ترأس عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي بدأت مساء اليوم الثلثاء (6 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، بحضور قادة دول مجلس التعاون والأمين العام لمجلس التعاون وذلك بقاعة الاجتماعات بقصر الصخير.
وبدأت الجلسة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعد ذلك ألقى حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الجلالة والسمو،
الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بعون الله وتوفيقه نفتتح الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مرحبين بكم ترحيباً أخويّاً يعبّر عن خالص ودّنا وتقديرنا لكم، وعن حفاوة شعب البحرين، بهذا اللقاء المبارك، وبدوام ما يجمعنا من روابط أخوية وصلات قوية.
كما يسرنا أن نعرب عن خالص الشكر والتقدير لأخينا ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، على جهوده الكبيرة خلال أعمال الدورة الماضية، التي تشرفت برئاسته الحكيمة ورؤيته النيرة، والتي ساهمت بشكل واضح في تطوير توجهات مرحلة العمل القادمة. مقدرين كذلك الجهود الحثيثة للإخوة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومساعيهم المخلصة في تثبيت أركان هذا الكيان التاريخي الراسخ، والمعبّر عن مصالحنا المشتركة ومستقبلنا الواعد.
أصحاب الجلالة والسمو،
يأتي اجتماعنا هذا، في ظل ظروفٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ غير مسبوقة تواجه دول العالم أجمع، الأمر الذي يتطلب منا أعلى درجات التعاون والتكامل، ليحافظ مجلسنا على نجاحه المستمر، ودوره المؤثر على الساحة العالمية. إذ إن مجلس التعاون في ظل ما وصل إليه من تكامل مشهود، لم يعد أداة لتعزيز مكتسبات شعوبنا فقط، بل أضحى صرحاً إقليميّاً يبادر إلى تثبيت الأمن والسلم الإقليمي والدولي، عبر دوره الفاعل في وضع الحلول والمبادرات السياسية لأزمات دول المنطقة، ومنع التدخلات الخارجية في شئونها الداخلية.
وبكلِّ اعتزاز تتوالى جهود التنمية الاقتصادية في دول مجلس التعاون، وما تحققه من إنجازات تُسهِم في رفعة ورفاهية مواطنيه، وتعمل على تقوية مسيرة العمل المشترك.
ويأتي إنشاء هيئة الشئون الاقتصادية والتنموية المنبثقة من مجلسكم الموقر، بمثابة الآلية النوعية لتحقيق التكامل التنموي، وتفعيل النشاط الاقتصادي في دولنا، لتصبح قوة اقتصادية كبرى على المستوى العالمي، قائمة على أسس الإنتاجية والتنافسية، والنمو المتصاعد، وبما يرتقي بمستويات التنمية المستدامة.
ونُشيد هنا، بالمشاريع والمبادرات والاتفاقيات الاقتصادية بين دول المجلس، ومن أهمها، قيام السوق الخليجية المشتركة، والربط الكهربائي والمائي، وتوجهنا نحو الاتحاد الجمركي، ومشروع ربط دولنا بشبكة اتصالات ومواصلات ونقل متقدمة بمختلف الوسائل، كالجسور والقطارات، بهدف تحقيق التكامل التنموي الشامل، الذي يأتي على أولويات جدول أعمال هذه القمة بمواضيعها المعززة للتعاون والتلاحم فيما بيننا.
الإخوة الأعزاء،
يتأكد لنا يوماً بعد يوم أن الأمن والتنمية محوران متلازمان، وأن مواصلة دولنا في تطوير وتفعيل الاتفاقيات الدفاعيَّة والأمنيَّة لمواجهة كافة أشكال التهديدات والإرهاب، هو السبيل لحفظ سلامة أوطاننا وأمن شعوبنا وحماية منجزاتنا. وقد شكّل تمرين (أمن الخليج العربي/واحد)، الذي تشرفت مملكة البحرين باستضافته، الشهر الماضي، بمشاركة نخبة من القوات الأمنية الخليجية، نقلة رائدة ومطلوبة على طريق دعم التعاون الأمني بين دولنا، لما شهده من تنفيذ محكم، وتنظيم دقيق، وبوعي يقظ لحجم المخاطر الأمنية التي تحيط بدولنا.
ومما لا شك فيه فإن تفوق دولنا في مواجهة فوضى التطرف والارهاب، يأتي بتوفيق من الله سبحانه، وبفضل صبركم وحكمتكم في تقويض هذا الخطر ونجاحكم في مواجهته، وقد كان عزمكم المخلص والجاد، سبباً في المحافظة على الازدهار والتنمية والتطوير، والذي حذت حذوه الكثير من الدول المتطلعة إلى الاستقرار والسلام.
