قال رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر آل فهيد، إنَّ حجم إنفاق الدول العربية على السياحة العلاجيَّة في الخارج يصل إلى 27 مليار دولار سنويًّا، وإنَّ الدول العربية يجب أن تحظى منه بما يعادل 35 في المئة لما لديها من مقدرات.
جاء ذلك خلال أعمال الدورة السادسة لقمة العرب للطيران، التي أقيمت يوم أمس الإثنين (5 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، في فندق «موفنبيك»، بمنطقة البحر الميت في الأردن.
وخلال كلمته في افتتاح أعمال القمة، ذكر آل فهيد أنَّ قطاع السياحة والسفر يدعم بشكل مباشر عالميّاً نحو 108 ملايين وظيفة حتى نهاية العام 2015، أمَّا الدعم غير المباشر للتوظيف فيتمثل في ما يقارب 277 مليون شخص يستفيد من قطاع السياحة، أي ما يعادل وظيفة من كل 11 وظيفة في العالم.
وأشار إلى أن القطاع السياحي يسهم في توظيف عشرة ملايين شخص في العالم العربي، وبما نسبته 12 في المئة من إجمالي الوظائف في الدول العربية، أما حجم الاستثمارات في القطاع السياحي بالدول العربية، فمن المتوقع أن يصل إلى 323 مليار دولار في نهاية العام 2020.
وأكد آل فهيد، أن المنظمة العربية للسياحة تسعى خلال الفترة المقبلة إلى أن تنفذ عدة برامج من شأنها دعم وتطوير مجال السياحة العلاجية، وخصوصًا مع الدول العربية التي تتميز بهذه الصناعة الكبرى، كالمملكة الأردنية الهاشمية، والتي لديها كل الإمكانات المتاحة للاستفادة من هذا المجال الخصب، وخصوصًا في منطقة البحر الميت.
كما ذكر أن نحو 196 مليون راكب استخدموا رحلات جوية محلية ودولية من خلال شركات نقل جوي مسجلة في بلدان عربية، أما عالميا فإن 3.1 مليارات راكب انتقلوا عبر النقل الجوي أيضا.
وأشار أيضا إلى أن قطاع النقل الجوي يوظف نحو 63 مليون وظيفة عالميا، ويؤثر على الناتج المحلي العلمي بنسبة 3.5 في المئة، أي ما يقارب 2.7 تريليون دولار بشكل مباشر وغير مباشر، مؤكدا أن السياحة صناعة كبرى ومورد اقتصادي مهم.
وقال: «جاب العالم خلال العام 2015 أكثر من مليار ومئة مليون سائح، ولم تستقطب المنطقة سوى 72 مليون سائح، والسياحة البيئية العربية قبل الظروف الراهنة، وصلت إلى 45 في المئة ثم تراجعت إلى 30 في المئة تقريبًا، ما كبدها خسائر وصلت حتى تاريخه إلى أكثر من 40 مليار دولار».
وأضاف «تسعى الدول العربية إلى تطوير وتنمية السياحة العربية البيئية، التي أصبحت الملاذ الأكثر أمنًا والأكثر مردوداً»، لافتاً إلى آخر دراسة قامت بها المنظمة، والتي بينت أن «السائح العربي أكثر إنفاقًا، إذ يبلغ متوسط إنفاقه في رحلة خلال خمسة أيام، ما لا يقل عن 4500 دولار، متجاوزًا ما ينفقه السائح الأجنبي، الذي غالبًا ما يكون ضمن مجموعات، إذ يبلغ إنفاقه في رحلة لنفس المدة في حدود مبلغ لا يتجاوز 300 دولار، ومن هنا يظهر الفارق ومدى أهمية تنمية السياحية البيئية العربية وتطويرها».
أما الرئيس التنفيذي للمجموعة العربية للطيران عادل العلي، فقال في كلمته: «الطيران أصبح سلعة يستطيع أي شخص الاستفادة منها، بعد أن كانت في السابق مقتصرة على الأثرياء في العالم العربي، وبخلاف الأمور الجميلة التي تنتج عن السفر للأشخاص، فإنّها تؤثر إيجابيًّا على اقتصاد أية دولة، نظرا إلى ما تخلقه هذه الصناعة من وظائف».
