(كلمة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز الموافق 1 ديسمبر/ كانون الأول 2016)

تؤمن اليونسكو بكون التعليم الركن الأساسي للأخذ بنهج مستدام وفعال للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية.

ويفيد التقرير الخاص بالثغرات في مجال الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية للعام 2016 بأن ثلثي الشباب لا يعرفون فيروس نقص المناعة البشرية معرفة صحيحة وشاملة.

ويؤدي الافتقار إلى المعرفة اللازمة، واقتران هذا الأمر بعوامل أخرى تضم مثلاً عدم توفر سبل الانتفاع بالخدمات الضرورية، والتعرض للوصم والتمييز والمعاناة من مختلف الأشكال البنيوية لعدم المساواة، إلى تضرر بعض الفئات السكانية تضرراً شديداً، مقارنة بالفئات السكانية الأخرى.

فمازال فيروس نقص المناعة البشرية يصيب في كل أسبوع على سبيل المثال زهاء 2000 مراهقة وشابة في جنوب إفريقيا على رغم من الجهود الكبيرة المبذولة من أجل تعزيز التصدي للإيدز.

ولا يمكن للتعليم وحده أن يقدم حلولاً سحرية للوقاية من الإصابة، بيد أنه لا يمكن لسائر وسائل الوقاية - سواء أكانت واقيات جنسية أم وسائل للعلاج الوقائي قبل التعرض للفيروس- أن تحقق الغرض المنشود منها على أكمل وجه من دون التعليم.

وبناء على ذلك، تشترك اليونسكو، بوصفها إحدى المنظمات المؤسسة لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، مع أمانة البرنامج وسائر الجهات الشريكة الراعية للبرنامج في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإيدز لأول مرة في عصر أهداف التنمية المستدامة.

ويحتفل برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز ﺑﻬذه المناسبة عن طريق تنظيم حملة «ارفعوا أيديكم من أجل الوقاية من الإيدز»، التي تدعو إلى إنعاش وتعزيز جهود الوقاية من الإيدز بغرض مواصلة المساعي العالمية الحثيثة الرامية إلى القضاء على وباء الإيدز بحلول العام 2030.

وتواصل اليونسكو، منذ أكثر من عقدين، مد يد العون للبلدان من أجل تعزيز مساعي الوقاية من الإيدز عن طريق أعمالها الرامية إلى تعزيز التربية الجنسية الشاملة، وكذلك عن طريق أعمالها المتعلقة بالقضايا الصحية الأخرى المهمة، ومنها على سبيل المثال الأعمال الرامية إلى تعزيز قدرة قطاع التربية والتعليم على التصدي لتعاطي المخدرات، وعلى درء العنف الذي يمارس في المدارس بناء على الجنس أو الهوية الجنسانية أو الميول الجنسية.

ويندرج هذا النهج في استراتيجية اليونسكو الجديدة الخاصة بالتعليم من أجل الصحة والرفاهية التي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، وكذلك مع استراتيجية برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز للفترة 2016 -2021، والتي تدل على الاعتراف المتزايد بالروابط الوثيقة الموجودة بين التعليم والصحة والرفاهية. وتود اليونسكو، في هذا اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، إبراز ضرورة اتخاذ تدابير شاملة لمكافحة الإيدز، إذ بات هذا الأمر أكثر أهمية مما كان عليه في أي وقت مضى.