عبْر معرضه الموسوم بـ «ما وراء اللوحة»، واصل الفنان عبدالله الخان، تقديم سلسلة نتاجاته التي هي حصيلة 80 عاماً، كانت ثمرتها 1.2 مليون صورة يمتلئ بها أرشيف الخان.
ويوم الخميس (1 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، اختار الخان يوم المرأة البحرينية، مناسبةً، لافتتاح معرضه الذي يتضمَّن 10 لوحات و10 كتب مُصوَّرة، تختص بـ 10 فنانات (9 من مملكة البحرين وواحدة من دولة الكويت).
وتُشير المعلومات إلى أن المعرض الذي افتتحته رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بصدد نقله إلى مهرجان الجنادرية، والمشاركة به في المملكة العربية السعودية.
وحيث يقام المعرض في مركز الفنون بالمنامة، كانت لـ «الوسط» وقفة مع الخان، والذي كشف عن مشروعه الحالي المكوَّن من إصدار 10 كتب مصورة، صدر منها النصف، والعمل جارٍ على استكمال نصفها الآخر.
يقول الخان: «لديَّ أرشيف ضخم مكوَّن من 1.2 مليون صورة، وأعمل على إخراجه للجمهور، وقد بدأت في ذلك عبر مشروع يتضمَّن طباعة 10 كتب، كل كتاب يختص بمجال معيَّن، وبالتعاون مع الكاتب حسين المحروس أنجزنا 5 كتب والعمل جار على طباعة الكتاب السادس، ومن ثم العمل على الكتب الأربعة المتبقية».
وأضاف «تتنوَّع الكتب ما بين المحرق، القرى (72 قرية)، البيوت القديمة، الموسيقى والفن، النخلة، وكتاب هو في الحقيقة عبارة عن دَيْن أرده إلى المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، نظير وقوفه معي ومساندته لي في التصوير، فلا أنسى فضله وأتمنى أن أوفق لرد الجميل إليه، وذلك عبارة عن إصدار كتاب بمناسبة مرور 20 عاماً على رحيله».
وفيما يتعلق بفكرة المعرض، قال: «هو مشروع عملت عليه بحيث كنت أتوجه إلى كل فنان لمدة ساعة وأعمل من حيث يرسم على تصويره، وشمل ذلك الفنانين من الجنسين، وحين علمت بأن الأول من ديسمبر/كانون الأول من كل عام هو يوم مُخصَّص للمرأة البحرينية، عرضت الفكرة على الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وأعلمْتها بالمشروع فاستحسنت الفكرة، ونظراً إلى طبيعة المناسبة تم الاقتصار في المعرض على الفنانات من دون الفنانين، على أن يُؤجَّل المشروع الخاص بالفنانين إلى وقت آخر مناسب».
وأضاف «لكل فنانة من الفنانات العشر اتجاه خاص بها، ولا وجود لتشابه بين فنانة وأخرى، فهناك من ترسم، وهناك من ترسم وتنحت، وهناك من ترسم وتصنع الدُّمى...».
وعن الرسالة من وراء المعرض، قال: «الفن يظهر مقدار رقي الشعب، ولأن الفنان أو الفنانة مكوِّن من مكوِّنات الشعب، فقد أردت التعريف بالحالة الفنية المتقدمة لدينا، وبوصفي فناناً في المقام الأول، فقد كان سهلاً عليَّ الانسجام معهم؛ ما مكَّنني وعبْر الصور من إظهار مقدار تعب الفنان على لوحته حتى تعرض للجمهور».
