تخوض القوات العراقية مواجهات شرسة ضد الإرهابيين في عمق الجانب الأيسر من مدينة الموصل، شمال البلاد، وتتقدم باتجاه نهر دجلة بهدف فرض تفوقها في العملية التي انطلقت قبل سبعة أسابيع لاستعادة المدينة.
وأكد ضابط كبير في قوات الفرقة التاسعة من الجيش أمس الأربعاء (7 ديسمبر/ كانون الأول 2016) السيطرة على مستشفى السلام المؤلف من خمسة طوابق وحيث وضع الإرهابيون قناصة في الطوابق العليا.
ويعد التوغل الذي نفذته القوات الثلثاء الأكبر داخل الجانب الشرقي من الموصل منذ انطلاق العملية الواسعة في 17 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال رئيس أركان الفرقة التاسعة العميد شاكر كاظم لـ «فرانس برس» إن القوات تقدمت في حي السلام على بعد حوالى كيلومترين من دجلة «لكن الوضع حرج اليوم لأن المعارك عنيفة».
وأضاف «سيطرنا على مستشفى السلام الذي كان يعد مركز قيادة لداعش... من المفترض أن نواصل تقدمنا باتجاه الجسر الرابع للالتقاء بقوات مكافحة الإرهاب في جنوب شرق المدينة. بوصولنا إلى نهر دجلة، ينتهي واجب الفرقة التاسعة».
وقال ضابط رفيع في قوات مكافحة الإرهاب إن القتال في حي السلام شرس وقوات الجيش طلبت المساندة.
وقال لـ «فرانس برس» إن «موقف الفرقة التاسعة صعب وطلبت دعمنا، وحالياً سيتوجه أحد أفواج قوات مكافحة الإرهاب لتقديم هذا الدعم».
ولفت إلى أن «الإرهابيين يطوقون الفرقة التاسعة في المستشفى، ونحن سنتجه إلى هناك لفتح الطريق لهم».
وذكرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش»، بحسب ما نقلت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الإرهابيين شنوا خمس هجمات انتحارية بسيارات مفخخة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وتحدثت عن تكبيد قوات الجيش الموجودة داخل المستشفى خسائر كبيرة.
ونقل بيان لخلية الإعلام الحربي أمس (الأربعاء)، بأن قوات مكافحة الإرهاب حررت بالكامل حي الإعلام، الواقع في الجانب الشرقي من الموصل.
بدورها، تمكنت قوات الحشد الشعبي، من استعادة مناطق واسعة على الجبهة الغربية متقدمة باتجاه بلدة تلعفر الواقعة على الطريق الرابط بين الموصل و سورية.
وحققت القوات العراقية تقدماً سريعاً في المحور الجنوبي والشمالي من المدينة، لكن التقدم أصبح بطيئاً خلال الأيام الأخيرة. وذكر تقرير للأمم المتحدة أمس (الأربعاء)، أن عدد النازحين بلغ أكثر من 82 ألفاً، لكنه مازال أقل من التوقعات التي أعلنت من قبل المنظمة قبل انطلاق العملية.
وحذر التقرير الأممي الأخير من زيادة أعداد الضحايا المدنيين مع مواصلة القوات العراقية القتال من منزل إلى آخر في الجانب الشرقي مع حرصها على حماية المدنيين.
وذكر مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن «شركاء يسارعون لتقريب مراكز تقديم الرعاية من الخطوط الأمامية لتوفير فرص بقاء أفضل للجرحى المدنيين». وأشار كذلك إلى أن العمل يجري لإصلاح شبكتي المياه والكهرباء في شرق الموصل، حيث وصف حالة شح المياه بـ «الحرجة».
وهناك مئات الآلاف من أهالي الموصل محرومون منذ أيام من المياه الصالحة للشرب وباتوا يغلون مياه الآبار.
وظروف النازحين ليست بأفضل حالاً في المخيمات القائمة على أطراف المدينة، بسبب موجة البرد القارس مع حلول فصل الشتاء.
العدد 5206 - الأربعاء 07 ديسمبر 2016م الموافق 07 ربيع الاول 1438هـ