سجل الحاجز المرجاني الكبير في استراليا هذه السنة نفوق اكبر عدد من الشعب المرجانية ما يثير مخاوف على مصير هذا المعلم الطبيعي البارز المدرج في قائمة التراث العالمي.
هذا النظام البيئي الهش الممتد على 2300 كيلومتر وهو الاكبر في العالم، عرف ظاهرة ابيضاض هي الاشد بسبب ارتفاع حرارة المياه بين مارس/آذار وابريل/نيسان 2016.
وقد ضربت هذه الظاهرة خصوصا الجزء الشمالي من الحاجز الذي يصعب الوصول اليه.
واجرى مركز التميز للدراسات حول الشعب المرجانية في جامعة جيمس كوك هذه السنة مهمات استكشاف جوية لهذا المعلم الاسترالي فضلا عن عمليات غوص لاجراء دراسات.
وقد اظهرت ان ثلثي المرجان الممتدة على مسافة 700 كيلومتر في شمال الموقع نفقت في الاشهر الثمانية او التسعة الاخيرة.
وقال تيري هيوز مدير المركز "غالبية الخسائر في العام 2016 وقعت في اقصى شمال الحاجز المرجاني الكبير. وسبق لهذه المنطقة ان افلتت مع اضرار ضئيلة من ظاهرتي ابيضاض سابقتين في عامي 1998 و2000 الا انها عانت كثيرا هذه المرة". اما في مناطق الوسط والجنوب بما في ذلك المناطق السياحية بامتياز مثل كيرنز وجزر ويتسانداي التي كان ارتفاع الحرارة فيها اقل، فالاضرار اقل بكثير.
ويؤدي الابيضاض الى تلف المرجان بسبب ارتفاع حرارة المياه ما يؤدي الى نبذ الطحالب التي تعطي المرجان لونه ومغذياته. ولهذه الظاهرة تأثير فوري على نمو الشعب المرجانية وتكاثرها وقد يؤدي الى نفوقها ايضا.
ويمكن للشعب المرجانية ان تتعافى في حال انخفضت حرارة المياه لكنها يمكن ان تنفق نهائيا في حال استمرت الظاهرة.
ويعزو المدافعون عن البيئة الاحترار الى الغازات المسببة لمفعول الدفيئة وقد دعوا مجددا الثلاثاء الى وقف استغلال مناجم الفحم.
تقرير كانبيرا
وقال شاني تاجر من "غرينبيس" استراليا "هذا هو الثمن المدمر الذي ندفعه عندما تدعم الحكومة الاسترالية صناعة الفحم. فالخطة الجدية لحماية الشعب المرجانية تبدأ بمكافحة الاحترار المناخي ومنع المناجم الجديدة".
وتؤكد كانبيرا انها لم يسبق لها ان بذلت جهودا كالتي تقوم بها لحماية الحاجز المهدد ايضا بالسيول الزراعية وتكاثر نجمات البحر التي تتلف المرجان. وتعهدت استراليا تخصيص اكثر من ملياري دولار استرالي (1.4 مليار يورو) على عشر سنوات لحماية الحاجز.
وكاد الحاجز البالغة مساحته 345 الف كيلومتر ان يدرج العام 2015 في قائمة اليونسكو للمواقع الطبيعية المهددة بالخطر . وعلى كانبيرا ان ترفع تقريرا الى اليونسكو حول الجهود التي تبذلها من اجل حماية الحاجز بحلول الأول من ديسمبر/كانون الأول 2016.
ويعتبر الباحثون ان الجزء الشمالي من الحاجز بحاجة الى 10 الى 15 سنة ليتعافى المرجان فيه كليا الا انهم يخشون وقوع ظاهرة ابيضاض جديدة قبل ذلك.
وفي حال استمرت انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بالارتفاع فان هذه الظاهرة ستحصل كل سنتين بحلول منتصف ثلاثينات القرن الحالي على ما حذر المركز هذه السنة.
ونظرا الى المدة التي يحتاجها المرجان ليتعافى "من المرجح اننا سنخسر اجزاء كبيرة من الحاجز الكبير في اقل من عشرين عاماً".
ولن يتأثر السياح كثيرا في الوقت الراهن بهذه الظاهرة لان الاجزاء التي يزورونها لم تتأثر كثيراً.
ويعمل في اطار النشاطات السياحية المرتبطة بالحاجز المرجاني 70 الف شخص وهي تدر خمسة مليارات دولار سنوياً.