ولا يسعنا في الختام، إلا أن نثمن الدور المتميز الذي يتولاه الأمين العام لمجلس التعاون معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، والأمناء المُساعدون، وكافة مُوظفي الأمانة، لتعزيز مكانة مجلس التعاون ومتابعة تنفيذ قراراته وتطوير أدائه. مرحبين بكم مرة أخرى في بلدكم، مملكة البحرين، والله نسأل، أن يمدنا بالعون والتوفيق لتشهد مسيرتنا المباركة المزيد من الانجازات، ولشعوبنا ودولنا المزيد من القوة والمنعَة والرفعة، إنه سميع مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعدها ألقى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كلمة فيما يأتي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين
صاحب الجلالة الأخ العزيز الملك حمد بن عيسى آل خليفة
ملك مملكة البحرين الشقيقة
إخواني أصحاب السمو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرني في مستهل هذه القمة أن أتقدم لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وحكومة وشعب مملكة البحرين الشقيقة بوافر التقدير وعظيم الامتنان على ما لقيناه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنياً لأخي جلالة الملك حمد كل التوفيق والسداد خلال ترؤسه لأعمال هذه الدورة، مبدياً ارتياحي لما قامت به الأجهزة المختصة في مجلسنا من عمل جادٍّ خلال العام المنصرم، وفق الآليات التي أقرها المجلس، والتي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق، ومن ضمنها قرار إنشاء هيئة الشئون الاقتصادية والتنموية التي باشرت أعمالها مؤخراً؛ تعزيزاً للعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية.
إخواني الأعزاء:
لا يخفى على الجميع ما تمرُّ به منطقتنا من ظروف بالغة التعقيد، وما تواجهه من أزمات تتطلب منا جميعاً العمل سويّاً لمواجهتها، والتعامل معها بروح المسئولية والعزم، وتكثيف الجهود لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا، والنماء والازدهار لدولنا وشعوبنا.
إنَّ الواقع المؤلم الذي تعيشه بعض من بلداننا العربية، من إرهاب وصراعات داخلية، وسفك للدماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة، مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها.
فبالنسبة إلى لأوضاع في اليمن الشقيق، ما زالت الجهود مستمرة لإنهاء الصراع الدائر هناك بما يحقق لليمن الأمن والاستقرار تحت قيادة حكومته الشرعية، ووفقاً لمضامين المبادرة الخليجية، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، مشيدين بمساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي سورية يؤلمنا جميعاً ما وصلت إليه تداعيات الأزمة هناك، وما يعانيه الشعب السوري الشقيق من قتل وتشريد، مما يحتم على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لإيقاف نزيف الدم، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، وحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية.
إخواني الأعزاء:
على الرغم مما حققه المجلس من إنجازات مهمة، إلاّ أننا نتطلع إلى مستقبل أفضل يحقق فيه الإنسان الخليجي تطلعاته نحو مزيد من الرفاه والعيش الكريم، ويعزز مسيرة المجلس في الساحتين الاقليمية والدولية من خلال سياسة خارجية فعالة تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، وتدعم السلام الإقليمي والدولي.
وفي الختام أتمنى لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة التوفيق والسداد خلال ترؤسه لأعمال هذه الدورة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة فيما يأتي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة
أصحاب الجلالة والسمو
معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف راشد الزياني
أصحاب المعالي والسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أودُّ في بداية كلمتي أن أتوجه إلى الباري عز وجل بأن يتغمد الفقيد الراحل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الأمير الوالد لدولة قطر الشقيقة، بواسع رحمته وعظيم غفرانه، مستذكرا دوره البارز في تأسيس مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورعايته لتلك المسيرة.
ويسرني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى حكومة وشعب مملكة البحرين الشقيقة، على ما لمسناه من حفاوة وكرم ضيافة، وإعداد متميز لهذا اللقاء، وإنني لعلى يقين بأن ترؤس مملكة البحرين الشقيقة لأعمال دورتنا سيشكل إضافة إلى مسيرتنا المباركة، كما يسرني أن أتقدم بخالص الشكر لأخي ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ما بذله من جهود مخلصة ومساع خيرة، خلال فترة ترؤس المملكة الشقيقة لأعمال دورتنا الماضية ساهمت في تعزيز عملنا المشترك وتنفيذ ما توصلنا إليه من قرارات.
