فُجع الوسط الرياضي في الساعات الأول ليوم أمس (الأحد) بنبأ رحيل المربي الفاضل والحكم الدولي المتقاعد في لعبة كرة اليد عيسى محمد سويد، بعد سنوات طويلة من العطاء في اللعبة كحكم دولي، ثم رئيساً للجنة الحكام فمديراً للاتحاد البحريني لكرة اليد حتى العام 2011.

وارتبط المرحوم عيسى سويد (مواليد 1949) بلعبة كرة اليد منذ التأسيس في بداية السبعينيات من خلال ناديه الاتحاد، وبدأ مسيرته الحقيقية في اللعبة كحكم في العام 1977 مع الجيل الأول منه المرحوم كريم الزناتي ورئيس قسم الرياضة في الوسط سابقاً عباس العالي والمرحوم فريد حسن وعلي الصيرفي وفيق دربه رضي حبيب.

وعُرف عيسى سويد بأنه مرب فاضل تعاقبت عليه أجيال مازالت تتذكره سواء كمدرس أو كمدير مدرسة في وزارة التربية والتعليم حتى العام 2005، كما ساهم في تخريج مجموعة من الحكام بصفته رئيساً للجنة الحكام باتحاد اليد منذ العام 1992 حتى العام 2004.

وشارك سويد في العديد من البطولات لما كان حكماً دولياً من أهمها نهائيات كأس العالم بالأرجنتين في العام 1995 بخلاف البطولات العربية والخليجية والآسيوية. وبخلاف عمله في مختلف لجان اتحاد اليد، عمل عضواً في لجنة الحكام بالاتحاد العربي من العام 1996 حتى العام 2000، قبل أن ينتخب عضواً في مجلس إدارة الإتحاد العربي من العام 2000 حتى العام 2004. ويقول اللاعب السابق، المدرب والمحاضر الدولي نبيل طه إن عيسى سويد يجسد المدرسة البحرينية العريقة، ويضيف «عيسى سويد، هو رجل الالتزام والانضباط سواء في مجاله التربوي أو الرياضي، لقد كان نعم المربي، لذلك تجد تأثيره الإيجابي على كل من حوله، دائماً ما تجده في الخطوط الأمامية، لا تملك سوى أن تحترمه بكل صراحة، رحيله خسارة للعبة كرة اليد بكل تأكيد».

ويرى رئيس نادي الشباب ميرزا أحمد أن عيسى سويد من قضاة الملاعب القليلين الذين نجحوا في فرض شخصيتهم في كل الألعاب، ويقول أيضاً: «يمتلك سويد شخصية قوية كحكم، لأنه يفهم القانون جيداً ببساطة، ولما صار مديراً للاتحاد، كان هو المرجع في تفسير القانون للجميع سواء الاتحاد أو الأندية، كنا نتعامل مع شخص سهل لا يضع العراقيل لأنه من ساهم في تأسيس اللوائح أيضاً». ويصف رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي الإماراتي صالح عاشور الفقيد بـ «الأب والأخ الكبير والمعلم والقدوة»، ويضيف «علمتنا مبادئ الأخلاق، علمتني في النشء وعندما اشتد العود لم تتركني وبقيت إلى جنبي»، ويتابع «لو جمعوا أبجديات كل لغات العام ورتبوها لتصبح جملة مفيدة وزينوها بقواعد النحو وأنشأوها بلحن كبيوت الشعر والقافية... سيبقون عاجزين عن ترتيب كلمة واحدة أو سطر واحد يوفي حق وقدر عيسى سويد، رحل وسنبقى نتذكر باحترام وتقدير وإجلال شخصه الغالي».