العدد 5202 - السبت 03 ديسمبر 2016م الموافق 03 ربيع الاول 1438هـ

جدحفص تحتفي بولاء البقالي: مطالبات بدعم مجتمعي للمتفوقين... والإشارات لـ «الصناديق» والأندية

أكثر من ولاء «مختبئة» لايزلن ينتظرن الدور

الطالبة ولاء البقالي أثناء تكريمها من قبل مركز شباب جدحفص
الطالبة ولاء البقالي أثناء تكريمها من قبل مركز شباب جدحفص

حلت الطالبة البحرينية ولاء البقالي، مساء أمس الأول الجمعة (2 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، ضيفة مكرَّمةً على مركز شباب جدحفص، وذلك بعد فوزها بالمركز الثالث في مسابقة تحدي القراءة العربي.

حدثٌ يفتح الباب على مصراعيه؛ للوقوف على مستوى الدعم المجتمعي، المقدم إلى المتفوقين والمتفوقات، ورفد حركة العلم والعلماء.

مستوى بدا دون الطموح، وفقاً لتقييم الطالبة ولاء البقالي، وعدد من الباحثين ممن ألقوا بالكرة في ملعب مؤسسات المجتمع المدني بما في ذلك الأندية والجمعيات الخيرية والأهلية، وشددوا على عدم كفاية التكريم والذهاب إلى أبعد من ذلك.

بشأن ذلك، تقول الطالبة ولاء البقالي في حديث إلى «الوسط»: إن «البحرين تمتلك طاقات ومواهب شبابية كبيرة جدّاً، لكن حين نرى حركة بقية المجتمعات العربية، كدولة الإمارات فلا يمكن مقارنة ما لديها مع المستوى الذي نتحصل عليه هنا في مملكة البحرين».

وأضافت «توفر دولة الإمارات عدة مسابقات لتحتضن مواطنيها ومواطني دول مجلس التعاون، لذلك أتمنى أن تنتهج مملكة البحرين نهج دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم المواهب والطاقات الشبابية».

وبشكل محدد، قالت البقالي: «لدينا في البحرين مسابقات، لكنها لا تتحصل على الدعم المعنوي والمالي الكافي، مما يقلل من عدد المشاركات، وبالتالي لا نرى ما لدى المجتمع من طاقات على أرض الواقع».

وبشأن تجربتها، قالت: «ثق أن في مجتمعنا البحريني أكثر من ولاء البقالي، ففي الحقيقة لدينا مواهب كبيرة جدّاً، لكنها لا تجد الفرصة لتخرج طاقاتها، واستشهد على ذلك بمواهب الرسم والكتابات الإبداعية في البحرين، والتي بإمكانها الوصول إلى العالمية اليوم فيما لو تحصلت على الدعم الكافي».

في الإطار ذاته، كان الباحث علي هلال يشير إلى أن الواقع يتحدث عن عدم احتضانٍ مجتمعيٍّ للمتفوقين، وعقَّب «ما هو موجود مجرد ثكنات اجتماعية تكرم المتفوقين»، مشدداً على ضرورة أن يتحول هذا الدعم إلى توجه عام للبلد، وبإمكان المؤسسات التي تتكاثر كالفطر أن تولي المتفوقين جزءاً من اهتمامها، فبناء الأمة يعتمد على الكتلة الحرجة، والتي يتولى إنتاجها المجتمع.

أما النائب السابق سلمان سالم، فقال: «ما ألاحظه هو أن المجتمع يؤدي دوراً بسيطاً جدّاً تجاه المتفوقين، والدورالمؤمل ليس في التكريم، بل في صناعة المتفوق، ويجب على مؤسسات المجتمع المدني أن تقوم بدور، وهو أن تصنع المتفوق».

وأضاف «في كل منطقة من المناطق هناك من الطلبة ممن لديهم الاستعداد للتفوق، لكنهم بحاجة إلى من يأخذ بيدهم، ولو عملت كل مؤسسة في كل منطقة برنامجاً لخلق تنافس بين المناطق، جميعها على مستوى البحرين في صناعة المتفوق فسنحصل على أعداد من المتفوقين قد لا نتخيلها».

وتابع «لدينا أكثر من ولاء واحدة، فبالأمس القريب كانت لدينا زينب العريبي، الأمر الذي يوجب وضع استراتيجية مجتمعية لدعم المتفوقين، والكرة كما أرى في ملعب الأندية والجمعيات الخيرية والجمعيات الاجتماعية، وتحقق ذلك كفيل بأن يظهر لنا عشرات النماذج من ولاء البقالي وزينب العريبي»، مشدداً في هذا الصدد على ضرورة عدم الاكتفاء بالاحتفال والتكريم والذهاب إلى أبعد من ذلك.

