غرف بعضها كبيرة وأخرى صغيرة، تسع الهواء ومبطنة بمواد مخاطية. موقعها الجمجمة، تتصل بالأنف عبر قنوات متعددة تصرف من خلالها المخاط. الجيوب الأنفية تُعبر عن ضيقها والتهاباتها بأشكال متعددة من الصداع لألم الأسنان أو آلام في العين يختلط فيه الأمر على المريض وبعض الأطباء في تحديد مسببات الأعراض.
د. مهران كازروني استشاري أمراض الأنف والجيوب الأنفية وتجميل الوجه في مستشفى الكندي التخصصي خصّ «الوسط الطبي» بلقاء حول الجيوب الأنفية أشار فيه إلى أن الأعراض التي تصيبها لها قابلية التكرار لأنها جزء حيوي معرض للالتهابات. وبعض الحالات تحتاج لتدخلات بجراحة المناظير لتوسيع القنوات وتنظيف الجيوب وفي حالات أخرى لإزالة شحمياتها.
تسلط الزكام يؤذي الجيوب
د. مهران أشار إلى أن البحث في فوائد ووظائف الجيوب الأنفية مستمر، فيرى باحثون أنها تساهم في إنقاص الوزن النسبي للوجه الأمامي للجمجمة، وخصوصاً عظام الوجه، وشكل عظام الوجه مهم، لأنه نقطة المنشأ والمرتكز لعضلات التعبير الوجهي. وذهب آخرون أنها تساهم في زيادة رنين الصوت، وتكوين حاجز ضد الرياح القوية باتجاه الوجه.
ورأى فيها آخرون أن وظيفتها عزل تراكيب حساسةَ (مثل جذور الأسنان والعينين) من تقلبات درجة الحرارة في التجويف الأنفي. وهناك اتجاه آخر يرى أن وظيفتها ترطيب وتدفئة الهواء المستنشق بسبب ارتداد الهواء البطيئ في هذه المنطقة.
استشاري الجيوب الأنفية أكد أن حيوية التجاويف المنتشرة في مقدمة الجمجمة يجعلها عرضة للالتهاب خصوصاً في أجواء شبيهة بأجواءنا المغبرة، وقال: «الجيوب الأنفية تحتوي على أغشية مخاطية تفرز المخاط الذي تصرِّفه عبر قنوات متصلة بالأنف وتخرج منه بشكل مستمر. وإذا تضيقت القنوات وامتلأت الجيوب بالمخاط يحدث الالتهاب».
ولفت إلى أن الزكام يمكن أن يتسبب بالتهاب الجيوب إذا استمر أكثر من أسبوع دون أي مبادرة لعلاجه، ومن شأن ذلك تضييق القنوات التي يمر فيها المخاط من الجيوب الأنفية للأنف.
الجيوب مضللة
«آلام الجيوب مضللة، فحين تلتهب تعبر عن نفسها بآلام في أعضاء أخرى». العبارة التالية وصف بها د. مهران الحيرة التي يقع فيها المريض قبل الوصول للعلاج المناسب، فقال: «الجيوب تتوزع في مقدمة الجمجمة فهناك جيوب أعلى الأنف، وأخرى في الوجنتين، وقاع المخ، وغرف صغيرة منتشرة أسفل العين. فإذا التهب أي جيب فإن الألم يظهر في العضو القريب منه». وأكمل: «على سبيل المثال إذا كان الألم في الجيب الذي يقع أعلى الأنف فسيشعر المريض بآلام في الرأس، وإذا كان الالتهاب في الوجنتين ضجت الأسنان بالألم، وإذا كان الالتهاب في الجيوب المحيطة بالعين يشعر المريض بأن عينه ستقفز من مكانها من الألم الشديد».
التضليل الذي يحدثه الألم يجعل الأمر مختلطاً على المريض وعلى بعض الأطباء أيضاً مما يؤخر الحصول على العلاج المناسب ويصبح التهاب الجيوب الأنفية بعد فترة أسبوعين إلى 4 أسابيع إلى التهاب مزمن بسبب التغير الذي أحدثه الالتهاب في الغشاء المخاطي.
د. مهران المتخصص في علاج الجيوب الأنفية أشار إلى أن تشخيص الجيوب الأنفية بسيط ويكشف بالفحوص الإكلينيكية بعد الاجابة عن تساؤلات الطبيب المتخصص، وفي بعض الأحيان يلجأ الأطباء للأشعة المقطعية.
وأكمل: «على أساس التشخيص نرسم البرنامج العلاجي - الذي قد يطول - بالأدوية، أو بالتدخل الجراحي لتنظيفها وتوسيع القنوات التي تصرّف المخاط. وهنا أود الإشارة إلى أن التدخل الجراحي يتم بالمناظير لتطورها، ونادراً ما نلجأ للجراحة التقليدية».
التهابها قابل للتكرار
ولفت إلى أن التهابات الجيوب قد تتكرر رغم تلقي العلاج لعدة أسباب، وخصوصاً لمن تطور معه الالتهاب وتحول لشحميات الجيوب الأنفية، وهي كتل متشكلة من مواد مخاطية قد تكبر لدرجة تتدلى فيها خارج الأنف بصورة ظاهرة للعيان ونضطر هنا لقطعها.
وأكد أن عمليات استئصال شحميات الجيوب دقيقة جداً لاتصالها بأعضاء في الرأس كالمخ، والعيون، والأسنان. كما أنها ليست شبيهة باللوزتين لأنها مادة مخاطية يمكن أن تتشكل مرة أخرى بعكس اللوزتين المكونة من أنسجة. وقال: «لذا يجب على المصابين بالجيوب الإدراك بأن الشحميات قد تنمو مرة أخرى».
ورأى في تقنية البالون في فتح قنوات الجيوب والشبيهة بالبالون المستخدم في فتح الأوعية الدموية حلاً علاجياً ممتازاً سينتشر في المستقبل.
ودعا الجميع للاهتمام بتنظيف الجيوب الأنفية بشكل يومي أو 3 مرات في الأسبوع عن طريق عملية الاستنشاق، أو استخدام محاليل خاصة وفقاً لإرشادات الطبيب للحفاظ على نظافة الجيوب.
العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ
