جميعنا يفكر في مصيره إذا درس أو لم يدرس، إذا حصل على الشهادة الجامعية أم لا، فماذا بانتظاره غير طريق واحد وهو الجلوس في البيت بانتظار الفرج، الذي يصعب مناله.
البطالة، المشكلة المؤرّقة لأذهان الجميع وخصوصا طلاب الدراسة الجامعية أو غيرها الذين بعد عناء طويل يدوم ما يقرب من 12 سنة دراسية مدرسية، وغيرها جامعية يبقون مقابلين اربعة جدران في المنزل يشاهدون التلفاز ويقضون باقي وقتهم في النوم، وقد ينسون ما درسوه والسبب شح الأعمال في سوق العمل، فدراستهم وشقاؤهم وتعبهم وصرفهم على مدى العمر الماضي، يذهب هدرا في الأثير مع الرياح... فمن المسئول عن ذلك على رغم وجود العمالة الأجنبية التي أصبحت تغزو البلاد، وليس ذلك فقط، بل انها تحتل أحسن المناصب والمراكز. أمّا ما يقال إن البحرين أصبحت تحلّ البحريني مكان الأجنبي، فهذا قول لم نرَ له تحققا، فالعمالة الأجنبية تزداد، ومع ذلك تقوم المؤسسات والشركات، بتأمين المسكن اللازم لها ولعائلاتها وتلبي جميع متطلباتها مقابل بقاء المواطن في منزله ينتظر الرد على أوراقه التي ملأت أرفف المكاتب، والتصريحات التي يدلي بها كبار المسئولين بأن الحكومة أصبحت تنظر إلى المواطن (ولد الديرة) قبل كل شيء، لا توازي الواقع بل العكس صحيح.، ولكن من المصغي لما يقال؟
وإذا عمل هذا المواطن على رغم شهادته فإنه يدخل مجالا قد يبعد كل البعد عن ميوله ورغباته، مقابل عدم بقائه عاطلا لمدة أطول ومتطلبات الحياة تزداد أسعارها يوما بعد يوم.
فقد يكون راتبه لا يتعدى الـ 150 دينارا مقابل عمل شاق، مرهق، فأي حياة مرفهة ينتظرها المواطن من خلال راتب لا يكفي متطلباته الأساسية بعيدا عن الكماليات؟ وإذا أراد الزواج أو فكر فيه، فأي بيت سوف يمكن تكوينه بــ 150 دينارا، بالإضافة إلى مأكل ومشرب وملبس، وإذا جاء الأبناء فيجب عليه ان يعمل ليلا ونهارا حتى يقدر على سد الحاجات المطلوبة.
فهل 150 صدقة تقدم إلى العامل جزاء عمله، أم للعب عليه وكأنه جماد يعمل بلا إحساس يذكر؟
فبعد الشهادة، لا أعلم ما مصيرنا وأين سوف نعمل في المستقبل أم سنبقى سنوات ننتظر طابور الوظائف الذي ملأ وزارة العمل، أم سنبقى في المنزل ننسى التعب والمال الذي صُرف؟
فمن المسئول عن هذه الظاهرة التي تزداد يوما وراء يوم؟
العدد 27 - الأربعاء 02 أكتوبر 2002م الموافق 25 رجب 1423هـ