ولم يقتصر التكريم على الطالبة ولاء البقالي، بل امتد إلى حاضنتها مدرسة جدحفص الثانوية للبنات، المدرسة التي قال عنها مركز شباب جدحفص إنها أنموذج يجب أن يعمَّم على مستوى البحرين.

تتحدث ولاء عن مدرستها «من البداية كان تشجيع المدرسة هو السبب للوصول الى ما وصلت اليه، وبالتالي فإنني أنا من يفتخر بالانتماء لهذه المدرسة أكثر من افتخار المدرسة بي».

وأضافت «الدعم المعنوي كان كفيلاً بأن أصل لهذه المرتبة، ودعم إدارة المدرسة ممثلة في مديرة المدرسة ودعم الطالبات، حقيقة حملني مسئولية كبيرة جدّاً جعلني أبذل كل جهدي؛ لكي أكون عند حسن ظنهم».

وبشأن واقع المرأة البحرينية خصوصاً القروية منها، ومدى حصولها على الفرصة لإظهار ما لديها من قدرات، نفت البقالي وجود تمييز ضد المرأة البحرينية، وقالت: «شاركت مؤخراً في مؤتمر في مدينة بوسطن، والاضطهاد والتمييز الذي كنت أراه من المشاركين ممن كانوا يتحدثون عن دولهم، لا يقارن بالتمييز في مملكة البحرين، والذي يعتبر قليلاً جدّاً، فغالبية الأشياء التي يقوم بها الرجل تستطيع المرأة البحرينية القيام بها، عدا مجالات محدودة، كالعمل وبعض الوظائف الذي قد تكون الأفضلية فيها للرجل، لكن بشكل عام».

وعبر الاحتفال الذي شهد حضور نواب المنطقة، ومحافظ العاصمة حسن المدني، وحضوراً غصت به قاعة المركز، خلص مركز شباب جدحفص إلى تقديم جملة توصيات، شملت الدعوة إلى اتخاذ القراءة عادة لنا ولأولادنا، وحث أبنائنا على القراءة لتساعدهم على التفوق، إلى جانب الدعوة إلى تعميم تجربة مدرسة جدحفص الثانوية للبنات على جميع المدارس والمراكز الشبابية.

من جهته تلا نائب رئيس المركز مهدي عبدالله، الآية الكريمة «إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم» (العلق: 3)، ليضيف «هذه كانت أول سورة نزلت على النبي محمد (ص)، وكونها تحث على القراءة، فهي دليل دامغ على أهمية القراءة والعلم في حياة الناس».

وأضاف «مركز شباب جدحفص وإيمانا منه بأهمية العلم، دأب على تنظيم الأنشطة الثقافية منذ الخمسينات، من بين ذلك تكريم الطالب المتفوق حسين عبدالجليل الشهابي، الأول على طلبة المرحلة الثانوية»، مثنياً في الوقت ذاته على دعم جمعية جدحفص التعاونية الاستهلاكية في تنظيم حفل التكريم، والذي يأتي في إطار إلتزامها بمسئوليتها المجتمعية.

فيما اعتبر الكاتب الصحافي رضي السماك، فوز الطالبة ولاء البقالي مصدر فخر للشعب البحريني بكامله، ووجه ثناءه إلى حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، باعتباره صاحب الفضل الأول في إطلاق مبادرة المسابقة والتي مكنتنا من التعرف على نماذج مجهولة من طلبتنا.

وأضاف «يأتي حفل التكريم متزامناً مع مناسبتين، الأولى ممثلة في الاحتفال بيوم المرأة البحرينية المصادف (1 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، وصدور تقرير الأمم المتحدة للعام 2016 جزل التنمية الانسانية العربية، والذي تضمن مؤشرات مهمة حول واقع التعليم والمعرفة المأساوي في عالمنا العربي، وسبل تجاوز هذا الواقع ورسم خارطة الطريق المستقبلية.

العدد 5202 - السبت 03 ديسمبر 2016م الموافق 03 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:47 ص

      بدل ما يصرفون فلوس التبرعات على الاكل وغيره خلهم يصرفونهم في التعليم ودعم الطلبة

اقرأ ايضاً