العدد 5194 - الجمعة 25 نوفمبر 2016م الموافق 25 صفر 1438هـ

مشروع «كلمة» كنز مترجم

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لا يخفى على أحد ما تقوم به هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في إثراء المكتبة العربية بكل ما هو جيد في عالم الكتب المترجمة للغة العربية، من خلال مشروع «كلمة». المشروع الذي جاء بادرة ثقافية من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسيحتفل بعد أيام قليلة بمرور تسع سنوات على إطلاقه وإصدار 900 كتاب مترجم في مختلف المجالات مترجمة عما يزيد على 13 لغة.

المشروع جاء في الوقت الذي كان القارئ يبحث فيه عن كتّاب جدد لم يقرأهم بالعربية ولربما قرأهم بلغاتهم الأم إن كان مجيداً للغات غير لغته، أو عن كتب تعذّر عليه قراءتها بعد أن نفدت منذ مدة من المكتبات.

جاء المشروع ليترجم كتباً مهمة في مجالات شتى؛ فمن المعارف العامة التي تقدّر بخمسين كتاباً تناولت الحيوان وتاريخه وفصائله، والخرافات والاقتصاد والمهن والأطعمة بمختلف مذاقاتها ومطابخها، ومعاجم العلوم الانسانية والتنمية المستدامة، والمستقبل في دراسات تتنبأ بمستقبل الأرض والطبيعة من خلال معطيات علمية ومختبرية؛ إلى الكتب التي تخص الفلسفة وعلم النفس كصعوبات التعلم، وطرق التفكير وتكوين الوعي الانساني والديني، وبعض كتب المنطق والصحة النفسية وعلم الفراسة، وغيرها من الكتب التي تقدّر بأربعين كتاباً؛ وصولاً إلى كتب الديانات التي تصل إلى عشرة كتب.

كما ترجم المشروع ما يزيد على ستين كتاباً في العلوم الاجتماعية، تناولت مسائل في علم الاجتماع، والسياسة والتنمية والاضطراب المناخي، والهوية البشرية وصدام الحضارات والأنثروبولوجيا والتعليم وبعض ثقافات الشعوب والأخلاقيات. وقدّم كتباً في اللغات وما يزيد على سبعين كتاباً في مجالات العلوم الطبيعية والدقيقة من خلال سلسلة «ثمرات من دوحة المعرفة»، كما قدَّم كتباً أخرى تتحدّث عن الفيزياء والكهرباء والطاقة وعلم البيئة والهندسة. إضافة إلى أكثر من أربعين كتاباً في مجال الفنون والألعاب الرياضية، بعضها تعليمي في مجالات السينما والموسيقى والسباحة والفنون الاسلامية واليوجا وغيرها. ونال الأدب نصيب الأسد من المشروع؛ إذ صدر ما يقارب الثلاثمئة كتاب في مختلف الفنون الأدبية كالرواية والشعر والقصة القصيرة والسيرة ومعاجم الأدب التي تعتبر أنطلوجيات حول الأدباء في مختلف الدول والعصور، إضافة إلى النقد وبعض الحكايات الشعبية. واهتم المشروع بالتاريخ والجغرافيا وكتب السيرة فأصدر منها ما يزيد على المئة كتاب، ولم يغفل أدب الأطفال والناشئة فقدّم لهم ما يزيد على 120 كتاباً قيّماً من مختلف المصادر والثقافة والخلفيات. هكذا بدا مشروع كلمة مشروعاً شاملاً من خلال ما يصدره من كتب، على رغم أنه امتد إلى أبعد من الكتاب؛ إذ قدّم مؤتمرات حول الترجمة وفعاليات ثقافية مختلفة أثرت الساحة الثقافية الإماراتية خصوصاً، والخليجية والعربية عموماً من خلال استضافة بعض المترجمين والشعراء والمؤلفين.

المشروع أسّس قاعدة بيانات ضمّت أسماء المترجمين في العالم العربي، إضافة إلى دور النشر العالمية من خلال تعاونه معها ولم يكن غريباً فوزه بجائزة خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دروتها الخامسة في العام 2011؛ أي بعد ثلاث سنوات فقط من قيامه.

نتمنى أن نجد في الدول العربية مشاريع مشابهة لهذا المشروع الضخم في جهوده ونتائجه وعطائه. كما نتمنى لو أن مشروعاً ككلمة أو أي مشروع آخر مستحدث أو موجود، يتبنَّى مشروع ترجمة الكتب العربية إلى اللغات الأخرى، وهنا نختم بما قاله ميلان كونديرا حول مشروع كلمة: «لطالما سحرني العالم العربي، وما زاد من هذا السحر هو عدم معرفتي به جيداً. إنني معجب جداً بمبادرتكم لترجمة الأعمال الأدبية المميزة إلى اللغة العربية، وآمل أن يشجّع ذلك ظهور مبادرة مماثلة في الجانب الأوروبي لترجمة الأدب العربي».

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 5194 - الجمعة 25 نوفمبر 2016م الموافق 25 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:38 م

      مقال متميز وثري. فعلا مشروع كلمة متميز لكنه بدأ يقلل نشاطه نوعا ما عما كان عليه وقت الافتتاح امل ان يتعاون مع مشروع مكتبة دبي القادم لينطلق بقوة في مهمته المجيدة.. كما ان نظام العمل الذي لا يسمح بالتعامل مع المترجمين المستقلين يكبل نوعا ما جعله مفيدا من ناحية اقتصادية .

اقرأ ايضاً