يحتفل العالم في الرابع عشر من نوفمبر باليوم العالمي للسكري وذلك منذ عام 1991م.  وبالرجوع إلى منظمة السكري الأمريكية فإن معدل سكر الصيام الذي يتجاوز (7 mmol/l أو 126 mg/dL) ، أو معدل السكر العشوائي الذي يتجاوز (11.1 mmol/l أو200 mg/dL ) تعد الوسيلة المختبرية لتشخيص السكري، إضافة لفحوصات وعلامات أخرى. 

وتثار بقدوم هذه المناسبة مجموعة من التساؤلات التي طالما تردنا حول السكري والنشاط البدني الفيزيائي، فقد يتساءل المصاب بالسكري: هل بإمكاني ممارسة الرياضة بأمان؟ وكيف أتجنب المضاعفات المحتملة كهبوط الجلوكوز مثلا؟

تشير التوصيات الطبية الحديثة إلى إمكانية ممارسة الرياضة عند المصابين بالسكر بكلا نوعيه، بل وتحث على ذلك كأحد وسائل العلاج والسيطرة على الإصابة على المدى القريب والبعيد.

أهمية ممارسة الرياضة عند المصاب بالسكري:

أثبتت الدراسات أهمية الرياضة عند المصاب بالسكري، كما أثبتت أن الغالبية الأعظم بإمكانها ممارسة الرياضة بأمان مع ضرورة الإنتباه للإحتياطات الطبية اللازمة.

تساعد ممارسة الرياضة عند مصاب السكري بتحسين عمليات الأيض الخاصة بالأنسولين، كما أنها تقلل من معدل استهلاك الأدوية العلاجية وجرعات الأنسولين.

وصفة التمارين العلاجية للمصاب بالسكر:

تدعو التوصيات الطبية لممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الهوائية في الأسبوع، بالإضافة إلى 3 أيام من تمارين المقاومة.

خطة الإحتياطات اللازم اتباعها قبل بدء البرنامج الرياضي عند المصاب بالسكر:

يجب الخضوع للفحوصات الطبية لتفادي مضاعفات عدم انتظام الجلوكوز:

ويوثق ذلك في الملف الطبي الخاص إن كان الشخص من الرياضيين، مع بيان الأدوية التي يتناولها وجرعاتها، إضافة إلى توثيق أي من المضاعفات التي سبق أن تعرض لها.

يجب ضبط جرعة الأنسولين وفقا لشدة التمارين التي سيتم ممارستها، مع مراعاة تقليل جرعة الأنسولين قبل التمرين:

وتشير التوصيات الطبية إلى عدم استخدام الأنسولين في المرضى المصابين بالنوع الأول من السكري في الساعة التي تسبق التمرين أو ممارسة الرياضة، كما ينبغي تقليل الجرعة قبل ممارسة الأنشطة البدنية بناء على شدتها، أما عند الرياضيين فقد ينصح بتقليل الجرعة بنسبة 30 إلى 50% بحسب التقييم الخاص بكل رياضي.

يجب تناول الكربوهيدرات قبل وبعد أداء التمارين، بل وكذلك تناولها أثناء أداء التمارين التي تزيد مدتها عن ساعة:

إجمالا ينصح بتناول وجبة من الكربوهيدرات قبل ممارسة الرياضة بساعة أو ساعتين عند المصابين بالسكري، كما يتم إضافة حصص تتراوح بين 30 إلى 40 جرام لكل نصف ساعة أثناء التمرين عالي الشدة وذلك بالرجوع لاختصاصي التغذية.

يجب فحص ومراقبة مستوى الجلوكوز قبل وأثناء وبعد ممارسة التمارين:

وتعد معدلات السكر التالية علامات خطر يمنع معها ممارسة النشاط الرياضي قبل التدخل الطبي:

إذا تجاوز معدل الجلوكوز(13.9 mmol/l) بالنسبة للمصابين بالسكري من النوع الأول، أما المصابين بالنوع الثاني فيمنع ممارسة النشاط الرياضي إذا زاد المعدل عن (19 mmol/l).

إذا كان معدل الجلوكوز أقل من ( 4 mmol/l).

يتوجب على الرياضي أن يكون على علم بأعراض هبوط وارتفاع الجلوكوز وكيفية التعامل معها أثناء حدوثها بشكل طارئ:

فعلى سبيل المثال: تعتبر نوبات هبوط الجلوكوز حالة طوارئ يجب التشخيص والتدخل الطبي الفوري لها وإلا قد تؤدي لمضاعفات خطرة.

يجب أن يحمل المصاب والرياضي بطاقة تبين إصابته بالسكري:

حيث يكون فيها تفاصيل الأدوية وجرعة الأنسولين، مع وجود أرقام التواصل الخاصة بالأهل في الحالات الطارئة.

إذا ... يتضح لنا مما سبق مدى أهمية ممارسة الرياضة عند المصابين بالسكري، بدءً بالشخص العادي وصولا بالرياضي المحترف؛ فلا يمكن أن يكون السكري عائقا أمام ممارسة النشاط البدني إذا تم اتباع الإرشادات والإحتياطات الطبية بشكل جيد.