد أن نتحدث عن الإصلاحات السياسية داخل بلداننا، فالعالم تغيّر وأصبح من خلال وسائل الاتصال مفتوحاً للجميع، ولم تعد الأمور كما كانت قبل 50 عاماً، ولكن يجب أن نلاحظ تحقيق إصلاحات سياسية داخل الدول، وهو أمر يؤدي إلى استقرار الدول ومنطقتنا بالكامل، إذا اعتمدنا أسلوب الحوار».
وشدد على ضرورة أن تلعب إيران دوراً إيجابياً في إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، أو أنها تعزل بشكل كلي.
وعن الوضع العراقي، نفى علاوي وجود تصنيفات للشيعة أو السنة في العراق، إلا أن هذا التصنيف موجود لدى بعض النخب السياسية العراقية، مشدداً على ضرورة العمل على إعادة بناء المؤسسات العراقية التي سقطت بعد غزو العراق، وأن يبدأ القضاء بممارسة سلطات سيادة القانون بشكل مستقل عن أي إرادة سياسية في البلاد.
ورأى أن هناك حاجة لإبعاد المجتمعات عن الفقر والعوز والحاجة، وللأسف هناك تزايد في نسب الفقر في الدول العربية، وخصوصاً العراق الذي ينعم بثروات كثيرة.
وفي سياق كلمته، أوضح أن «مسألة التدخل الخارجي الإقليمي في شئوننا الداخلية، تحصل في العراق وسورية وليبيا واليمن».
واعتبر أن الفراغ الذي حدث في العراق بُعيد سقوط مؤسساته، يعود إلى التدخل في شئونه من قبل دول الجوار، والعمل على حماية نفسها، ووجدت إيران نفسها مضطرة لحماية نفسها من أي هجوم يقع في العراق.
وعن الشأن السوري، بيّن علاوي أن «سورية أصبحت مهيأة للكثير من المشكلات، وحتى القضية الفلسطينية تعثّرت بسبب ما حصل في العراق وسورية»، لافتاً إلى أن ما «سُمي زوراً الربيع العربي»، كاد أن يعصف بكيانات عربية أخرى، منها مصر مثلاً عندما أصبح الإسلام السياسي مسيطراً على مؤسساتها، وأصبح هناك تلاعب بالأوضاع في مصر، حتى ثار الشعب المصري وتبدل الوضع وانتهى إلى أن يأخذ الجيش المصري زمام الأمور ووضع الانتخابات أمامه، وعاد الشعب المصري بعنفوانه.
واعتبر أن دول الشرق الأوسط هي الغائب الأكبر في الاتفاق النووي الإيراني، في الوقت الذي يوجد «خطر قد يفوق القنبلة الذرية علينا، وهو مقتل أكثر من 500 ألف شخص سوري، مشدداً على ضرورة ربط أمن الشرق الأوسط فيما تبقى من تنفيذ الاتفاق النووي. وتنبأ علاوي أن تطول المعركة مع الإرهاب، سواءً أكانت عسكرياً أو سياسياً.
العدد 5209 - السبت 10 ديسمبر 2016م الموافق 10 ربيع الاول 1438هـ