تحدث مسئولون رفيعو المستوى عن جدية مملكة البحرين في الحصول على حصة من استثمارات صينية تبلغ 100 مليار دولار تستثمرها الصين في الخارج.
واعتبر المسئولون أن فتح خط طيران مع الصين، خطوة مهمة لجذب الاستثمارات الصينية وتشجيع السياح الصينيين على زيارة البحرين إلى جانب إنشاء الصين مدينة صناعية متكاملة في البحرين.
ونجح وفد اقتصادي بحريني في إقناع مستثمرين صينيين للاستثمار في مملكة البحرين، إذ قالت شركة «بي واي دي» لصناعة السيارات إنها تدرس إقامة مصنع لها بالبحرين، أما شركة «جاينة ميكس» قالت إنها تدرس ضخ استثمارات جديدة في البحرين بقيمة 300 مليون دولار، فيما قالت «جالكسي» أكبر شركة تستثمر في رأس المال الجريء، إنها ستبني حاضنة أعمال تكنولوجية في البحرين، وستؤسس صندوقة بقيمة 150 مليون يوان لدعم المشروعات الناشئة.
وأبدى صينيون رغبتهم في بناء مصنع لمعالجة النفايات بقيمة 50 مليون دولار، وهذا المصنع قادر على معالجة كل النفايات في البحرين، وقال مستثمرون في إنتاج منتجات في القطاع الطبي، إنهم سيعيدون النظر في إمكانية التصنيع واتخاذ البحرين بوابة لدخول أسواق المنطقة.
ووقع مجلس التنمية الاقتصادية مذكرة تفاهم مع «هيئة استثمر في شنجن» للعمل بشكل وثيق على الأنشطة والسياسات الاستثمارية بهدف تعزيز التجارة بين الأسواق الصينية والبحرين. كما وقع المجلس مع مجموعة «شنجن كابيتال المحدودة» وهي شركة رأسمال استثمارية في مدينة شنجن، وذلك للمساعدة في توفير المزيد من الفرص في مجال ريادة الأعمال للشركات في الصين والبحرين. كما وقع مجلس التنمية مع شركة «بي واي دي»، وهي متخصصة في 4 قطاعات كالتالي: تقنية المعلومات، والسيارات، والطاقة المتجددة والنقل بالسكك الحديدية، وتتطلع الشركة للعمل مع المجلس لتأسيس منشأة صناعية في البحرين تخدم المنطقة.
إلى ذلك، اعتبرت شركة «هواوي»، واحدة من كبرى الشركات في صناعة تقنية المعلومات والاتصالات، مملكة البحرين بوابة لدخول أسواق منطقة الخليج والشرق الأوسط. وكذلك شركة جاينة ميكس، البحرين بوابة لأسواق واعدة.
ويرى المستثمرون الصينيون أن البحرين فيها أهم المقومات الحيوية واللوجستية لتوزيع البضائع والمنتجات والخدمات منها وإلى دول الخليج، مؤكدين على فرصة إعادة التصدير من ميناء خليفة إلى دول المنطقة التي تعتمد على الاستيراد بشكل كبير في تلبية احتياجاتها.
وأشاد رئيس الوفد البحريني لمدينة شنجن الصينية، محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة بنتائج الزيارة إلى مدينة شنجن، مشيراً إلى أن الصينيين يفكرون بجعل البحرين بوابة للدخول في الأسواق الخليجية وأسواق الشرق الأوسط، مبيناً أن العلاقة المباشرة مع عمدة شنجن ستسرع من الإجراءات وتسهل الأمور في تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
وقال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد الرميحي: «إن حجم الاستثمارات الصينية في الخارج تبلغ 100 مليار دولار... ونسعى للحصول على حصة من هذه الاستثمارات... لو حصلنا على حصة 5 في المئة من هذه الاستثمارات، سيكون مكسباً كبيراً جداً للبحرين».
وذكر الرميحي أن الجانب الصيني يريد إنشاء مدينة صناعية متكاملة تحت اسم «ساتلايت ستي» يتم إدارتها من قبل مدينة شنجن مع هيئة بحرينية، وتكون مستقلة بذاتها ولها قوانينها وإجراءاتها حتى تسهل على الصينيين الدخول من خلالها إلى السوق الخليجي، وأن تشمل فنادق ومراكز مؤتمرات.
