تذكر العديد من الدراسات النفسية أن المرأة أكثر استعداداً من الرجل للإصابة بالاكتئاب الموسمي الناتج عن تغير الفصول، ويأتي هذا الاستعداد من التغيرات الهرمـونـيـة التـي تـصـيـبها ومـا يـصـاحبهـا مـن نـقـص هرمون الأستروجين.

ومن ملاحظاتنا كمتخصصين وعاملين في المجال النفسي وجدنا أنَّ هذا الأمر موجود بالفعل، ففي موسم ما تجد أنَّ بعض الأمراض تزيد نوعاً ما، وليس هذا مقتصرا على المرأة فقط بل يشمل الرجل كذلك، إلا أنَّ المرأة قد تكون أكثر تحسساً هنا. وغالباً لا يصاب الأشخاص الأقل من 20 سنة بالاضطرابات العاطفية الموسمية. أما بالنسبة إلى البالغين، فيتناقص احتمال الإصابة بالاضطرابات العاطفية الموسمية كلما تقدموا في السن. وتعتبر الاضطرابات العاطفية الموسمية أكثر شيوعاً في المناطق الشمالية، ذلك أنَّ الأعراض الموسمية تظهر في تغير طريقة حياة المرأة مثل: اضطراب نظام النوم (الأرق) متأثراً بتغير مادة الميلاتونين، المنظمة لدورة النوم واليقظة، فضلاً عن تذبذب الحالة الانفعالية، ما يدفعها أحياناً إلى الغضب والثورة لأقل الأسباب، وكذلك يبدو تفكيرها مشوشاً غير منظم، ينعكس في أخذ قرارات غير منطقية في بعض الأوقات.

وهذه الأعراض تظهر في بداية تغير الفصل، وتصيب في الأغلب الشخصية الاكتئابية الهوسية، وقد يحتاج الأمر إلى التدخل الطبي للمساعدة العلاجية بالعقاقير الطبية، وخاصة إذا كانت درجة الاكتئاب شديدة، أو لها تاريخ مرضي سابق، اما في الحالات البسيطة فإن العلاج يكون بالعلاج السلوكي المعرفي عن طريق التعرف على أفكارك، وسلوكياتك السلبية، والعمل على تجنبها، أو تغييرها إلى افكار ايجابية تساعدك على القضاء على الحزن والاكتئاب، والتعرف على كيفية التحكم في الغضب.

لهذا علينا تثقيف الكثير من السيدات بكيفية مواجهة الضغوط التي يتعرضن لها أثناء تغير الفصول. حيث إن نسبة كبيرة من السيدات لا يعين ما يحدث لهن ويتعاملن مع الموقف بجهل قد يؤدي إلى تدهور الحالة إلى ما هو أبعد من أعراض موسمية.