شكل رائد الفضاء جون غلين الذي توفي أمس الخميس (8 ديسمبر/ كانون الأول 2016) عن 95 عاما رمزا اميركيا لحقبة طبعتها روح المغامرة وحب الاستكشاف والانجازات السباقة في مجال الفضاء.

وكان غلين اول رائد اميركي نفذ رحلة في مدار الارض، وذلك في العام 1962، وفي العام 1998 نفذ مهمة اخرى وكان في سن السابعة والسبعين، ليصبح بذلك أكبر رائد فضاء في العالم ينفذ مهمة خارج كوكب الارض.وقد كرمته وكالة الفضاء الاميركية في العام 1999 مطلقة اسمه على مركز الابحاث التابع لها في كليفيلاند في ولاية اوهايو، التي كان ممثلا عنها في مجلس الشيوخ بين العامين 1974 و1999.

وقال غلين في احدى المقابلات معه "ان كنت تعلمت شيئا خلال حياتي على الارض هو ان الاشخاص الاكثر سعادة ورضى هم الذين كرسوا أنفسهم لشيء اهم واعمق من مصالحهم الشخصية". حقق غلين انجازا كبيرا لبلده في مجال غزو الفضاء في ظل التحدي الكبير آنذاك مع الاتحاد السوفياتي، إبان الحرب الباردة.

فبعدما تمكنت موسكو من ارسال يوري غاغارين الى مدار الارض في العام 1961، تمكن غلين من تعويض هذا التفوق، وكان ذلك فاتحة تفوق واشنطن في استكشاف الفضاء، وصولا الى الهبوط على القمر مع مهمات ابولو.قبل ذلك عمل طيارا في سلاح الجو في الحرب العالمية الثانية، كما انه نفذ مهمات قتالية في الحرب الكورية.

وفي العام 1964 ترك وكالة الفضاء الاميركية بعدما قرر الرئيس جون كينيدي عدم ارساله مجددا في مهمات فضائية خوفا من تعرضه لحادث، مع ما يمثله من رمزية علمية ووطنية اميركية.عندها تحول الى العمل في القطاع الخاص على مدى عشر سنوات، قبل ان ينتخب عضوا في مجلس الشيوخ عام 1974 حائزا على نسبة اصوات ساحقة.

وفي العام 1980 اعيد انتخابه مجددا، وكذلك في العام 1986 بأصوات قياسية.استفاد غلين من موقعه في مجلس الشيوخ للنضال ضد التسلح، ولإزالة النفايات النووية، وحاول دخول البيت الابيض عام 1984، لكن محاولته لم تتكلل بالنجاح.

حين عاد غلين الى الفضاء، في مهمته الثانية والاخيرة عام 1998، كان ما زال عضوا في مجلس الشيوخ، ومع انه كان في السابعة والسبعين من العمر الا انه كان في حال صحية جيدة.وقد اقلع في التاسع والعشرين من اكتوبر من العام 1998 من قاعدة جون كينيدي في فلوريدا على متن المكوك "ديسكوفري"، في مهمة من تسعة ايام في مدار الارض، كان الهدف منها دراسة اثار الشيخوخة في ظل انعدام الجاذبية.

وجون غلين متزوج وله ولدان وحفيدان.وفي العام 2012 منحه اوباما وسام الحرية الرئاسي، ووصفه بانه "بطل بكل ما للكلمة من معنى".وكان غلين يعالج في المستشفى منذ بضعة ايام.وتدهورت صحته في السنوات الاخيرة بعد عملية اجراها سنة 2014 بسبب مشكلة في صمام القلب اعقبتها جلطة دماغية. وقد توفي مساء الخميس.