أصحاب الجلالة والسمو
يأتي انعقاد اجتماعنا المبارك في هذه العاصمة الجميلة في ظل متغيرات دولية متسارعة، وأوضاع صعبة تتطلب تشاورا مستمرا وتنسيقا مشتركا لدراسة أبعادها، وتجنب تبعاتها؛ لنتمكن من تحصين دولنا من تبعاتها.
إن مسيرة عملنا الخليجي المشترك وما تحقق في إطارها من إنجازات استطعنا معها تلبية آمال وتطلعات أبناء دول المجلس في الوصول إلى المواطنة الخليجية، وتحقيق المنافع الاستراتيجية والاقتصادية لدول المجلس، وهي إنجازات مطالبون معها بالبحث في كل ما يعزز هذه المسيرة ويضاعف من اللحمة بين أبناء دول المجلس، ولعلي هنا أستذكر باعتزاز رؤية خادم الحرمين الشريفين لمسيرة المجلس، وما تم التوصل إليه في إطارها من إنشاء لهيئة الشئون الاقتصادية والتنموية التي ستتولى تجسيد تلك الرؤية.
إن نظرة فاحصة للأوضاع التي تمر بها منطقتنا تؤكد وبوضوح أننا نواجه تحديات جسيمة، ومخاطر محدقة، فعلى المستوى الاقتصادي نعاني جميعاً من تحدي انخفاض أسعار النفط، وما أدى إليه من اختلالات في موازنتنا وتأثيرات سلبية على مجتمعاتنا تتطلب منا مراجعة للعديد من الأسس والسياسات على مستوى أوطاننا، كما يتطلب منا أيضاً على مستوى علاقاتنا بالعالم البحث عن مجالات للتعاون تحقق المصالح العليا لدولنا وتسهم في تمكيننا من تحقيق التنمية المستدامة المنشودة لأوطاننا.
وفي إطار حديثنا عن التحديات، فإننا نواجه جميعا تحدي الإرهاب الذي يستهدف أمننا واستقرارنا وسلامة أبنائنا، بل وأمن واستقرار العالم بأسره، الأمر الذي يتطلب منا مضاعفة عملنا الجماعي لمواجهته ومواصلة مساعينا مع حلفائنا لردعه.
أصحاب الجلالة والسمو
لقد استضافت بلادي على مدى أكثر من ثلاثة أشهر مشاورات الأطراف اليمنية المتنازعة، وبذلنا جهودا مضنية لمساعدتهم في الوصول إلى توافق يقود إلى حل سياسي يحفظ لليمن كيانه ووحدة ترابه، ويحقن دماء أبنائه، ولكن وبكل الأسف ذلك لم يتحقق، واستمر الصراع الدامي الذي نعلن معه دعمنا لجهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ونؤكد مجددا إدانتنا الشديدة باستهداف جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح لمكة المكرمة.
وحول الوضع في سورية فإننا نشعر بالألم لاستمرار معاناة أبناء الشعب السوري الشقيق، مؤكدين دعمنا للجهود الهادفة للوصول إلى حل سياسي يحقن دماء أبناء الشعب السوري ويحفظ كيان ووحدة تراب وطنهم.
وفي العراق، نعرب عن ارتياحنا ودعمنا لما تحقق من تقدم في مواجهة ما يسمى تنظيم داعش الإرهابي، متطلعين أن تتحصن تلك الإنجازات بتحقيق المصالحة الوطنية، وإشراك كافة أطياف الشعب العراقي في تقرير مستقبل بلاده.
وحول القضية الفلسطينية نشعر بالأسف للجمود الذي يحيط بالجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، بسبب ممارسات إسرائيل وانشغال العالم بقضايا أخرى، ونؤكد مجددا دعوتنا للمجتمع الدولي بضرورة القيام بمسئولياته بالضغط على إسرائيل لحملها على القبول بالسلام، وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وحول العلاقة مع إيران فإننا في الوقت الذي ندرك فيه أهمية إقامة حوار بناء بين دولنا والجمهورية الإسلامية الإيرانية نؤكد أن هذا الحوار يتطلب لنجاحه واستمراره أن يرتكز على مبادئ القانون الدولي المنظمة للعلاقات بين الدول، والتي تنص على احترام سيادة الدول، وحسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية.
