العدد 5203 - الأحد 04 ديسمبر 2016م الموافق 04 ربيع الاول 1438هـ

مُتطوِّعون: العمل التطوعي يخلق ترابطاً مجتمعيّاً... و«الجمعية الخليجية»: فريق خليجي لمساعدة المحتاجين

«الأمم المتحدة» توجِّه بوصلتها نحو «مساندة المتطوعين والثناء عليهم»

أكد عدد من رواد العمل التطوعي في البحرين، أن العمل التطوعي يخلق ترابطاً مجتمعيّاً وتماسكاً بين جميع أفراد المجتمع، وهو أمر عرف به البحرينيون منذ عقود طويلة، ومازال مستمرّاً على أصعدة شتى، سواءً أكانت خيرية أم اجتماعية أم مادية.

ورأوا أن العمل التطوعي «فطرة» في الإنسان، الذي يميل إلى مساعدة الآخرين، وتقديم العون لهم دون الحصول على أي مقابل مادي، وهو ما يعتبر عملاً تطوعيّاً.

وتحتفل البحرين اليوم (الإثنين) مع بقية دول العالم باليوم الدولي للمتطوعين، الذي يصادف (5 ديسمبر/ كانون الأول) من كل عام. ووجهت الأمم المتحدة بوصلتها هذا العام نحو تقديم الشكر إلى المتطوعين، ولذلك اختارت شعاراً لهذه العام، وهو «مساندة المتطوعين والثناء عليهم».

وقال أمين سر الجمعية الخليجية للعمل التطوعي، حمد عاشير، إن العمل التطوعي يأخذ انطباع الترابط المجتمعي، وهذا أمر طبيعي في أبناء الخليج جميعاً، وفي البحرين لدينا الجهود متضافرة في أي عمل تطوعي واجتماعي، مشيراً إلى أنَّ «هذا الأمر رأيناه في أجدادنا وآبائنا».

وتحدث عن أحد جوانب العمل التطوعي، وهو الحركة الكشفية، التي تقوم بخدمات تطوعية مختلفة، وخصوصاً فيما يتعلق بخدمة المجتمع والمرضى والمسنين.

وأعلن عاشير لـ «الوسط» عن توجه لدى الجمعية، التي أشهرت قبل أسابيع، لإنشاء قاعدة بيانات تضم أسماء المتطوعين في جميع دول الخليج، بحيث يمكن التواصل معهم لتقديم أية خدمة أو مساعدة، مبيناً أن أعضاء مجلس إدارة الجمعية مكونون من جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكل عضو يمكنه تشكيل فريق يتكون من 6 أفراد، يعملون على خدمة المجتمع في جميع المجالات.

وقال: إن «دولة الكويت لديها الكثير من المجموعات التطوعية المتخصصة في تنظيم المعارض وتنظيف السواحل، وأخرى في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك في سلطنة عمان التي يتجلى العمل التطوعي فيها من خلال مساعدة المتضررين من الأمطار والسيول، والعمل على مساعدتهم دون مقابل، وكذلك الحال بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، فيما يتوافر في دولة قطر مركز للعمل التطوعي يضم مجموعات من الأفراد العاملين في هذا المجال، أما دولة الإمارات العربية المتحدة فيتجلى العمل التطوعي فيها من خلال المدارس ومختلف الفعاليات التي تشهدها مختلف الإمارات».

ولفت إلى أن «العمل التطوعي جوهره تقديم خدمة بلا مقابل، ونحن في البحرين نشهد العمل التطوعي منذ عقود طويلة، وأعتقد أن العمل منظم وليس عشوائيّاً، والأجمل أن العمل التطوعي غير موجه، ولا يحمل صبغة معينة».

وأفاد عاشير أنهم سيعملون من خلال الجمعية الخليجية للعمل التطوعي على إقامة ورش العمل والدورات التدريبية في أسس وآليات العمل التطوعي، بما يسهم في الارتقاء بهذا العمل في كل المجتمعات الخليجية.

محمد سعيد: أكثر من 40 عاماً وأنا سعيد بخدمة «سار»

من جانبه، تحدث المواطن محمد سعيد الفردان، عن تجربته في العمل التطوعي الممتدة إلى أكثر من 40 عاماً، خدم فيها مختلف المؤسسات في قرية سار، ما بين نادي سار الثقافي والرياضي، وصندوق سار الخيري، ومأتم سار.

محمد سعيد الذي كُرم في حفل «مميزون» الذي أقامه النادي في شهر (مايو/ أيار الماضي 2016)، بدأ عمله التطوعي في خدمة مأتم سار، عندما كان عمره 12 عاماً، وانسحبت الخدمة إلى النادي والصندوق الخيري، إذ كان أحد المؤسسين الرئيسيين والعاملين على إنشاء نادي سار، وإشهار الصندوق الخيري.

وقال الفردان إنه كان من العاملين على حصول النادي على أرض لإنشائه، والإسهام في إدارته من العام 1974 حتى العام 1994.

أما الصندوق الخيري، فأوضح أنه كان بمعية اثنين من المعروفين في القرية، يجمعون المساعدات المالية وتوصيلها إلى الأسر الفقيرة، قبل تأسيس الصندوق، واستمروا في ذلك حتى تأسس الصندوق في العام 1993، وكان من بين المؤسسين.

