تحدث صلاح فضل في قاعة مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث متوقفاً الليلة عند صديقَي المركز الراحلين شاعر الكلمة فاروق شوشة والمستشار يحيى الجمل في يوم كان سيستقبل المركز الشاعر شوشة في أمسية شعرية انتظرها أصدقاء المركز في موسمه الحالي الذي يحمل عنوان "الحب طوق نجاة"، بحضور سفيرة جمهورية مصر العربية سهى إبراهيم محمد رفعت وعدد من أصدقاء المركز ومحبّي شوشة والجمل.
اللقاء الذي حمل عنوان "في ذكرى كوكبين من مصر" بدأ بكلمة معالي الشيخة مي بنت محمد ال خليفة رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم توقّفت فيها عند الراحلين الصديقين للمركز فوقف الحضور دقيقة صمت. أما صلاح فضل فتحدث عن الراحلَين والقواسم المشتركة بينهما فالهمّ القومي والرسالة الإنسانية كان حصاد إنجازهما كما كان مركز الشيخ إبراهيم ومملكة البحرين المنبر الذي جمعهما.
ومما قاله : "كان كل منها أمّة وحده ففاروق تميّز بموهبة شعرية خلاقة ومجسدة في تجليات مختلفة، وأبدع في إظهار جمال اللغة العربية دون تمييز وقرّبها إلى كل بيت، وهب صوته للشعر فكان صوت الجمال، بقدر ما كان دكتور يحيى الجمل صوت الحق والقانون...".
تجدر الإشارة إلى أن فاروق شوشة، شاعر وإذاعي، رحل عن عمر يناهز الثمانين عاماً، عرف ببرامجه الإذاعية التي كرسها للتعريف بجماليات اللغة العربية وبلاغتها.
قدم شوشة في العام 1967 وعلى مدى عقود برنامج "لغتنا الجميلة" الذي عٌني بمناقشة قضايا اللغة العربية وكان يقدم فيه نماذج شعرية من الشعر القديم أو الحديث يلقيها بصوته وبأداء متميز، كما نقل هذا الاهتمام بالقضايا اللغوية والأدبية إلى التليفزيون المصري عبر برنامجه "أمسية ثقافية" في عام 1977، الذي استضاف فيه عددا من رموز الثقافة العربية وبٌناتها.
له من المؤلفات: "إلى مسافره" في العام 1966، ومنها امتدت مسيرته الشعرية على مدى نصف قرن ترك فيها نحو 14 ديوانا شعريا آخرها "الجميلة تنزل الى النهر" في عام 2002. ومن بينها "في انتظار ما لا يجيء" و"يقول الدم العربي" و"هئت لك" و "سيدة الماء" ومجموعة شعرية للأطفال هي "حبيبة والقمر".
وتوج شوشة بعدد من الجوائز الشعرية من بينها جائزة الدولة في الشعر في العام 1986 وجائزة كفافيس العالمية عام 1991 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب في العام 1997 ومنح قبيل وفاته في العام 2016 جائزة النيل وهي أعلى وسام يتم منحة للأدباء في مصر.
حظي شوشة بعضوية مجمع اللغة العربية في القاهرة وعمل في عدد من اللجان الثقافية ورأس بعضها كلجنتي النصوص في الاذاعة والتليفزيون ولجنة المؤلفين والملحنين.
بيمنا يشكل الرصيد العلمي للمفكر القومي يحي الجمل، بمسار حافل بالإنجازات على صعيد المعترك الحياتي والسياسي، بما في ذلك ، المؤلفات الدستورية والقانونية التي امتدت لأكثر من 60 عامًا غلب عليها التركيز على قضايا المواطنة والبحث عن دولة القانون.
ومن المعروف أن الفقيه الدستوري ونائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور يحيى الجمل رحل عن عمر يناهز 86 عاما، بدأت مسيرته الأكاديمية، في الحصول علي ليسانس في القانون العام 1952م من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم حصل علي الماجستير العام 1963م وعلي الدكتوراه العام 1967م في القانون وعُين عقب تخرجه كمعاون نيابة عام 1953.
من مؤلفاته: أصدر الفقية الدستوري العديد من المؤلفات السياسية والقانونية التي غلب على كثير منها طابع التركيز على قضايا المواطنة أبرزها: الأنظمة السياسية المعاصرة والنظام الدستوري في مصر والقضاء الإداري والقضاء الدستوري ونظرية التعددية في القانون الدستوري، وحماية القضاء الدستوري للحق في المساهمة للحياة العامة.
شغل العديد من المناصب الأكاديمية ابتداءً من مدرس بكلية الحقوق جامعة القاهرة، و انتهاءً بمنصب عميد الكلية ، وفي عام 1971م تولي منصب وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء ووزير التنمية الإدارية، كما كان كاتبًا رائدًا للمقال القانوني والأدبي، انتمى لعدد من الهيئات وشغل عدة مواقع منها عضو المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي، وعضو محكمة التحكيم الدولية بباريس، وعضو مجلس أمناء جامعة 6 أكتوبر، وعضو مجلس الشعب وعضو مجلس جامعة الزقازيق، وعضو لجنة القانون بالمجلس الأعلى للثقافة، ونظرًا لدوره الرائد حاز على عدة جوائز ومنها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة العام 1998.