وفي الختام فإن أمامنا جدول أعمال حافلا بموضوعات تتصل بمسيرة عملنا المباركة، أرجو أن نوفق في دعمها وتعزيزها، مجدداً الشكر لكم جميعا. كما أشكر معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وجهاز الأمانة العامة على ما بذلوه من جهود، متمنيا لأعمال قمتنا كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بعد ذلك ألقى الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف راشد الزياني كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الرسول الكريم، نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين،،
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى،
خادم الحرمين الشريفين،
أصحاب السمو،
أصحاب المعالي والسعادة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرفني في هذا المقام الرفيع أن أرفع الى مقامكم السامي يا صاحب الجلالة، أيدكم الله، أصدق مشاعر التهاني والتبريكات لترؤسكم الدورة الحالية لمقام المجلس الأعلى الموقر، ونحن على يقين بأن رئاسة مملكة البحرين، ستكون بتوجيهاتكم السديدة، وحكمتكم البالغة، محققة، بإذن الله تعالى، للأهداف السامية النبيلة التي تسعون، أصحاب الجلالة والسمو، الى تحقيقها، تلبية لتطلعات وآمال مواطني دول المجلس نحو مزيد من التواصل والترابط والتكامل.
كما ويُشرفني، أن أتوجَّه بالتهنئة الصادقة الى مقام ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أيدكم الله وسدد خطاكم، على ما تميَّزت به رئاستكم للدورة السادسة والثلاثين للمجلس الأعلى، من حكمة وحنكة ونفاذ بصيرة، وما بذله الوزراء والمختصون في الحكومة الموقرة ، خلال عام كامل، من جهد قيِّم في رئاستهم للجان الوزارية والفنية المتعددة، وما أسهموا به من إثراءٍ لأعمال هذه اللجان انعكسَ إيجاباً في النتائج التي تم التوصل إليها لتعزيز مسيرة مجلس التعاون الخيرة.
ويشرفني أن أرفع لكم، أصحاب الجلالة والسمو، ولشعوب دول المجلس، أسمى آيات التهنئة والتبريكات بمناسبة احتفالات كل من سلطنة عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين ، ودولة قطر، بأيامها الوطنية المجيدة، داعيا الله العلي القدير أن يحفظ لدولنا، أمنها وعزها ورخاءها.
أصحاب الجلالة والسمو،
يطيب لي في هذا المقام أن أؤكد أن ما يصدر من مقام مجلسكم الموقر، من قرارات بشأن تعميق وترسيخ التكامل في كافة مجالات العمل الخليجي المشترك، وتوسيع مجالات التعاون والتنسيق المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة، يجرى تنفيذها ومتابعتها بحرص دائم من قبل المجلس الوزاري والمجالس واللجان الوزارية المختصة؛ تنفيذاً لتوجيهاتكم السامية.
إن ما تولونه أصحاب الجلالة والسمو من حرص واهتمام بمسيرة العمل الخليجي المشترك، وسعيكم الدائم لتحقيق آمال وتطلعات مواطني دول المجلس، انعكس في توجيهاتكم السامية، والقرارات التي أصدرتموها، وكان آخرها تأسيس الهيئة القضائية الاقتصادية، وهيئة الشئون الاقتصادية والتنموية. وبذلك تؤكدون، رعاكم الله، أنَّ هذا التجمع المبارك ماضٍ بعون الله من أجل ترسيخ دعائم الوحدة الاقتصادية الخليجية الكاملة، وتحقيق المواطنة الاقتصادية الشاملة، في بيئة آمنة مستقرة، مزدهرة ومستدامة.
لقد أنهى المجلس الوزاري الموقر، في دورته التحضيرية واجتماعه التكميلي، مناقشة كافة الموضوعات والملفات والتقارير، وأوصى برفع ما تمَّ التوصل إليه من نتائج الى مقام مجلسكم الموقر، للتوجيه وإصدار القرارات اللازمة بشأنها.
اسأل الله العلي القدير أن يكلل أعمال هذا الاجتماع الرفيع المقام بالتوفيق والنجاح، وأن يسدد على طريق الخير خطاكم، ويديم على دول المجلس نعمة الأمن والأمان والازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم أعلن الأمين العام لمجلس التعاون رفع الجلسة الافتتاحية للقمة السابعة والثلاثين لمجلس التعاون.
بعد ذلك ترأس عاهل البلاد رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة جلسة العمل المغلقة الأولى للقمة الخليجية، حيث ناقش قادة دول المجلس القضايا والموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.
تصريح قوي وحنكة تحفظ للمنطقة أمنها، وخطة لرسم مستقبل المنطقة