أعلن استشاري طب عيون وجراحة الشبكية في مدينة الملك عبدالله الطبية، محمد نعيم ناصر، عن إطلاق تقنية جديدة لعلاج اعتلال الشبكية السكري بالمركز الطبي الجامعي لمدينة الملك عبدالله الطبية.
وأوضح ناصر خلال تدشين العلاج الجديد «تعد دول الخليج ضمن أكثر 10 دول بالعالم تعاني من انتشار مرض السكري بين سكانها، وتعتبر نسبة الاصابة بالسكري في البحرين مرتفعة ايضاً، الأمر الذي يتطلب مزيدا من التوعية للوقاية منه، وتجنب مضاعفاته».
وبين استشاري امراض العيون وجراحة الشبكية، أن نسب كبيرة من مرضى السكري بنوعيه يعانون من اعتلال الشبكية، و20 في المئة منهم قد يحتاجون الى تدخل جراحي؛ بسبب مضاعفات الشبكية السكري.
وأشار إلى أن «الكشف المبكر لاعتلال الشبكية يتم عن طريق المتابعة الدورية مع طبيب العيون، وعند تحديد مستوى الاصابة باعتلال الشبكية، يتم العلاج بواسطة الليزر او الإبر داخل العين. وتشير الدراسات الى تحسن غالبية المرضى المنتظمين في العلاج، الذين لا ترتفع لديهم نسب السكري بشكل كبير، وبالتالي لا يحتاجون الى التدخل الجراحي. ولكن إذا كانت نسب السكر والدهون بالجسم غير منتظمة، فإن الدراسات توضح أن من 20-25 في المئة لا يستجيب الى العلاج التقليدي لاعتلال الشبكية، ما يجعلهم يلجأون الى التدخل الجراحي».
وذكر ناصر أن «جراحة الشبكية شهدت منذ ظهورها في السبعينات تطوراً كبيراً من خلال الادوات والأجهزة المستخدمة ونسب النجاح وسرعة العلاج».
وبين أن «الطبيب يلجأ إلى العملية الجراحية في حالتين؛ وجود نزيف داخل العين او عند حدوث انفصال في الشبكية».
وفسر استشاري امراض العيون وجراحة الشبكية، بأن «السكري يؤثر سلبا على الاوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة داخل العين، والتي تغذي الشبكية، ونتيجة لتلك التغيرات قد يحدث تسرب للسوائل والمواد الدهنية الى الشبكية، والتي تؤدي الى ضعف شديد. وفى نفس الوقت تقل كميات الدم الواصلة الى الشبكية، وهنا قد تفرز الشبكية بعض المواد الضارة بالعين تسمي VEGF، هذه المواد تؤدي الى ظهور اوعية دموية غير طبيعية على سطح الشبكية، وتكون قابلة للنزف داخل العين في أي لحظة مسببة نزيف داخل العين. وفي المقابل، تفرز العين مواد لحماية العين وتقليص النزيف الحادث من تلك الاوعية الدموية، وهذه المواد أشبه بالأغشية على سطح الاوعية، وبمرور الوقت تنكمش تلك الاوعية وتسحب معها الشبكية، مؤدية ما يعرف بانفصال الشبكية».
وقال: «قديما كان يجب الانتظار بعد نزيف السائل الزجاجي مدة زمنية (من 3-6 أشهر) للتدخل الجراحي، ولكن العلماء وجدوا أنه في حالة وجود نزيف لا يجب الانتظار مدة أكثر من شهر؛ حتى لا تتأثر العين، وخلال هذا الشهر يجب إعطاء المريض حقنا داخل العين، وإذا لم تتحسن حالته يتم التدخل الجراحي. وتستهدف العملية امتصاص النزيف في حالة وجود نزيف، او ارجاع الشبكية الى مكانها الطبيعي، وإزالة الالياف الضارة بالعين في حال انفصال الشبكية «تقنية جديدة».
وأكد ريادة مستشفى الملك عبدالله الجامعي واهتمامه بتقديم أحدث التقنيات الطبية على مستوى مملكة البحرين، حيث يعد هو الأول بمملكة البحرين التي تمتلك جهاز Constellation. والذي يعد أحدث جهاز خاص بجراحة الشبكية، ويعتبر رقم واحد عالميا في تلك الجراحة، ويستخدم في دول عدة منها أميركا وكندا وبعض الدول الأوروبية.
وبخصوص مميزات الجهاز، قال: «ما يميز هذا الجهاز هو سرعة اجراء العملية، كما يعمل الجهاز بطريقة آلية ما يقلل من نسب الخطأ البشري الوارد حدوثه، كما تقل نسب ظهور أي مضاعفات بعد العملية؛ لأنه يعمل على خاصية حفظ توازن ضغط العين اثناء العملية».
الجدير بالذكر، أن المركز الطبي الجامعي لمدينة الملك عبدالله الطبية تابع لجامعة الخليج العربي، وتم تشغيله عن طريق مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية.
العدد 5206 - الأربعاء 07 ديسمبر 2016م الموافق 07 ربيع الاول 1438هـ