حذر استشاري أمراض الحساسية والمناعة د.فاضل الصباغ المصابين بالحساسية من الخضوع لأي اختبارات تشخيصية غير معترف بها دولياً. وأوضح أن هناك تحاليل غير معترف بها ومشكوك في قدرتها التشخيصية أو تفتقر للأساس العلمي الصريح.
وقال للـ «الوسط الطبي» أن حوالي 3 % من أطفال البحرين، و 1 % من البالغين يعانون من أعراض حساسية الأكل أو من المواد الحافظة أو الملونة، ومن أكثر الأطعمة شيوعاً في التسبب بالحساسية حليب الابقار، البيض، الأسماك وغلاَّت البحر، والقمح، والفول السوداني، والسمسم و بعض الفواكه.
د. الصباغ المختص في علاج أمراض الحساسية أشار إلى أن نسبة الإصابة بأمراض الحساسية في البحرين تتراوح بين 15 – 20 % من السكان وهو ما يعادل النسب المنتشرة في دول العالم الصناعية المتقدمة. وعزا ازدياد أمراض الحساسية في العشرين سنة الماضية، كما هو الحال مع بقية أمراض العصر الأخرى، إلى التغير الجذري في أنماط حياتنا وما صاحبها من التغير في نوعية الأطعمة المتناولة وأسلوب الحياة وارتفاع نسب التلوث في البيئة المحيطة بنا.
قد تظهر بعد 48 ساعة
وشرع في تعريف الحساسية قائلاً: «الحساسية، كظاهرة، تشير إلى فرط نشاط جهاز المناعة عند تفاعله مع مواد هي بالأصل غير ضارة ولا تتسبب بأي أذى عند الأشخاص الغير مؤهلين وراثيا لمثل ردود الأفعال هذه. ومن هذه المواد على سبيل المثال: الأغذية، والأدوية، والعث المنزلي والغبار، ولقاحات النباتات، وليس انتهاءً بالعفن وسم الحشرات. ويمكن للحساسية أن تصيب أي عضو في الجسم بشكل منفرد أو أن تصيب مجموعة أعضاء في نفس الوقت أو بالتعاقب».
وأشار إلى أن ردود الفعل التحسسية تنقسم من حيث الزمن إلى: فورية تحدث في أقل من 30 دقيقة بعد الإتصال مع المادة الحساسة كما هو الحال غالبا في حساسيات الجهاز التنفسي والأنف والعيون والغذاء والدواء وسم الحشرات. ومتأخرة تحدث بعد ما يقارب 48 ساعة من الاتصال بمواد مسببة للحساسية كما هو الحال غالبا لبعض حساسيات الجلد والغذاء والأدوية والحساسيات المهنية.
الغذاء يسبب حساسية
واستعرض الخبير بأمراض الحساسية جملة منها مع مسبباتها كالتهاب الأنف التحسسي، والتهاب العيون، والربو، وأسهب في الحديث عند الحساسية الغذائية، قائلاً: «يعاني 3 % من أطفال البحرين ونحو 1 % من البالغين من أعراض حساسية الأكل أو من المواد الحافظة أو الملونة في الأكل. وتختلف أعراض التحسس من الأغذية من مريض لآخر إذ يمكن أن يحدث تورم في الشفتين واللسان والوجه أو الحلق، شرى (ارتيكاريا)، طفح جلدي مع حكة، أكزيما، إسهال، قيء، آلام في البطن، التهاب في الأنف والحنجرة، صعوبات في التنفس”.
ولفت إلى أن الأعراض قد تكون أخطر وتصل إلى حد الصدمة أو الموت المفاجئ لا قدر الله.
اختبارات موثوقة
وبحسب د. فاضل الصباغ فإن الوصول للعلاج المناسب لأمراض الحساسية يتطلب أن يقوم الطبيب بطرح أسئلة تفصيلية للمريض بقصد إيجاد أعراض الحساسية لديه متبوعا بفحص أكلينيكي لأعضاء جسمه، ويمكنه بعد ذلك توجيه المريض للقيام باختبارات جلدية قصد إيجاد المادة المسببة للحساسية.
وعدّد جملة متنوعة من اختبارات الحساسية مثل: اختبار الجلد عن طريق الوخز(Skin Prick Test) وهو اختبار غير مؤلم وسهل الإجراء خصوصا للأطفال، وبإمكانه استكشاف عدد كبير من المواد «المستأرجة» ]المثيرة للحساسية في آن واحد. واختبار داخل الأدمة (Intradermal test) وهو مفيد في تشخيص حساسية سم الحشرات وحساسيات الأدوية.
ولكشف الحساسيات التنفسية أشار إلى اختبار قياس التنفس . (Spirometry) أما اختبار التحدي الغذائي فتختبر فيه مسببات حساسية مختلفة عن الحساسية التي تتسبب بها الأجسام المضادة من نوع IgE ويتم الاختبار في المستشفى وتحت الإشراف الطبي لإمكانية حدوث صدمة تحسسية. وأضاف: «للتعرف على الحساسيات التي تتسبب بها الخلايا الحامضية أو الحساسيات بغير الأجسام المناعية من نوع IgE يستخدم منظار الأمعاء، منظار القولون والخزعة”.
وختم اللقاء بالتحذير من الخضوع لأي اختبارات غير معترفة بها دولياً قائلاً: «أنه مشكوك في قدرتها التشخيصية أو تفتقر للأساس العلمي الصريح وننصح المرضى بالابتعاد عنها واستشارة المختصين في هذا المجال قبل إجراء أي تحليل للحساسية».
العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