العدد 5209 - السبت 10 ديسمبر 2016م الموافق 10 ربيع الاول 1438هـ

وزير الخارجية البريطاني للشرق الأوسط: لسنا عميان عما تقوم به إيران... ونجد في «الخليج» فرصة بعد خروجنا من «الأوروبي»

توبياس إلوود متحدثاً في المؤتمر الصحافي أمس - تصوير : عقيل الفردان
توبياس إلوود متحدثاً في المؤتمر الصحافي أمس - تصوير : عقيل الفردان

قال وزير الخارجية البريطاني لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، توبياس إلوود: «لسنا عميان بشأن ما تقوم به إيران في المنطقة، وندعوها إلى تغيير سياستها تجاه دمشق، ويمكنها أن تلعب دورا إيجابيا على سبيل نقل السلطة من نظام الأسد، وهذا يمكن أن يحدث بإعادة انخراطها مع المجتمع الدولي، لكننا لسنا غافلين عن قلق حلفائنا في الخليج من النشاطات الإيرانية في المنطقة».

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير البريطاني، يوم أمس السبت (10 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، في مقر إقامته في البحرين، وذلك بالتزامن مع انعقاد «حوار المنامة».

وخلال المؤتمر الصحافي، قال إلوود: «هناك التزام تفرضه علينا العلاقة القوية التي تجمعنا بدول الخليج العربية، بما فيها العلاقة القوية التي تربطنا بالبحرين، وتعكس اهتمامنا بدعم الأمن والدفاع، وتمخض عنها تخصيص ثلاثة مليارات جنيه استرليني في هذا المجال خلال عشرة الأعوام المقبلة».

وأضاف «واجهنا تحديات ضخمة في المنطقة، بما في ذلك التطرف والإرهاب، وما يهدد الأمن في الخليج، وهذه الموازنة ستخصص لقطع دابر الإرهاب، وتأمين أمن الحدود والتدريب، والاستثمار في التسهيلات العسكرية، وهذا يأتي في إطار تقوية علاقاتنا بالخليج... نحن أصدقاء وحلفاء، وزيارة الأمير تشارلز الأخيرة لعدد من دول الخليج تصب في هذا الإطار».

وبشأن موقف الحكومة البريطانية من بعض التحركات التي تقودها المعارضة البحرينية في بريطانيا، علق إلوود: «لا شك أن الإصلاحات والتغييرات تسهم في تطوير المجتمع في أية دولة، بما فيها دول الخليج، والبحرين تستحق الإشادة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال، ثلث المحامين في البحرين من النساء، وهناك دور عبادة لمختلف الديانات، وحرية الدين هي أمر يستحق الإشادة في البحرين».

وتابع «بريطانيا مهتمة بنشر الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، ولذلك لدينا برنامج هنا للمساعدة في تحقيق الإصلاح في المجتمع والشرطة، ونحن أيضًا ندعم حرية التعبير، لكننا في الوقت نفسه نرفض أعمال العنف، وهناك حدود تفصل بين كلا الأمرين».

وفيما إذا كانت بريطانيا تبحث عن شريك استراتيجي اقتصادي جديد في المنطقة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، ذكر إلوود إن بلاده لديها فصل جديد من العلاقات مع أوروبا، وأن ذلك لا يعني أنها لا يمكنها البحث عن فرص لعلاقات ثنائية أخرى في العالم.

وقال: إن «وزيرة الخارجية البريطانية تيريزا ماي قالتها بوضوح، إن هناك علاقات دفاع وأمن وثقة وتفهم، بالإضافة إلى العلاقات المشتركة على صعيد الصحة والتعليم، التي تربطنا بدول الخليج».

وواصل «الآن وبعد أن خرجنا من الاتحاد، لننظر حول العالم بحثًا عن فرص أخرى للعمل معها، ولا شك أن دول الخليج تمثل بالنسبة إلينا فرصة كبيرة للعمل معها في هذا المجال، وأنا سعيد بأني في كل مرة أزور البحرين، أزور مشروعاً أو شركة بريطانية جديدة هنا، وهذا مؤشر على العلاقات الثنائية القوية بين البلدين».

وفي رده على سؤال لـ»الوسط» بشأن ما إذا كانت بريطانيا تبحث عن علاقات تجارية مع دول الخليج، أكثر من كونها تنظر إليها كحليف استراتيجي في المنطقة، قال إلوود: «الأمران مرتبطان ببعضهما بعضاً، أولاً القدرة على خلق علاقة عميقة مبنية في الأساس على الثقة والتفهم، بما فيها العلاقة التي تربط العائلتين الملكيتين في بريطانيا والبحرين، وجيشي البلدين، ناهيك عن العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، كما أننا نحتفل بمرور 200 عام على العلاقة التي تربط بين البلدين».

