قال أستاذ الآداب والحضارة الألمانية بجامعة منوبة في تونس منير الفندري: «في مقال حول سبل «تجديد الخطاب العربي» أبرز صاحبُه بعض الجوانب التي تشوب العلاقةَ بين الأنا العربية الإسلامية بالآخر، ومنها كونها «سجينة الصّور النمطية المتبادلة».
ويستطرد الكاتب قائلاً: «ومن اللافت للانتباه أنَّ الصورةَ أصبحت أكثر تعقيداً في مستهل الألفية الثالثة، بسبب تراجع الإيديولوجيات، واختلال التوازن في توزيع القوة في العالم وتزايد حدّة المظالم على الصعيد الدولي، وبأكثر تحديد أشار الكاتب إلى أن «ارتباك الهويّة» عند الأنا العربي في حاضره تقابله من جهة الآخر «ضبابيّة» تميّز صورته عن هذا الأنا، و»الآخر» في هذا السياق هو بالطبع «الغرب» الذي يعاب عليه تشبّثه المستمر «بصورة نمطية مؤثرة وفاعلة في رسم قسمات العربي المسلم»، تخلو من تحديد وتمييز، «وكأنّ الأمر يتعلق بجنس مستعصي التحديد».
وأضاف الفندري «هذا في حين نرى هذا الطرف المقابل يجنح عموماً، في تصوّره لهذا «الآخر» والحكم عليه، إلى التعميم والتجميع حصرًا في قالب موحّد وكأن الأمر يتعلق بكتلة متماسكة لا أثر في صلبها لاختلاف في النظرة والموقف، بحكم ما فرض التاريخ والجغرافيا على الأقل، وفي الحالتين خطأ خطير يقف عائقا أمام مطمح التقارب بين الأمم والتحاور المتعقل، لتجاوز العداء المتوارث وعواقب سوء الفهم».
العدد 5195 - السبت 26 نوفمبر 2016م الموافق 26 صفر 1438هـ