إلا أنه استدرك بالقول: «على رغم ما حققه قطاع الطيران خلال الـ25 عاما الماضية من دعم لاقتصادات العالم، فإنها ما زالت تواجه بعض التحديات في الدول العربية، التي لا تعطي اهتماما كبيرا للخدمات المرتبطة بالسياحة، بالإضافة إلى الصعوبات التي يواجهها قطاع الطيران، بسبب الأجواء المحظورة في بعض الدول».
وتطرق العلي إلى تزايد الاستثمارات في قطاع السياحة، وخصوصًا على صعيد إنشاء الفنادق الفاخرة، معتبرًا أن التطور الإعلامي، دفع الأشخاص إلى الرغبة في السفر إلى كل مكان.
وقال: «قبل 13 عامًا، كان هناك من يرى أن قطاع السياحة لن يصمد؛ لأن الأشخاص يحجمون عن السفر بسبب ارتفاع كلفته، واليوم الوقائع تثبت عكس ذلك».
وأضاف «نحن بحاجة إلى الطيران الاقتصادي في العالم العربي، على رغم إنكار البعض الآثار الإيجابية لهذا الطيران على اقتصاد الدول، بينما يرى البعض أن الطيران الاقتصادي جيد، إلا أنه يعتقد أنه غير برستيجي».
وواصل: «في أوروبا، هناك أكبر سوق للطيران الاقتصادي، وفكرة أن الطيران الاقتصادي هي للفقراء لا الأغنياء، هي فكرة خاطئة، وهناك من يسافر على الطيران الاقتصادي من جنيف إلى نيس والعكس، كما أن الطيران يعتبر أرخص وسيلة تنقل».
وأكد العلي ضرورة فتح المجال الجوي لشركات الطيران، مشيرا إلى أن الدول تخشى فتح المجال لطيرانات أخرى خوفًا على طيرانها، بدلاً من دراسة الآثار الإيجابية لهذه الخطوة على السوق.
أما وزيرة السياحة والآثار في الأردن لينا عناب، فاعتبرت أن العلاقة بين الطيران والسياحة هي علاقة متكاملة، شكلت في نتائجها تأسيسًا حقيقيّاً للشراكة بين قطاعات الاقتصاد المختلفة، وأن الطيران بقي بوصفه وسيلة النقل الأساسية بين الدول، عنصراً فعالاً ومهمًّا من عناصر نجاح القطاع السياحي أينما كان.
وقالت: «بات الطيران يشكل قيمة أساسية مضافة إلى المنتج السياحي، ومدخلاً من مداخل التنمية التي يوفرها القطاع السياحي، ويسهم بصورة أساسية في تنفيذ المبادئ التي قامت عليها هذه المبادرة في السعي نحو تحسين حالة السفر العربي والسياحة من خلال تسهيل حوار بناء من أجل التعاون بين القطاعين العام والخاص».
وتابعت «أصبحت الحاجة ملحة إلى الجلوس معًا، وبات تلمس التحديات التي يواجهها قطاع السياحة والطيران، وكذلك الأسواق السياحية واجبًا، فيما تمثل المشاركة القوية للمؤسسات الإعلامية ركنا بارزا في هذا الحوار، وخصوصًا أنها باتت تقوم بدور سياحي بارز ومهم».
واعتبرت عناب استضافة الأردن لفعاليات قمة العرب للطيران، تأتي ضمن الاهتمام الذي يوليه الأردن لقطاع الطيران والسياحة، وفي إطار مناقشة الفرص المتاحة لدفع عجلة النمو والتطور في هذا القطاع الاقتصادي المهم، وتعزيز التكامل في الأدوار بين قطاعي الطيران والسياحة، والسبل الكفيلة تحقيق اهداف تنموية اقتصادية في المنطقة، مشيدة في الوقت نفسه بالدور الهام الذي تقوم به طيران الملكية الأردنية المساند للترويج السياحي، ونقل الصورة الحضارية للأردن أمام زواره.
وختمت حديثها بالقول: «السياحة والطيران هما أكثر من مجرد صناعة، إنهما يرسمان الابتسامة على وجوه الأشخاص في العالم، ويجعلان العالم أفضل وأكثر سلامًا، ويوفران وظائف كثيرة بما يدعم اقتصادات الدول».
العدد 5204 - الإثنين 05 ديسمبر 2016م الموافق 05 ربيع الاول 1438هـ