انتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ سعيد سعيد طبارة مساء الأحد (27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بعد أنْ قدَّم خدمات جليلة إلى البحرين والخليج، وسيبقى اسمه مسجلاً في أنصع صفحات تاريخ بلادنا، فهو كان أحد أعمدة التعليم الحديث، وتحديداً التعليم الصناعي، على مدى عقود طويلة، ابتداء من 1940 حتى ثمانينات القرن الماضي.
كنت قد تخرَّجت من مدرسة جدحفص الصناعيَّة الثانويَّة، في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وحينذاك كان اسم الأستاذ سعيد طبارة يتردَّد على ألسنة الجميع، ليس فقط كمسئول عن التعليم الصناعي، وإنَّما كأنموذج يحتذى به.
لقد تحدَّث الأستاذ طبارة عن مسيرته مع التعليم، في حديث مع «الوسط» في العام 2008، وذكر كيف أنَّه شدَّ الرحال من بيروت إلى المنامة في العام 1940، وكيف دار في خلده أنْ تكون تلك الرحلة قصيرة لمُدَّة ثلاثة أيام فقط، كان يحتاج إليها لتحديد قراره فيما إذا كان سينتقل إلى العمل في البحرين، لكنَّه وقع في عشق البحرين، وتحوَّلت رحلة الأيَّام الثلاثة إلى 76 عاماً - حتى وفاته - قضاها في خدمة أهل البحرين.
التعليم كان ولايزال أمراً حيويّاً لنهضة البحرين الحديثة، والتعليم يحتاج إلى شخصيَّات تفكر على المدى البعيد. والتعليم الصناعي يُعتبر جزءاً أساسيّاً من مسيرة التحديث، والبحرين كانت بفضل مؤسسات، مثل بابكو، وشخصيات مثل طبارة، رائدة في هذا القطاع الحيوي. فلايزال الأشخاص الذين تدرَّبوا في بابكو في تلك الفترة من أفضل القدرات التي استفادت منها البحرين، وكان التعليم الصناعي يحاكي تطور التدريب في بابكو، ويعتمد على مساعدة الشركة في تجهيز الورش بالآلات والمعدَّات غالية الثمن.
لقد نقل الأستاذ سعيد طبارة المنهج البريطاني في التعليم الصناعي، والذي يطلق عليه «سيتي أند غيلدز»، إلى البحرين، وكان البحرينيون يتخرجون من المدرسة الصناعيَّة، وفي الوقت ذاته يحصلون على شهادات «سيتي أند غيلدز»، بعد تقديم الامتحانات المطلوبة في المجلس الثقافي البريطاني.
بإمكاننا أنْ نُخلِّد ذكر طبارة عبر الاهتمام أكثر بالتعليم الصناعي (الذي أصبح تقليديّاً)، وأنْ يتمَّ تطويره؛ ليحتوي على أرقى ما يتوافر حاليّاً، من التكنولوجيا الرقميَّة، والروبوتات، والمهارات الإبداعيَّة التي تتصدَّر القطاع الصناعي المندمج في البيئة الرقمية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 5197 - الإثنين 28 نوفمبر 2016م الموافق 28 صفر 1438هـ
اشكر الدكتور منصور الجمري على شفافيته وصراحته ووضوحه نحو الحديث عن شيخ التعليم الصناعي واستاذ اﻻجيال السابقة . في الوقت الذي ينكر الكثير انتسابه للتعليم الصناعي ولقد صادفت ذلك بمرارة وانا اعد كتاب تاريخ التعليم الصناعي قي مملكة البحرين الذى صدر في 2007 شكرا يادكتور فانت نموذج مشرف . رحم الله الفقيد .وانا لله وانا اليه راحعون .. محمود محمد رمضان شراقة
رحمه الله وجزاه الله خيرا عنّا وعن كل شعب البحرين
الله يرحم الاستاذ الكبير سعيد طبارة
معهد البحرين كان له دور بارز في هذا المجال بعد التعليم الصناعي المدرسي ، لكن حاله هذة الأيام سيئ جدا و في انحدار من سيئ الى اسوء .
منذ انتقال ادارة معهد البحرين لوزارة التربية انحدر انحدارا كبيرا والاسباب لاتخفى على كل ذي لب
رحمه الله. أدي ما عليه من الواجب باتجاه نفسه و عائلته و انسانيته. الواجب هو تطوير البشرية و تعليمه كلما أمكن. بني آدم المكرم و المختلف عن بقية المخلوقات يتطور و هذا التطور لا يحصل الا ان يكون بين البشر اناسا من أمثال المغفور له باْذن الله سعيد طبارة ليؤدي ما عليه من واجب. حتي بوفاته نتذكر واجبنا الإنساني و نتعلم منه. شكرًا علي المقال و يرحمه الله في مثواه.
مشكلة طالب التعليم الصناعي تأتي بعد التخرج ، حيث لا يتم قبوله بجامعة البحرين إلا بكلية الهندسة فقط !! فلماذا لا تفتح له مجالات اوسع بعد التخرج مثل كلية الإدارة مثلاً ؟! علماً بأنه يقبل بالجامعات الخاصة بأي تخصص ما عدا الأدب والمحاماة ! وقد يقبل بأي تخصص خارج البحرين .
اذا انت تبغي تخصص غير الهندسة ليش رحت صناعي ؟ ألحين يصير خريج أدبي يدرس هندسة؟