إلى جانب ذلك، كان للخان تقييمه لواقع الفنانين البحرينيين، وجهود هيئة البحرين للثقافة والآثار الداعمة لهم؛ ما دفعه إلى القول: «الفن في البحرين عريق وهو مرادف للتعليم الذي بدأ العام 1919، وأعني بذلك فن التمثيل وفن الغناء وفن الرسم، أما المطالبات بتحسين واقع الفن البحريني، فإنني أعتبر أن الكرة في ملعب الفنانين أنفسهم، باعتبار أن المسألة مرتبطة بالجانب الذاتي لدى الفنان ولا علاقة للحكومة بذلك، وأي تراجع يحمل الفنان ذاته المسئولية، أما الحكومة فمسئولة عن التعليم والصحة والأمن والأمان والاستقرار، أما الباقي فمسألة ذاتية».
ولم يخْلُ الحديث مع الخان من التطرق لبعض من سيرته، والتي يوضح بداياتها بالقول: «في الأساس أنا رسَّام حيث كنت أمارس الرسم وأنا في المرحلة الابتدائية، حتى تعرفت على (شيخ دِين) قال لي إن (الرسم حرام، وحين ترسمهم لابد من نفخ الروح فيهم)، فخفت وتركت الرسم واتجهت إلى التصوير».
وأضاف «في أيام الدراسة كان التصوير في الرحلات إلى أن عملت فأصبحت مُصوِّراً، وللعلم فإن اتجاهي في البداية كان للطب لكن مع الأسف الشديد لم أوفق فكنت الرقم 27 من بين 28 طالباً، وبعد ذلك ونتيجة لعدم التوفق في الدراسة اتجهت إلى العمل في شركة بابكو، ومن هناك حصلت على فرصة للسفر إلى إنجلترا ولأمكث هناك عامين لتعلم فن التصوير. عشت بين المصورين وهو ما أعتبر حصيلته أفضل من الدراسة، حيث يمنحك الجانب العملي المزيد من الأفكار ويسهم في تطوير مهاراتك».
بدورها، كانت الفنانة الكويتية بزَّة الباطني تتحدث بوصفها إحدى الفنانات العشْر في المعرض، قائلة: «المعرض شيء رائع من إنتاج فنان عبقري، وفي الحقيقة فقد مثل لي مفاجأة حيث كان الفنان عبدالله الخان يبدأ تصويره لنا قبل عامين تقريباً، ويصمت. يزورنا مع فريق العمل للتصوير دون ان يتحدث عن طبيعة مشروعه، ثم كانت المفاجأة السعيدة وأنا أشاهد اللوحات والألبوم الذي وثق تجربتنا بتفاصيلها غير المرئية بالنسبة للناس، وهو ما أراه تعريفاً عميقاً للفنانين ولحظاتهم الخاصة جداً».
وبشأن تجربتها، قالت: «تمتاز تجربتي باستخدام 3 إلى 4 ألوان، فأنا في الأصل كاتبة نشرت 14 كتاباً في عدة مجالات من بينها التراث الشعبي والأدب العربي والقصص القصيرة ومسرحيات الأطفال، وأنا كذلك فنانة تشكيلية صممت بنفسي أغلفة الكتب الخاصة بي، كذلك فإن من بين اهتماماتي صناعة الدُّمى، فإذا لم أكن أكتب سأرسم وإذا لم أكن أرسم سأخيط...». مضيفة «في العام 2012 أقمت معرضاً في البحرين اسمه (الحالات) وثقت من خلاله حالتيْ السْلطة والنعيم، حيث تمكَّنت من تأريخ 25 لوحة، وبذلك تمكَّنت من توثيق تراث البحرين عبر البحوث الميدانية، وعبر الريشة لمنطقة تغيرت كثيراً بعد عام واحد فقط، وذلك بعد دفان البحر».
ومن المقرر أن يمتد معرض الفنان عبدالله الخان حتى نهاية ديسمبر الجاري، بلوحاته التي توثق لحظات غير مرئية لعشر فنانات هن: أريج كاظم رجب، بزة الباطني، ديانا ونادين الشيخ، سامية إنجنير، عبير آل خليفة، فائقة الحسن، لولوة آل خليفة، مياسة السويدي، نبيلة الخّير، وهدير البقالي.