استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) أمس الإثنين (5 ديسمبر/ كانون الأول 2016) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع إلى الأمم المتحدة يطالب بهدنة مدتها سبعة أيام في مدينة حلب السورية، إذ قالت روسيا إن الهدنة ستسمح لمقاتلي المعارضة بإعادة تنظيم صفوفهم.
وهذه هي المرة السادسة التي تنقُضُ فيها روسيا مشروع قرار لمجلس الأمن بشأن سورية منذ 2011 والمرة الخامسة التي تقدم فيها الصين على الخطوة نفسها.
كما صوتت فنزويلا ضد مشروع القرار الذي صاغته نيوزيلندا ومصر وإسبانيا في حين امتنعت أنجولا عن التصويت. وصوتت الدول الإحدى عشرة المتبقية لصالح المشروع.
من جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بو جدانوف، أنه أبلغ السلطات الإيرانية، خلال زيارته طهران، بالمقترحات الأميركية بشأن تسوية الأزمة السورية، فيما كشف الكرملين عن رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقيادة الإيرانية.
وقال بوجدانوف، في تصريحات صحافية أدلى بها أمس، إنه بحث هذه المقترحات، التي قدمها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره الروسي سيرغي لافروف، مع المسئولين الإيرانيين، بحسب قناة»روسيا اليوم».
وأشار بوجدانوف إلى أنه تم، خلال لقاء الوزيرين، «التوصل إلى اتفاق بشأن إجراء مشاورات بين الخبراء الروس والأميركيين في جنيف بشأن حل بعض المسائل العملية المتعلقة بشرق حلب، خلال يومين أو 3 أيام قريبة».
وكان بوجدانوف قد وصل أمس الإثنين إلى العاصمة الإيرانية طهران.
من جهة اخرى، أكد الكرملين، أمس (الاثنين)، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث رسالة إلى قيادة إيران إلا أنه رفض الكشف عن مضمونها.
ميدانيّاً واصلت قوات الجيش السوري أمس تقدمها داخل شرق حلب وسيطرت على حي قاضي عسكر، تزامناً مع إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن محادثات بين الروس والأميركيين بشأن خروج «كل مقاتلي» المعارضة من حلب، ستجرى في جنيف اليوم أو غداً (الأربعاء).
من جانبه، أورد المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات النظام وحلفاءها تمكنت من استعادة السيطرة على حي قاضي عسكر في شرق حلب بعد ساعات من سيطرتها بالكامل على أحياء كرم الميسر وكرم القاطرجي وكرم الطحان المجاورين له.
وبحسب المرصد، بات قرابة ثلثي أحياء حلب الشرقية تحت سيطرة قوات النظام، بعدما كانت الفصائل المعارضة تسيطر منذ العام 2012 على الأحياء الشرقية فيما تسيطر قوات النظام على الأحياء الغربية من المدينة.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: إن «قوات النظام تخوض الإثنين (أمس) معارك في حي الشعار تمهيداً للسيطرة عليه»، موضحاً أنها «باتت تحاصره من ثلاث جهات، بعدما تركت ممراً لمقاتلي الفصائل للانسحاب منه نحو الأحياء الجنوبية».
وبحسب عبدالرحمن، فإن استكمال السيطرة على حي الشعار «يجعل مقاتلي المعارضة محاصرين في جبهة صغيرة تشكل ثلث الأحياء الشرقية»، متوقعاً أن «تبدأ بعدها قوات النظام عملية قضم تدريجي للأحياء التي لاتزال تحت سيطرة الفصائل».
وبحسب عبدالرحمن، تخوض قوات النظام «عملية استنزاف للمقاتلين من الذخيرة عبر فتح أكثر من جبهة في الوقت ذاته، في حي الشعار حاليّاً مثلاً في وقت تستمر المعارك في حيي الشيخ سعيد والشيخ لطفي في جنوب الأحياء الشرقية، تزامناً مع هجمات من داخل الأحياء الغربية على حيي بستان القصر وصلاح الدين».
من جانب آخر، قتلت طبيبة عسكرية روسية وأصيب ممرضان روسيان ومدنيون سوريون في قصف قام به مقاتلون من فصائل معارضة على مستشفى ميداني في حلب، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس.
العدد 5204 - الإثنين 05 ديسمبر 2016م الموافق 05 ربيع الاول 1438هـ