واستدرك بالقول: «لكن العمل بموجب أجندة استثمارية، لا يمكن أن يحدث إلا في بيئة آمنة، وجميعنا نعلم أن منطقة الشرق الأوسط تواجه بعض التحديات من هنا وهناك، بما في ذلك محاربة التطرف وداعش، وخصوصاً أن المنطقة تضم أهم معبرين بحريين للتجارة البحرية في العالم، ويجب أن نتأكد من ضرورة أن يكونا مفتوحين لتسهيل التجارة البحرية، وهناك متطلبات أخرى، كالطاقة والنفط والغاز، لذلك لا يمكن عزل نوع من العلاقات التي تربطنا بدول الخليج عن الأخرى». وبشأن موقف بريطانيا من النشاطات الإيرانية التي تهدد أمن المنطقة، قال الوزير البريطاني: «نتفهم مخاوف حلفائنا في الخليج من التهديدات الإيرانية في المنطقة، وإيران لديها فرصة واحدة من خلال الاتفاق النووي الإيراني لتقوم بدورها المسئول في المنطقة، وأن يكون لها تأثير إيجابي على المستوى الدولي».

وفي تعليقه على العلاقات الروسية البريطانية، في ضوء العلاقات الدبلوماسية مع إيران، أكد إلوود التزام بريطانيا بعلاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج، بما في ذلك الحفاظ على الأمن، وقال: «بالحديث عن روسيا، ففي الأسبوع الماضي، حاولت بريطانيا إلى جانب أعضاء آخرين في مجلس الأمن التصويت على ما يسمح بتقديم المساعدات الإنسانية في حلب، لكن روسيا رفضت هذا الأمر للمرة السادسة، وهذا لا يعبر عن موقف مسئول لعضو في مجلس أمن».

وواصل «إذا كانت هذه الآلية – مجلس الأمن – غير فعالة في التعامل مع روسيا لحل المشكلات، إذا فعلينا البحث عن حلول أخرى، وإلا فإن الأجيال المستقبلية ستحملنا مسئولية عدم إنهاء المأساة في سورية».

وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كان تركيز بريطانيا على الشراكة الاقتصادية مع دول الخليج فقط، أم أنها ستتخذ نطاقاً أكثر اتساعاً لتشمل سورية واليمن والعراق وليبيا، أجاب إلوود: «أجدد تأكيدي على التزامنا تجاه الخليج، بما فيها البحرين، ولكن من جهة أخرى، أمامنا مسئولية باعتبارنا أعضاء في مجلس الأمن، لدعم ونشر الاستقرار في العالم. ونحن مهتمون كثيرا بالبحث عن حلول في اليمن، وندعم خارطة مبعوث الأمم المتحدة لليمن. وفي العراق نحن ملتزمون بمساعدة الجيش العراقي لتحقيق الأمن هناك على المدى الطويل، ونحن من بين دول قليلة نخصص 7 في المئة من موازنتنا للمساعدات الإنسانية، من بينها مليارا جنيه استرليني لمساعدة السوريين، واستضفنا مؤتمر لندن لتشجيع الدول الأخرى لتقديم المساعدة للاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن».

العدد 5209 - السبت 10 ديسمبر 2016م الموافق 10 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 3:25 ص

      تقول «العمل بموجب أجندة استثمارية، لا يمكن أن يحدث إلا في بيئة آمنة» فهل وقوفكم ودعمكم الواضح لرفض المطالب الديمقراطية في البحرين سيؤدي إلى هذه البيئة الآمنة؟
      لن ننسى تصريحات سفيركم في الانتخابات التي ما زالت تمثل طعنات للمطالبين بالديمقراطية.

    • زائر 20 | 2:34 ص

      بعد الخروج من الاتحاد الأوربي بريطانيا تبحث عن ممول لمشاريعها و لن تجد غير الدول ألعربيه و اموال النفط بديلا ، لاحظوا الزيارات المتتالية : الامير شارلز في نوفمبر و رئيسة الوزراء و وزيري خارجيه في ديسمبر و سيأتي قريبا وزير الدفاع لافتتاح القاعده العسكريه في العيد الوطني !

