يقول المولى عزّ وجل في كتابه الحكيم: «إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم» (سورة الرعد، الآية 11)، وعليه فإنّنا إن كنّا نريد خطاب الحب والسلام وإحلاله محل خطاب الكراهية، فلابد لنا من القيام بهذه الخطوة الرئيسية، سواءً على صعيد الأفراد أو البيئة المحيطة أو المجتمع ككل.
في البحرين انتشر خطاب الكراهية لمدّة لا تقل عن 6 سنوات إن لم تكن أكثر، وفي السابق كان البعض يتعامل مع الخطاب بالتّقية، ولكن بعد أحداث 2011 انكشفت الأمور، وأصبح هذا الخطاب يُروّج له من قبل البعض، وزان لدى من يسمعه واتّخذه مصدراً لضرب مكوّنات المجتمع، ولكن هل هذه هي أخلاق الرسول (ص) حقاً؟
أخلاق الرسول (ص) كانت أعلى المُثُل، وخطابه كان دائماً خطاب ودٍّ وحبٍّ وسلام، ولم يكن قط يدعو إلى كره الآخر ولا إقصاء الآخر؛ بل كان يسعى من أجل المجتمع الواحد المتعدّد والمتنوّع وأكبر دليل على ذلك وثيقة المدينة التي قام بها الرسول ( ص)، وكانت بمثابة الدستور الأوّل الذي صاغه الرسول (ص) لأمّته، فما هي هذه الوثيقة وما دلالاتها وتفسيرها؟ وهل تمّ الأخذ بها أم كانت حبراً على ورق كمثل الوثائق التي نقرأ عنها عبر التاريخ؟
ببساطة وثيقة المدينة نصّت على تنظيم العلاقات بين جميع الساكنين في يثرب آنذاك، وجمعتهم بهذا الحلف، وجعلت منهم دولة قوية قادرة على مواجهة الأخطار المحدقة بهم من كل مكان، وتتفق بنود الوثيقة مع نصوص الوحي التأسيسية في المبادئ العامة التي منها مراعاة حقوق جميع أفراد المجتمع، وتحديد المسئولية الشخصية، ووجوب الخضوع للقانون، ورد الأمر إلى الدولة بأجهزتها المختلفة للتصرف في شئون الحرب والسلم، والأخذ على يد الظالم، وغير ذلك من القضايا التي شملتها الوثيقة بما يتوافق مع المبادئ التي نص عليها الوحي .
وممّا لاشك فيه أنّ وجود الدولة مرهون بتعايش من بداخلها، وكذلك مرهون بالتجانس والعدالة الاجتماعية، فإن زادت العدالة الاجتماعية صدّقونا لن يكون هناك إلاّ المواطنة لا غير، وإن شعرت فئةٌ بأنّها أقل من فئة أخرى هنا تحدث المشكلات والأزمات، ووثيقة المدينة جعلت الجميع سواسية، فلقد كان هناك المهاجرون والأنصار واليهود، وكلٌّ كان له حقّه في هذه الوثيقة التي صاغها محمّد بن عبدالله (ص).
ونعتقد أنّ السبب في صياغة هذه الوثيقة هو حرص الرسول (ص) على حفظ الحقوق، وكذلك على تأكيد مسألة مهمّة وخطيرة، وهي أهمّية العيش في وطن واحد من دون تفرقة، ومن دون الشعور بالظلم، فالشعور بالظلم يتبعه الغضب، والغضب يؤدّي إلى دمار الأمم وشتاتها وتفرّقها.
ومادام الرسول المصطفى (ص) أعلنها قبل 1400 عام، لماذا تستعصي علينا وتصعب؟ نحن نستطيع العيش في ظل خطاب الحب والسلام والقبول بالآخر، فقط نحتاج إلى إخراس المؤجّجين والمطأفنين والمتمصلحين والفاسدين، وبث قيم راسخة تؤكّد القبول بالتنوّع والتعايش مع الجميع من دون شروط.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5199 - الأربعاء 30 نوفمبر 2016م الموافق 29 صفر 1438هـ
اشتغالنا في السياسة متفرقين على حسب تياراتنا المذهبية هو بداية الفرقة وانعدام الثقة بين الشعب هذا ليس في البحرين فقط بل في لبنان والعراق واليمن فهل نرجع نشتغل في السياسة في جمعيات تكون من السنة والشيعة وتطرح فيها كل المطالب واكيد لن يكون فيها خوف لا طرف مشاركتنا مع بعض كافية لزوال أي احتقان ولاعادة اللحمة الوطنية
كنّا شعب متآلف ومتحابّ لأبعد الحدود ولم يكن الاختلاف المذهبي لدينا يمثل أي مشكلة بل كان السني يتزوج الشيعية وكانت السنية تتزوّج الشيعي وهذه حالات لا زالت باقية وآثارها باقية والبعض لم يتأثر .
لقد بدأت هذه النزعات بالظهور مع ظهور بعض الفكر الإقصائي ودخوله للبحرين وهذا الفكر الذي ما إن يدخل منطقة الا وجعل أهلها شيعا ويفرّق بين المرء وأخيه .
دخل هذا الفكر علينا وهو مدعوم بالمال واخذ يتغلغل من دون ان يجد من الدولة موقفا يوقفه عند حدّه كما هو حال عمان بأنه يمنع تناول الخلافات المذهبية
لو كنا نعمل في السياسة متحدين مع بعضنا لم يستطع أحد أن يؤثر فينا ولا يخوفنا من بعضنا البعض
اخت مريم اسألي من أشعل الفتن ومن استخدمها كسلاح يضرب به المطالب الشعبية.
واسألي من اتخذ من هذه الفتن قوت يومه وعياله يغديهم بأموال السحت التي يجنيها من جعلها قلمه وبرامجه أسلحة مدمّرة فتاكّة تدمر البلاد والعباد في نشر الاحتراب الطائفي
لا يا أخت مريم لم يكن لدينا في تعايشنا ومحبتنا للإخوة من الطائفة السنّية أي تقيّة. بل كان شعور محبّة وإخاء ومودّة : أقول هذا الكلام لمعرفتي بغالبية شعب البحرين بسنته وشيعته، هكذا كان حالهم وهكذا تعايشوا , ربما هناك ثلّة قليلة من الطائفتين لها بعض التحفّظ لكنها حالات بسيطة .
ولو يسمح لطرحت الاسباب التي دعت الى نشوء هذه الفرقة وشقّ الصفّ فعدى عن المصالح السياسية والتي تستخدم الخلافات المذهبية كسلاح هناك فكر معروف بتفرقته الأبن عن ابيه وهذا الفكر ما إن دخل علينا البحرين حتى
بدأ بتمزيق المجتمع
اختي الآن ليس فقط المؤججين والطائفيين الآن هناك الألاف في الأعمال ممن يتعاملون بنفس الأخلاق السيئة والنفس الطائفي البغيض ولا حسيب ولا رقيب ولا وازع ديني يردعه ولكن جد لطيف على من هو من طائفته أو غير مسلم. ولكن أسد على المغضوب عليهم.