العدد 5209 - السبت 10 ديسمبر 2016م الموافق 10 ربيع الاول 1438هـ

«داعش» يسيطر على القسم الأكبر من مدينة تدمر من جديد

القوات التركية تدخل مدينة الباب وسط تسليم غربي بسقوط حلب بيد القوات النظامية

قوات نظامية تنتشر في مدينة تدمر في صورة ارشيفية -  REUTERS
قوات نظامية تنتشر في مدينة تدمر في صورة ارشيفية - REUTERS

سيطر تنظيم «الدولة الاسلامية (داعش)» مساء أمس السبت (10 ديسمبر/ كانون الأول 2016) على الجزء الأكبر من مدينة تدمر الأثرية في وسط سورية بعد ثمانية أشهر من طرده منها، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «حقق تنظيم (داعش) تقدماً سريعاً داخل مدينة تدمر اذ بات يسيطر على الجزء الأكبر منها باستثناء القسم الجنوبي وذلك بعد ساعات على دخوله إليها». وأشار إلى أن المتشددين «يحاصرون المطار الواقع خارج المدينة من الجهة الشرقية».

ويأتي هذا التقدم بعد بضع ساعات من دخول المتشددين المدينة الأثرية في ريف حمص (وسط) الشرقي. وأفاد عبدالرحمن أن «الكثير من المدنيين عالقون حاليّاً وسط نيران المعارك في المدينة التي يرافقها قصف جوي روسي وسوري»، مشيراً إلى أن المشكلة «تكمن في أنه ليس هناك عديد كافٍ لقوات النظام داخل المدينة».

وشنَّ تنظيم «داعش» يوم الخميس الماضي سلسلة هجمات متزامنة ومباغتة على حقول للنفط والغاز في ريف حمص الشرقي.

وتمكن المتشددون على إثر ذلك من التقدم والسيطرة على حواجز لقوات النظام السوري وتلال ومواقع عدة، وتمكنوا أمس من دخول المدينة من الجهة الشمالية الغربية.

وأفاد المرصد السوري عن «مقتل ما لا يقل عن مئة عنصر من قوات النظام في مدينة تدمر ومحيطها منذ هجوم الجهاديين الخميس»، مشيراً إلى أن هؤلاء قتلوا «في المعارك وفي تفجير سيارات مفخخة فضلاً عن كمين نصبه المتشددون (الجمعة) في شمال غرب المدينة».

واستعادت قوات النظام السيطرة على مدينة تدمر في (مارس/ آذار الماضي) بإسناد جوي روسي وتمكنت من طرد المتشددين الذين كانوا استولوا عليها في (مايو/ أيار 2015).

وفي مقابل هذا التقدم، دخلت القوات التركية وفصائل سورية معارضة تحظى بدعمها مساء أمس مدينة الباب، آخر معاقل «داعش» في محافظة حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري.

وقال عبدالرحمن: «دخلت القوات التركية والفصائل المعارضة المدعومة من قبلها والمعروفة بقوات درع الفرات مدينة الباب من الجهة الشمالية الشرقية اثر اشتباكات عنيفة».

واشار عبدالرحمن إلى اشتباكات تدور حاليّاً داخل المدينة، لافتاً إلى أن التقدم «يترافق مع قصف مدفعي تركي عنيف للمدينة».

في إطار آخر، استسلم داعمو المعارضة السورية على ما يبدو لفكرة سقوط شرق حلب أمس وناشدت الولايات المتحدة موسكو إبداء «حسن النوايا» حين يجتمع مسئولو البلدين في جنيف لمحاولة التوصل إلى اتفاق يتيح للمدنيين والمسلحين مغادرة المدينة.

وخلال الأسبوعين الماضيين أجبرت قوات الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها مسلحي المعارضة على الانسحاب من معظم الأراضي الخاضعة لسيطرتهم في المدينة التي كانت كبرى مدن سورية من حيث الكثافة السكانية.

وكان مقاتلو المعارضة يسيطرون على الجانب الشرقي من المدينة منذ العام 2012.

وقال الرئيس بشار الأسد في مقابلة نشرت يوم الخميس إن استعادة حلب ستغير مسار الحرب في مختلف أنحاء البلاد.

وأدلى كيري بتصريحات في باريس عقب اجتماع لدول معارضة للأسد، منها فرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية، لم يظهر تفاؤلاً يذكر إزاء المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا التي تعقد في جنيف في وقت لاحق أمس.

وقال كيري للصحافيين: «يجتمع فريقانا في جنيف اليوم لوضع تفاصيل سبيل محتمل لإنقاذ الأرواح. روسيا والأسد أصبحا في موقف المهيمن ليظهرا القليل من حسن النوايا».

وأضاف «أعتقد أن من الممكن إحراز تقدم لكن هذا يتوقف على خيارات كبيرة ونبيلة من روسيا... وإلحاح من روسيا على نظام الأسد».

وأظهر اجتماع باريس -الذي حضره أيضاً منسقُ الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسية السورية رياض حجاب - ضعف مؤيدي المعارضة السورية فضلاً عن بعض الانقسامات بينهم. وبعيداً عن مسألة توصيل المساعدات قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو إن موسكو ودمشق في حاجة إلى إدراك أن سقوط حلب لن ينهي الحرب، وأنه يتعين إحياء المفاوضات التي تستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة في (ديسمبر/ كانون الأول 2015) لإيجاد حل سياسي.

وقال إيرو: «أي سلام يريدونه؟ سلام المقابر؟»، وأضاف أن «المفاوضات ينبغي أن تبدأ مجدداً... المعارضة مستعدة للمفاوضات دون أي شروط مسبقة».

من جانبه، صرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسورية ستافان دي ميستورا أمس أن العالم يشهد المراحل الاخيرة لمعركة حلب، ويجب أن تكون الأولوية لإجلاء المدنيين.

في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز العربية» أكد دي ميستورا أنه من الضروري وضع المدنيين الفارين من المناطق التابعة إلى الفصائل المعارضة شرق حلب «تحت مراقبة الأمم المتحدة». وقال بحسب نص المقابلة الذي نشره مكتبه في جنيف: «نتابع بقلق المراحل الأخيرة لما سيعرف في التاريخ بـ (معركة حلب)».

وأضاف أن معلومات الأمم المتحدة تتحدث عن إمكانية تعرض مدنيين فروا من المناطق المعارضة باتجاه مناطق القوات الحكومية للتوقيف أو العنف. كما لفت إلى أن الخبراء الروس والأميركيين الذين يجتمعون في جنيف سعياً لإنقاذ حلب يجب أن يعملوا على ضمان «حماية الأفراد الراغبين بمغادرة الأحياء الشرقية» في المدينة. وأضاف مشدداً «هذه هي الأولوية، إجلاء المدنيين».

العدد 5209 - السبت 10 ديسمبر 2016م الموافق 10 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً