اختتم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعمال دورتهم السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت اليوم الأربعاء (7 ديسمبر/ كانون الأول 2016) برئاسة رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك بقاعة الاجتماعات في قصر الصخير.
وفي بداية الجلسة ألقى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة كلمة ختامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الجلالة والسمو،
الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسرنا في ختام أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمجلسنا الموقر، أن نعرب عن اعتزازنا البالغ باستضافة هذه القمة المباركة، وعن تقديرنا العميق للروح الأخوية الصادقة التي ميزت لقاءنا، وجسدت حرصنا التام على أن ننتقل بهذه المسيرة التاريخية الرائدة إلى حيث تستحق، متطلعين إلى تكثيف العمل المشترك، وتعزيز تعاوننا وحضورنا الدولي، خلال العام المقبل للحفاظ على مكتسباتنا وتحقيق المزيد من المنجزات، بما يلبي طموحات شعوبنا في الرخاء والازدهار، شاكرين لكم ما بذلتموه من جهود خيّرة ومساع مخلصة، فيما توصلنا إليه من قرارات سديدة ونتائج إيجابية، ستحقق، بإذن الله، الأهداف النبيلة لهذا الكيان الشامخ.
وكما بدأنا على بركة الله وعونه، نختتم أعمال قمتنا بحمد الله وشكره على ما تحظى به مراحل عملنا من توفيق وسداد، مُجددين شكرنا لمعالي الأمين العام ومعاونيه، على جهودهم المخلصة والحثيثة في متابعة تنفيذ قرارات مجلسنا الأعلى على مدار العام، وفي الإعداد والتحضير لاجتماعات المجلس الأعلى بما يضمن نجاح أعماله وتميز نتائجه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعدها ألقى أمير دولة الكويت الشقيقة رئيس الدورة المقبلة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة هذا نصها:
" بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الجلالة الأخ الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة
أصحاب الجلالة والسمو
أصحاب المعالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بفضل من الله وتوفيقه أنهينا أعمال دورتنا السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى، والتي كان لبعد نظركم وحرصكم على عملنا الخليجي المشترك الأثر الكبير في الوصول إلى قرارات ستسهم بإذن الله في تعزيز عملنا المشترك، وفي تحقيق تطلعات شعوبنا، وبما يعزز الأمن والاستقرار والرخاء.
ولا يفوتني هنا أن أجدد الشكر لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإلى الشعب البحريني العزيز على ما أحاطونا به من عناية ورعاية كريمتين.
ويسرنا أن نتوجه لكم بالدعوة لعقد الدورة القادمة للمجلس الأعلى في بلدكم دولة الكويت حيث سنحظى بشرف استضافتكم والاحتفاء بكم بين أهلكم وإخوانكم، مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى أن يسدد على دروب الخير خطانا، ويوفقنا لتحقيق تطلعات شعوبنا في الأمن والاستقرار والرخاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد ذلك تلا الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف راشد الزياني "إعلان الصخير" فيما يأتي نصه:
إن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المجتمعين في الدورة (37) للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالصخير، مملكة البحرين، يومي (6 - 7 ديسمبر 2016م)، وتأكيداً لعزم دول مجلس التعاون وتصميمها على تعزيز المسيرة المباركة للعمل الخليجي المشترك، وتوحيد المواقف بينها، والسير باتجاه تحصين دول المجلس من الأخطار المحدقة بالمنطقة، والمحاولات الرامية الى المساس بسيادتها واستقلالها عبر التدخلات الخارجية المتكررة في شئونها الداخلية، واستنادا إلى ما تشهده الساحة الدولية والإقليمية من متغيرات متسارعة يمسُّ تأثيرها المباشر المصالح العليا لدول مجلس التعاون، فإن أصحاب الجلالة والسمو يؤكدون أهمية مواصلة العمل في تنفيذ وتطبيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية التي أقرت في قمة الرياض 2015، لما تشكله من إطار متكامل، ونهج حكيم للتعامل مع تلك المتغيرات على أساس المحافظة على المصالح العليا لدول المجلس ومنجزاتها ومكتسبات شعوبها، وتحقيق الهدف المنشود في التكامل والوحدة بين دول المجلس في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
ويشيد قادة دول المجلس بما وصل إليه التعاون المشترك في المجال الدفاعي والأمني، ويؤكدون ضرورة العمل لتحقيق المزيد من التكامل والتعاون المشترك لتطوير المنظومة الدفاعية والمنظومة الأمنية لمجلس التعاون، ليكون دورهما أكثر فاعلية وقدرة على ردع أي اعتداء أو مساس بسيادة دول المجلس.
وفي هذا السياق، يشيد أصحاب الجلالة والسمو بالتمرين الأمني الخليجي المشترك "أمن الخليج العربي1"، الذي استضافته مملكة البحرين في (نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، الذي وضع خريطة أمنية متكاملة لدول المجلس، إيماناً بأن أمن الخليج كلٌّ لا يتجزأ، وأن الحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس يخدم مصالح دول العالم قاطبة، ويسهم في حفظ الأمن والسلم الإقليمي.
وإنطلاقا من الدور الذي يقوم به مجلس التعاون في تحقيق الأمن والسلم والاستقرار والرخاء الاقتصادي في المنطقة، أكد قادة دول المجلس حرصهم على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الأشقاء والحلفاء والشركاء الدوليين والدول الصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية، بما يعزز دور مجلس التعاون كشريك دولي فاعل، وركيزة استقرار مهمة للأمن والسلم الدوليين.
وفي الشأن الإقليمي، وانطلاقاً من حرص القادة الشديد على أن تكون علاقات دول المجلس مع جميع دول المنطقة قائمة على مبادئ حسن الجوار والتفاهم والاحترام المتبادل لسيادة واستقلال الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، واحترام مبدأ المواطنة، يؤكد قادة دول المجلس ضرورة أن تغير ايران من سياستها في المنطقة، وذلك بالالتزام بقواعد وأعراف المواثيق والمعاهدات والقانون الدولي، ويؤكدون أيضاً استنكارهم لاستمرار التدخلات الايرانية في الشئون الداخلية لدول المجلس، وإدانتهم تسييس إيران لفريضة الحج والاتجار بها واستغلالها، ويطالبون إيران بإنهاء احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث والاستجابة لمساعي دولة الامارات العربية المتحدة السلمية، بما يهدف إلى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
ونظرا إلى أن التكامل الاقتصادي لدول مجلس التعاون يشكل ركيزة رئيسية لدعم الأمن والاستقرار، يؤكد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون دعمهم ومساندتهم لهيئة الشئون الاقتصادية والتنموية عالية المستوى، التي تهدف إلى تطوير التعاون في الشئون الاقتصادية والتنموية وتنفيذ القرارات والاتفاقيات المتعلقة بها، وتسريع وتيرة العمل لإنجاز السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والربط المائي، وغيرها من المشاريع التنموية التكاملية، وصولاً الى الوحدة الاقتصادية الخليجية الكاملة، وبما يعزز مكانة منطقة مجلس التعاون كمركز مالي واستثماري واقتصادي عالمي.
ومن هذ المنطلق، يؤكد أصحاب الجلالة والسمو دعمهم الكامل لربط دول المجلس بشبكة من وسائل الاتصال والمواصلات والنقل الحديثة التي تحكمها أنظمة وقوانين موحدة، وذلك لما لها من دور حيوي في العملية التنموية الشاملة، وتأثير مباشر على مسيرة التعاون الخليجي المشترك في المجالات التي تهم أمن واقتصاد دول المجلس وشعوبها.
وإيماناً من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس بأن نهضة الأمم تستند إلى قدرات وكفاءة مواطنيها وبالأخص الشباب، والتطوير المستمر للتعليم، يؤكد القادة أهمية توحيد أسس مناهج التعليم الأساسي والتعليم العالي، بما يعود بالفائدة والنفع على المخرجات التعليمية، وبما يواكب متطلبات التقدم والتطور والتنمية المستدامة، ويؤكدون أهمية دعم وتطوير دور الشباب في تفعيل البرامج والأنشطة والفعاليات، التي تسهم في تعميق الترابط والتكامل، وترسخ الهوية الخليجية، وتعزز قيم التسامح والاعتدال والتعايش القائمة في دول مجلس التعاون، وتحقق طموحات الشباب لمستقبل أفضل له، ولكافة شعوب المنطقة سعياً نحو التقدم والرقي المنشود.
ويؤكد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن إنجاز كل هذه الأسس الصحيحة والمبادئ السامية، سيكون له الأثر البالغ في المضي بالمسيرة المباركة للمجلس نحو مزيد من الخير والنماء والارتقاء، وتعزيز الترابط والتكامل بين دوله وشعوبه، وتنمية العمل الخليجي المشترك بما يحفظ لدول وشعوب مجلس التعاون مكتسباتها، ومضاعفة إنجازاتها، ويرسي أسس الأمن والسلم في المنطقة والعالم، ويرسخ التعاون البناء على المستويين الإقليمي والدولي، ويدفع بقوة نحو تحقيق آمال شعوبها في الرخاء والازدهار.
بعد ذلك، أعلن عاهل البلاد رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة انتهاء اعمال القمة المباركة، وأعرب عن سعادته بأن تبدأ الزيارة الرسمية لخادم الحرمين الشريفين عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة لمملكة البحرين فأهلا وسهلا به.
وفي ختام اجتماع المجلس الأعلى ودع عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إخوانه اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، شاكرا جلالته حضورهم ومشاركتهم في هذه القمة المباركة وتعاونهم في إنجاحها، وما أبدوه من حرص على دعم هذه المسيرة الخيرة لتحقيق المزيد من الإنجازات لدولنا وشعوبنا الشقيقة.
فيما عبَّر أصحاب الجلالة والسمو عن بالغ شكرهم وعظيم تقديرهم لجلالة الملك على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مشيدين بحكمة جلالة الملك في ادارة جلسات القمة الخليجية ودور جلالته الرائد في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.