يوماً بعد يوم، يُصبح الإعلام هو الواجهة الأساسية وراء نجاح أي عمل، وخصوصاً من جانب التغطية، وبالتأكيد وضع المشاهد في قلب الحدث هو الشغل الشاغل لأكبر وسائل الإعلام في العالم، ونشاهد باستمرار مستوى التطور الذي يشهده هذا الجانب في كل أنحاء المعمورة، إلا في قناة واحدة بالعالم وهي «البحرين الرياضية»!، والتي طفح الكيل لدى متابعيها نظراً لما وصلت إليه من تراجع للأسف يؤلمنا جميعاً، والآن نحن على أعتاب العام 2017، وفي الوقت الذي نشاهد أغلب القنوات الخليجية القريبة بإمكانها أن تنقل أكثر من خمس إلى ست مباريات في الوقت نفسه على الهواء مباشرةً، نجد أن دورينا لكرة القدم وهو المسابقة «الأم» للرياضة بأكملها في البحرين بعيداً عن نقل أية مباراة منه للجولة الثانية على التوالي، إلا إذا تم نقل مباراة المحرق والرفاع الشرقي اليوم فإنها ستكون واحدة من عشر مباريات يتم نقلها في جولتين!، فإلى أين وصلنا؟!

قبل فترة بسيطة كان هنالك تدشين للعهد الجديد لقناة البحرين الرئيسة وهو ما يشمل بقية القنوات أيضاً، لكننا لم نشاهد سوى تغيير في الشعار الذي يظهر أعلى الشاشة، بالإضافة لبث برنامج لا يغني ولا يُسمن من جوع، وحتى البرنامج المعني بدورينا الكروي لم يتم بث سوى حلقة واحدة أو اثنتين منه على رغم أننا نعيش في الجولة الثامنة حالياً، وهو بأسلوب قديم، إذ يتم تجميع لقاءات ويتم عرضها بعد أسبوع من الحدث، بينما أصغر مصور يتواجد في الملعب بإمكانه إجراء لقاءات ويبثها في الوقت نفسه عبر وسائل التواصل الاجتماعي!، إذ إن المشاهد ماذا سيستفيد من عرض لقاء سريع تم إجراؤه قبل أسبوع؟!

ممكن أن تضع بعض اللوم على القناة، لكن بالنسبة للبث المباشر للمباريات فإن اللوم الأكبر اليوم على وزارة شئون الإعلام التي لم تولِ القناة الاهتمام المناسب منذ انطلاقها قبل أقل من 15 عاماً، على رغم تعاقب عدة وزراء عليها، إذ من غير المعقول ألا يتم نقل مباريات مهمة بسبب عدم تواجد عربات للنقل! أو تفضيل نقل فعاليات ربما تقل في أهميتها عن أية فعالية رياضية ينتظرها الكثير من الجماهير، إذ إن الأمر الحاصل حالياً هو أن نقل أية مباراة يعتمد على توافر عربة النقل من عدمها وليس بحسب أهمية المباراة، فمن المُمكن أن نشاهد مباراة غير مهمة بين فريقين غير متنافسين، ولا يتم نقل مباراة بين المتصدر ووصيفه في دوري كرة القدم! وإلى متى سيستمر هذا التدهور؟ لا نعلم!