كم أم تستطيع أن ترفض و تقول لا، عند سماعها جملة « ماما ولكنني جائع» مع تلك النظرة البريئة في عينيه. لربما حينها تعدين له وجبة بالكامل.
بالطبع يجب أن تكون الأم صارمة بعض الشيء مع الالتزام بروتين منظم يحد من هذه المشكله، فلا يجب اغفالها ولا التهاون فيها.
في مجتمعاتنا إن كان الطفل ممتلئ العافية تكون دلالة على أنه يتمتع بصحة جيدة، فأول ما تفعله عند رؤية هذا الطفل هو قرص خدوده ومدحه وتقبيله.
إلا إنها أولى المؤشرات إلى ناقوس السمنة الذي قد يبدأ في مراحل مبكرة من عمر الطفل، فتوابع الأمراض الناتجة عن السمنة، أطفالنا في غنى عنها إذا ما التزمنا معهم بتوفير احتياجاتهم النفسية والعضوية.
إذا كان طفلكِ يعاني من هذه المشكلة يا عزيزتي الأم، أول خطواتك هو عرضه على الطبيب لإجراء الفحوصات العامة للتأكد من سلامة جهازه الهضمي، نسبة السكر وضغط الدم، والذي يكون بأغلب الحالات سليم ولا يستدعي القلق.
الخطوة الثانية هي التركيز على المسببات، اكتشافها وعلاجها:
الطعام الذي يتناوله غير مشبع، أي أنه لا يحتوي على العناصر الأساسية كالبروتين والنشويات والدهون، أسعد ما يقوم به الطفل في يومه هو زيارة خاطفة إلى البرادة (البقالة) تدفع المال إلى البائع ولكن هل نظرتِ إلى ما يحتويه الكيس بين يدي طفلك؟ هل قرأتِ المكونات جيداً؟ هل هي صالحة لأن يتناولها وتصبح عادة يقوم بها في روتينه اليومي، ولربما في بعض الأحيان تكون مكافأة. هل هي فعلاً مكافأة؟
عدم توافر الأطعمة المحببة للطفل، لا يجب عليكِ الاستسلام لكلمة لا أحب هذه الفاكهة، أو لا يعجبني طعم الخضروات، فلابد من تواجد ما سيحبه يوماً، جربي أن تأخذي الطفل معكِ لشراء الخضروات والفواكه ودعيه يختار ما يحب أو يلفت انتباهه، كما أن تزيين الأطعمة له دور كبير في الإقبال على الطعام.
نفسية الطفل جداً مهمة لعلاج هذه المشكلة، إن كنتِ أماً عاملة، فما هو مدى الأمان الذي يشعر به طفلكِ عند غيابكِ؟ هل هو محط اهتمام؟ هل هناك أطفال غيره فيتم تسليط الضوء عليهم مما يدفعه للشعور بالغيرة؟
نصيحة: توفير مجموعات متنوعة من الأطعمة الغذائية التي تحتوي على الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون لتلبية شهية الأطفال. في الوجبات الرئيسة، يجب توفير 3-5 حصص من المجموعات الغذائية ، مثل الخبز مع اللحوم الخالية من الدهون، رقائق القمح الكامل، والفاصوليا، والخضراوات، وهريس الحبوب. للوجبة الخفيفة، يجب توفير ما لا يقل عن حصتين، على أن تحتوي على اللبن والمكسرات، والجبن، والفاكهة أو نصف شطيرة .
الطفل الشره هو الأصعب من ناحية التعامل والصبر إلى أن تحل المشكلة فان لم يتم تداركها في الوقت المناسب ستنمو هذه العادة وتؤدي إلى السمنة وأمراضها، أما الطفل الانتقائي في غالب الوقت تكون مشكلة تقتصر على زمن محدد، فمع الوقت والروتين والتشجيع المستمر على تجربة الجديد سيتغلب عليها باذن الله.
العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