أظهرت دراسة حديثة من شأنها أن تعيد النظر ببعض القواعد الاساسية للفيزياء ان المادة السوداء الغامضة التي يعتقد انها تشكل أكثر من ربع الكون، موزعة بترتيب ادق مما كان العلماء يظنون.
وقد تؤدي هذه الخلاصات إلى إعادة النظر في النظريات العلمية حول نشأة الكون وتوسعه، بحسب علماء فلك.
واستخدم معدو هذه الدراسة تلسكوب "في ال تي" التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي لدراسة الضوء المنبعث من 15 مليون مجرة بعيدة، ولاحظوا إن المادة السوداء موزعة بشكل منظم أكثر مما اظهره التلسكوب "بلانك".
ولا تبث المادة السوداء أي ضوء، ولا يمكن رصدها إلا بواسطة آثار الجاذبية التي تسببها على أجسام أخرى.
وقال الباحثون في الجمعية الملكية البريطانية لعلم الفلك وفي المرصد الاوروبي "هذه النتيجة المدهشة لها أثر كبير على فهمنا للكون ونشأته خلال عمره الممتد على 14 مليار سنة".
وتدفع هذه الخلاصة أيضاً إلى إعادة النظر بالطاقة المظلمة وهي قوة غامضة يرجح انها مسئولة عن تسارع توسع الكون.
وقال كونراد كويكن أحد معدي الدراسة المنشورة في مجلة "مانثلي نوتس" الصادرة عن الجمعية الملكية، ان نتائجها قد تشير إلى "إن قوانين الجاذبية في الكون تختلف عن النسبية العامة" التي وضعها اينشتاين وصارت ركنا في الفيزياء.
وتشكل المادة العادية، التي تتكون منها الاجسام الحية والنجوم والكواكب، 4.9 في المئة فقط من كثافة الكون.
اما المادة السوداء، فتشكل 26.8 في المئة، فيما الباقي (68.3 في المئة) هو من الطاقة السوداء، التي رجح انها السبب في تسارع توسع الكون.