يتجه مؤتمر "الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر" المنعقد في ابوظبي نحو اقرار انشاء صندوق مالي واقامة "ملاذات امنة" لحماية الاثار في ختام اعماله اليوم السبت (3 ديسمبر/ كانون الأول 2016) بحضور قادة وممثلين لاربعين دولة بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
ويمهد المؤتمر في نسخته الاولى التي تستضيفها دولة الامارات العربية المتحدة بالتزامن مع احتفالها بذكرى وحدتها، الى انشاء تحالف دولي للحفاظ على الاثار الواقعة في مناطق نزاعات على رأسها سوريا والعراق.
وقال رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ الذي شارك في تنظيم المؤتمر لوكالة فرانس برس ان مسألتي انشاء الصندوق المالي والملاذات الامنة "ستردان في البيان الختامي" الذي سيطلق عليه اسم "اعلان ابوظبي".
ورغم ان مسودة البيان الختامي التي لا تزال قيد البحث لا تتضمن رقما محددا، الا ان مشاركين في المؤتمر اكدوا لفرانس برس ان قيمة الصندوق المالي ستصل الى نحو 100 مليون دولار.
وكانت فرنسا اكدت انها ستساهم بنحو 30 مليون دولار. كذلك، أبدت دول خليجية نيتها تقديم مساهمات مالية، الا انها لم تحدد قيمتها بعد.
وسيتيح الصندوق تمويل عمليات نقل معالم تراثية وحفظها وترميمها من خلال استخدام تقنية ثلاثية الابعاد خصوصا، وكذلك تدريب اخصائيين لهذه الغاية.
وسيتخذ الصندوق شكل "وحدة قانونية مستقلة" بحسب وثيقة تمهيدية تشير الى "مؤسسة قانونية سويسرية" قد يتم انشاؤها في جنيف اعتبارا من 2017.
وسيحظى الصندوق بحوافز ضريبية وسيستوحى من النظام الداخلي للصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا وهي مؤسسة لا تتوخى الربح مقرها في جنيف ايضا بحسب مصدر فرنسي.
- قرار اممي؟ - وللمؤتمر هدف ثان هو انشاء "شبكة دولية من الملاذات" الامنة لتلبية طلبات الدول الراغبة في حماية تراثها المهدد بالنزاعات الدائرة فيها او بالهجمات المسلحة التي تشنها جماعات جهادية متطرفة على رأسها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.
وبحسب مصدر قريب من المشاورات الدائرة في ابوظبي، فإن مسألة نقل الاثار من دولة الى اخرى لحمايتها من هجمات محتملة ستحتاج الى موافقة حكومتي البلدين قبل البدء بعملية النقل.
واوضح المصدر ان "الاولوية هي للعمل على نقل الاثار داخل البلد نفسه، او نقلها الى بلد مجاور في حال كان من الصعب حمايتها داخل البلد ذاته، او الى بلد اخر بعيد وهو اخر الخيارات".
واعلنت دول بينها البوسنة استعدادها لاستقبال اثار مهددة، فيما ابدت دول اخرى بينها مصر تحفظات عن مسالة نقل الاثار الى بلد اخر، وفقا لمشاركين.
وقال رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس ان مسالة نقل الاثار الى بلد اخر "يجب ان تكون الملاذ الاخير" وان تشمل ضمانات بحماية هذه الاثار.
ومن المتوقع ان يطالب المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي مجلس الامن الدولي باعتماد قرار يشمل خلاصات مؤتمر ابوظبي.
ووفقا لمسودة البيان التي اطلعت عليها فرانس برس، يتعهد المشاركون العمل على تأسيس تحالف دولي لحماية الاثار، على ان ينشأ هذا التحالف بشكل رسمي في الدورة المقبلة للمؤتمر والتي ستعقد عام 2017.
وسيحضر هولاند الى جانب ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الجلسة الختامية للمؤتمر بمشاركة رؤساء دول وممثلين لنحو اربعين بلدا وجمعيات تعنى بالاثار، لكن في غياب لافت لقادة الدول الكبرى في الاتحاد الاوروبي باستثناء فرنسا.
وعلى هامش مشاركته في المؤتمر، زار الرئيس الفرنسي متحف اللوفر ابوظبي الذي من المتوقع ان يفتح ابوابه العام المقبل، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
ورافق هولاند في زيارته المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل الذي صمم مبنى المتحف الواقع على جزيرة السعديات قبالة ابوظبي.