وذكر أنه عمل على طباعة كتابة يضم شجرة عائلات السادة في قرية سار، وحوّلها من ورقة واحدة أعطاه إياها مختار القرية المرحوم السيدجعفر المحفوظ، إلى كتاب ملوّن يضم صور وأسماء أفراد عائلات السادة.

ورأى أن العمل التطوعي أصبح منتشراً في مختلف مناطق البحرين، وهناك العديد من التجارب التي يمكن الوقوف عليها في العمل التطوعي، وخصوصا مجال العمل الخيري.

وأكد الفردان أن تكريم المتطوعين، وتقدير المجهودات التي يبذلونها في المجتمع، يعطيهم الحافز والدافع القوي لمواصلة هذا العمل، لما له من أهمية كبرى في المجتمع، وخصوصاً ما إذا كان التكريم والتقدير من أبناء المجتمع نفسه الذي ينتمي إليه المتطوّع.

إلى ذلك، قال عضو مجلس إدارة رابطة كشافة ومرشدات البحرين، الشيخ عبدالناصر عبدالله، إن فكرة التطوع والروح التطوعية في البحرين قديمة، وليست وليدة جديدة، وهي أمور تربى عليها البحرينيون منذ عقود طويلة، ولذلك يحرصون على أن تكون بصماتهم حاضرة في المجتمع.

وأكد عبدالله، وهو إمام وخطيب جامع كانو في الحد، أنه «ليس غريباً على أي شاب بحريني أن يسهم في جمعية أهلية أو خيرية بفكرة إبداعية».

وتحدث عن تجربته في العمل التطوعي، والتي مازالت مستمرة حتى الآن، قائلاً: «بدأت العمل التطوعي منذ الصغر، وحرصت على أن أكون عضواً في كشافة البحرين، وتدرجت إلى أن أصبحت قائداً كشفيّاً وتوليت مهمة الوعظ والإرشاد الديني».

وذكر أنهم في حرصوا في كشافة البحرين على المشاركة في الكثير من الحملات التطوعية، منها ترشيد الكهرباء والماء، والتوعية بالوقاية من بعض الأمراض، إلى جانب تقديم خدمات للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، وتنظيف وخدمة بيوت الله سبحانه وتعالى، والسواحل والمرافق العامة، وكل ذلك كان من تربية أسلافنا وآبائنا في حب الخير.

وأشار إلى أن «المجتمع الإسلامي والتعاليم الدينية تحثنا على وضع بصماتنا في حياتنا وحياة الآخرين، وأن يحب المسلم لغيره ما يحبه لنفسه، وهو أمر لا يمكن إثباته إلا من خلال الأعمال والأفعال التي تكون في العمل التطوعي، ولذلك التطوع ينبع من الدين ومن ثم من العادات والتقاليد والتربية».

ولفت إلى أن «البحرين مازالت مضرب الأمثال في الحركة التطوعية، وجمعيات البحرين تحصد أوسمة التميز في العمل التطوعي، وهذا يعكس المستوى الذي وصلت إليه البحرين في هذا المجال».

وأضاف «لدينا جمعيات أهلية تطوعية ذات صبغة شبابية، وتضرب مثلاً مميزاً وإبداعيّاً في العمل التطوعي».

ورأى أن «العمل التطوعي في البحرين وصل إلى مراحل متطورة، ووجود الجمعيات الخيرية والأهلية والاجتماعية، يعكس أننا نسير بخطوات غير تقليدية في هذا المجال، ولو أردنا عد الأمثال فهي أبلغ من أن تحصر وتُعد. ونحن كنا في يوم من الأيام ننظر إلى العمل التطوعي في بعض الدول المجاورة بأنه مضرب للمثل، ونتطلع إلى الوصول إليه، إلا أننا في الحقيقة أصبحنا متفوقين في العمل التطوعي ورواداً فيه، وبعض أعمال التنسيق الخليجي على مستوى العمل التطوعي تترأسها البحرين، وهو ما يعطي صورة واضحة عن مستوى البحرين في هذا المجال».

العدد 5203 - الأحد 04 ديسمبر 2016م الموافق 04 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:29 م

      السيد ابراهيم المحفوظ

      ابو حسين غني عن. التعريف في منطقة سار والمنطقة الشمالية،رجل ونعم الرجال، اجتهد بكل ما يملك من قوة في خدمة المجتمع الساري،و انشالله في ميزان حسناتة.

    • زائر 4 | 8:37 ص

      للإسف الشديد و رغم أيماني بإن العمل ااتطوعي ما هو الى قربة لوجة الله الا أنه في السنوات الاخيرة أصبح فيه ناس يدخلون فيه و همهم البهرجة و حب الظهور و المكاسب الدنيوية و المادية

    • زائر 3 | 4:02 ص

      ابو حسين محمد سعيد كنت خير العاملين وخير المساعدين لأهل قريتك وخارج قريتك , جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

    • زائر 2 | 11:05 م

      التطوع إداة البناء والتغيير في الحقول الانسانية المختلفة وهناك رواد في العمل التطوعي الاجتماعي والثقافية والانساني والبيئي قدموا الكثير في بلادنا كان يفترض عدم اختصار جهود المتطوعين في 3 اشخاص بل اجراء تحقيق اعلامي شامل يبرز قيمة الجهد التطوعي لمتطوعي البحرين.

    • زائر 1 | 9:53 م

      نشكر

      نشكر متطوعين الوزارة .

اقرأ ايضاً