وبين أن الوفد الاقتصادي البحريني برئاسة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة اجتمع مع المسئولين في مدينة شنجن الصينية، خلال الجولة الترويجية التي نظمها مجلس التنمية الاقتصادية للمدينة لدراسة الأمر، وخلال الاجتماع تم مناقشة إنشاء المدينة الصناعية في مملكة البحرين.
وذكر أن الطرف الصيني قام بتعيين شركة استشارات لدراسة الموضوع وتحديد الموقع للمدينة الصناعية المعتزم إقامتها في البحرين، بهدف دخول أسواق الشرق الأوسط.
وبين أن المدينة الصينية المقترحة سيتم إدارتها من قبل مدينة شنجن مع هيئة بحرينية، وتكون مستقلة بذاتها ولها قوانينها وإجراءاتها حتى تسهل على الصينيين الدخول من خلالها إلى السوق الخليجي وأن تشمل فنادق ومراكز مؤتمرات.
وأكد الرميحي ضرورة تحديد 3 أو أربع مشاريع مع الجانب الصيني وتنفيذها في خلال 6 أشهر، وألا نتفرع ونضيع وقتنا في أمور كثيرة، مشيراً إلى أهمية تفعيل الاتفاق مع شركة جلاكسي جروب وجذبهم إلى البحرين وتأسيسهم حاضنة لجذب وتشجيع رواد الأعمال، وتحديد مشروع مشترك للتطوير اللوجستي.
وقال إنه إذا قامت البحرين بالتركيز على مدينة شنجن الصينية واعتبرتها الحليف الاقتصادي المناسب لها ستصل إلى نتائج ملموسة، مضيفاً أن عمدة شنجن عندما زار البحرين في سبتمبر الماضي واستقبله سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد شعر بالجدية من قبل الحكومة البحرينية، مشيراً إلى أن شنجن لديها 17 مجالاً ومشروعاً يمكن أن نتعاون معهم فيه.
وأكد الرميحي على الاستفادة من توجه أصحاب المشروعات الناشئة الصينيين للوصول إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في منطقة الشرق الأوسط، حيث قام الوفد بتسليط الضوء على وتيرة النمو الاقتصادي والسكاني السريع الذي تشهده دول مجلس التعاون الخليجي والذي بدوره سيؤمن منصة قوية للشركات الصغيرة والمتوسطة للنمو، حيث تعتبر مملكة البحرين الوجهة المثالية للشركات الصينية للوصول إلى هذه الفرص؛ كونها تتمتع بالاقتصاد الاكثر تحرراً في المنطقة.
وتحدث الرميحي عن أهمية إنشاء خط جوي مباشر بين البحرين ومدينة شنجن الصينية حتى نستفيد من تلك الحركة والنشاط بين الجانبين، وقال: «فتح خط طيران مع الصين، خطوة مهمة لجذب الاستثمارات الصينية وتشجيع السياح الصينيين على زيارة البحرين».
وبين أن المسئولين بمدينة شنجن يأخذون الأمور بجدية، ويريدون من رجال الأعمال البحرينيين أن يتجاوبوا معهم.
وذكر الرميحي أن شركة بي واي دي الصينية المتخصصة في صناعة السيارات تريد نقل أحد مصانعها الموجودة في إحدى الدول العربية إلى دولة عربية أخرى، إذ تمتلك الشركة مصنعاً في العراق وآخر في سورية.
وذكر الرميحي أن طبيعة مذكرة التفاهم بين شركة بي واي دي ومجلس التنمية، هو دراسة تأسيس مشروع لتركيب السيارات في البحرين وأيضاً إمكانية إدخال حافلات للنقل البري تسير بالكهرباء.
من جهته، أكد سفير مملكة البحرين في الصين أنور العبدالله أن مملكة البحرين لديها خصائص استثمارية كثيرة منها التشريعات والقوانين المحفزة والعادلة للمستثمر، مما يشجع المستثمر الصيني أن يأتي إلى البحرين، بالإضافة إلى سهولة تأسيس الشركات، وإمكانية إنجازها في مكتب المستثمرين في البحرين، كما أن الحياة الاجتماعية في البحرين تشابه إلى حد كبير الحياة الاجتماعية في الصين وحرية الأديان المطلقة الموجودة في البحرين واحترامها للأديان والمذاهب، وهو أمر مهم جدّاً للصينيين.
العدد 5195 - السبت 26 نوفمبر 2016م الموافق 26 صفر 1438هـ
اذا صدق هذا الخبر سوف تكون طفرة اقتصادية قوية للبحرين على المستوى المحلي والخليجي