    • زائر 17 | 1:19 ص

      أي خوفونا وسوقوا اسلحتكم وفزاعة ايران ما راح تنتهي واحنا يا غافلين بل يا متغافلين لكم الله ولن ننتبه حتى تصفر خزائنا بلداننا

    • زائر 16 | 1:14 ص

      ههي ههي : أي ضحكوا علينا وخوفونا من ايران وخذوا فلوسنا بعد اللي يقبل على نفسه يكون سبوس هذا قدره

    • زائر 15 | 1:05 ص

      سؤال: لماذا تتركّز خبرة بريطانيا في قمع الشعوب واضطهادها هل جاء ذلك بسبب الاستعمار والمستعمرات ؟
      لماذا لا تكن بريطانيا مثل بعض البلدان المتقدّمة التي تساعد الشعوب والانسانية بوجه عام

    • زائر 14 | 12:55 ص

      سؤال: ما دخلكم وما شانكم في الخليج؟
      هل قلبكم على المنطقة ام قلبكم على اموال البترول ؟

    • زائر 13 | 12:54 ص

      سوقكم رائجة وذكرتني بالإعلانات التجارية امثال (يا ستات يا حلوين خلوا ايديكن ناعمين وارتاحوا جيبوا على البيت مكنة جانيت ثلاثة )
      لذلك يا ايها السيد البريطاني اهنئكم على حسن تسويقكم وترويجكم لبضاعتكم فلن تلقوا سوقا افضل من منطقتنا

    • زائر 12 | 12:52 ص

      نحن أسواق الجهل والتخلّف لذلك تجد بريطانيا وأمثالها من صانعي السلاح ومسوقيه يجدون لدينا الرواج الأكبر . لأننا كمسلمين جعلنا من ديننا دين ارهابي واستحلّينا الدماء تحت مظلّة الدين ونحن كشعوب متخلّفة يسوقون علينا ما ارادوا

    • زائر 11 | 12:46 ص

      كمواطن بحراني اسجّل ظلامتي وأشهد الله انني سأوقف كل مسؤول بريطاني ساهم ويساهم في اضطهادي واضطهاد أهلي من شعب البحرين اننا سنوقفكم امام العدالة الالهية في يوم لن ينفعكم جبروتكم هذا

    • زائر 10 | 12:44 ص

      شعب البحرين الأبي جعل قيمكم على المحكّ وسقطتم ....في اخبار الاعادة كما سقطتم من قبل في اختبار قضية حقوق الشعب الفلسطيني .
      نعم نحن نعرف وكثير من العالم يعرف حقيقتكم لكن هناك من يجهل ان تبجحكم بحقوق الانسان لا يعدو كونه نفاق ودجل تسوقون به بعض مخططاتكم

    • زائر 8 | 11:58 م

      اللي يتكلم يتكلم عن فئة قليله من شعب البحرين .. شعب البحرين في نعمة وخير وولائه لقادته ....

    • زائر 18 زائر 8 | 1:37 ص

      حتى لوكانت قليلة فان الله سبحانه لايرض بالظلم...

    • زائر 22 زائر 8 | 3:29 ص

      زائر 8
      شعب البحرين في نعمة بفضل من الله وسنستمر في المطالبة بالعدالة والمساواة ولن نرضى بالظلم وسلب الحقوق من أي أحد.

    • زائر 7 | 11:50 م

      هي كما سابقاتها من الوعود والتخويف التي نتج عنها صفقة اليمامة.التي استفادة فيها بريطانيا مبلغ ضخم يقدر بحوالي 75 مليار دولار. هذا الرجوع بعد الانسحاب الذي قيل عنه خطا جسيم بريطانيا اليوم تحيك الانسجة ولايهمها غير مصلحتها. فلو ان ايران خطر عليها لما عادت علاقتهما معا اقوى.

    • زائر 6 | 11:16 م

      عيونكم عمياء واسماعكم صماء فقط لما يجري لشعب البحرين.
      نعرف انكم تسمعون رنين القرش ولو على بعد أميال وترون بريق الدولارات ولو على في الجهة المعاكسة لكم من الكرة الأرضية فإنّ بريقها يخطف ابصاركم.
      أمّا معاناة شعب لا يتجاوز عدد سكانه نصف مليون فهذه لا يمكن سماعها ولو كانت المعارضة مستضافة لديكم وتحت قبة برلمانكم تتحدث فلا يمكن سماعها ولا ابصارها

    • زائر 5 | 11:12 م

      زين سويت يا وزير الخارجية فضحت ايران ....

    • زائر 4 | 11:07 م

      (ونجد في «الخليج» فرصة بعد خروجنا من «الأوروبي»)
      أكيد ستعوضون خسائر خروجكم على اجسادنا وآلامنا وهذا تعوّده العالم منكم

    • زائر 3 | 10:47 م

      .... ماكفاكم حلب في الخليج وتقول لسنا عميان عن إيران عشان تزيدون من صفقات الاسلحة وهااااتو فلوووووسكم يادول الخليج!!! بس المشكلة احنا العرب ننلدغ من الجحر الف مرة ونرد ندخل ايدنا في نفس الجحر ويش تقول ......؟!!!

    • زائر 1 | 9:31 م

      بريطانيا

      بريطانيا " العظمى " أول دوله هرولت إلى إيران وعقدت معها صفقات تجارية وغيرها وذلك بعدها التوقيع على الإتفاق الدولي مع إيران.

اقرأ ايضاً