كثيرون ممن يتابعون مشاهد الحرب والقتل والدمار في حلب لا يعرفون حلب خلال الزمن الجميل، ومن يعرفها يذهل في كيف تحولت حاضرة البلاد السورية إلى ركام، وكيف تحول الحلبيون المشهورون برقيّهم وتسامحهم إلى فرقاء يتقاتلون بوحشيه، وكيفي تحولت الأسواق العامرة إلى أطلال.
عرفت حلب منذ كنت طالباً في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث إنه بفعل العلاقات فيما بيننا كطلبة بحرينيين كنا نتبادل الزيارات ما بين سورية ولبنان وأبعد من ذلك. ثم استمرت زياراتي لحلب وأنا في المنفى بحكم مهمات نضالية وإنسانية. حلب مدينة قديمة جداً ولذا فإن عمرانها شاهد على عدد من الحضارات والأزمنة كالبيزنطية والإسلامية بمختلف حقبها الأموية والعباسية والحمدانية فالمملوكية فالعثمانية فالفرنسية، وأخيراً عهد الاستقلال. ومن معالم حلب المشهورة قلعتها الشامخة والجامع الأموي والأسواق التقليدية ومتنزّه السبيل ونهر قويق الذي يخترق المدينة وتقوم على جانبية المطاعم والمقاهي والمتنزّهات. ويمكن رؤية الكنائس بيزنطية المعمار قائمة إلى جانب الجوامع بمعمارها الإسلامي من مختلف الحقب. وما يلاحظ في حلب هو تعايش أبنائها من مختلف الأديان والمذاهب، والقوميات عرب وأكراد، ومن مختلف الخلفيات. وتعتبر حلب المدينة الصناعية الأولى في سورية، ويشتهر أبناؤها بإبداعاتهم الهندسية بحيث إنه في ظل الحصار الذي عانت منه سورية لعقود فقد كان يتم في حلب تصنيع قطع السيارات والآليات وغيرها.
اشتهرت حلب كمدينة للفن الشرقي الراقي وخصوصاً القدود الحلبية الذي يقارب الموشَّحات الأندلسية، وبها عده معاهد للموسيقى والفنون التشكيلية الأخرى ولا تستغرب إذا ما استمتعت في بيت رجل دين بعزف على العود أو على القانون. وإذا ذكرت حلب ذكر فنانها الكبير صباح فخري أسطورة الطرب الشرقي، حيث لا تتمالك الصبيات على وقع شدوه الشرقي النزول إلى الساحة لتتمايل القدود المياسة، كما لا يفوتني ذكر الفنانة الكبيرة ميادة الحناوي التي أطلق عليها فنانة الجيل وشكلت وصلاً جميلاً ما بين الفن السوري والفن المصري. قيّض لي أن أحضر حفلات غنائية في قلعة حلب التاريخية للفنانين صباح فخري وميادة الحناوي، في ليالي الصيف المنعشة، حيث يذوب المستمعون أو بالأحرى السمّيعة، مع الشدو الجميل، يردّوون النص الغنائي برقة ويتمايلون مع اللحن الطروب. الحلبيون ذويقة في كل شيء في الحديث واللبس والأكل والفن، وهم مضيافون بطبيعتهم وعِشرية ولا أنسى قط كيف كان أبوالياس يستضيفنا برفقه طالب الطب العماني سالم الزنجي، في بيته والسهرات العفوية العائلية، فأين أنت يا أبوالياس؟ لاشك أن طلبه البحرين الذين درسوا في حلب منذ الستينيات حتى التسعينيات يحملون في ذاكرتهم أطياف الزمن الحلبي الجميل، إلى جانب المؤهلات الأكاديمية التي اكتسبوها من جامعة حلب العريقة. السلام على حلب... السلام على الحلبيين الأحباب.
صلوا على النبي..أي تسامح و أي رقي عند أهل حلب ألذي تتكلمون عنه?? جلهم مجرمين حراميه سراق جلف.. نهبونا ضربونا سرقوا جوازاتنا و عاملونا و كإننا يهود,بت أكره حلب و أكره حتى اسمها .. لا تذكروني بما كابدناه فيها من ويلأت و في أغلب المدن السورية أيضا,ينظرون للخليجي كأنه كنز متحرك