في ضوء الحملة التي تشنها بعض الأوساط على ما يسمونه بالتبعية الدينية لشريحة واسعة من الشارع البحريني، تم الخلط بين العديد من المفاهيم عمدا في احيان كثيرة وجهلا في نطاق محدود، حيث تم إظهار المشاركة الفعالة والحضور القوي في المجتمع في مسيرة التغيير ولعبها دور القاموس المترجم لكل المسميات الجديدة على أغلبية عوام الناس في مجتمعنا، والتي استغل جزءا منها ألا وهو الجزء الذي يثير حماس الناس ويضرب على أوتارهم الحساسة وتم إخفاق الوجه الآخر لهذه المسميات من وصولية وتمرير الكثير من القيم المغلطة التي أثبتت الايام والتجارب المختلفة سوء عقباها على المدى البعيد. فلما المرجعية الاسلامية المتمثلة برجال الدين او اصحاب الدراية بالبعد الشرعي إن كان هذا اللفظ زحف على بعض الاسماع الوقفة الحاسمة وكشف الاجزاء الخفية من هذه الرئية ادعى بعض حملي هذه المفاهيم توجيه رجال الدين للشريحة العظمى من تشكيلة المجتمع البحريني التي يعتبر الرأي الإسلامي والشرعي والمتمثل برجل الدين هو مصدر ثقة وارتياح لديه، وان لم يكونوا ملمين بجميع الأسس والمصادر والثوابت لذلك الرأي، ادعو تبعيتهم لهؤلاء النخبة من دجال الدين من دون ان يكون لهم القناعات الشخصية، متناسين ذلك جميع من اختار هذا التوجه من مثقفين واصحاب الباع الطويل في العمل السياسي ومفكرين واصحاب التجربة الذين دأبوا في النظرة الإسلامية الكمال الذين يفتقر إليه جميع المفاهيم الوضعية الأخرى، وذلك ليس من منطلق العقيدة القوية فقط ولا الانحياز إنما من من منطلق فتح الباب على مصراعيه للنقاش والبحث وطرح جميع التجارب ومقارنتها وتحديد نقاط القوة والضعف وتحليلها والوصول للأكثر الاستنتاجات حيادية. وبعد ذلك يمكننا ان نحدد من اتخذ التبعية منهجا لتحقيق اهدافه او اتهم بها احدا لكسب جولة، بل هي الرجعية التي تبرز للانسان المسلم جميع الجوانب والعواقب ،العواقب لسلوكه طريق معين ولم يتبنى الإسلام التبعية ولم يحتج إليها يوما لآنه كان دائما يخاطب العقل ويدعوه لتحليل ميع المعطيات التي يدير إليها ظهورهم الكثير ممن أخذتهم الدروب بعيدا عنه أفميزاننا مقياسه التبعية أم هم، أو نحن من يملك المرجعية أم هم، فاحكموا أنتم لا نحن
العدد 28 - الخميس 03 أكتوبر 2002م الموافق 26 رجب 1423هـ