حقق الجيش السوري تقدُّماً إضافياً أمس الجمعة (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) في شرق مدينة حلب غداة مقتل 32 مدنياً على الأقل جراء القصف المدفعي والجوّي، ما يفاقم معاناة السكان المحاصرين في هذه الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ الجيش السوري بات يسيطر على ستين في المئة من حي مساكن هنانو، الأكبر في القسم الشرقي من المدينة ويتقدم بسرعة.
حلب - أ ف ب
حقق الجيش السوري تقدماً إضافياً، أمس الجمعة (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، في شرق مدينة حلب غداة مقتل 32 مدنياً على الأقل جراء القصف المدفعي والجوي، ما يفاقم معاناة السكان المحاصرين في هذه الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الجيش السوري بات يسيطر على ستين في المئة من حي مساكن هنانو، الأكبر في القسم الشرقي من المدينة ويتقدم بسرعة.
وأكد التلفزيون السوري الرسمي أمس من جهته أن «وحدات الجيش تتقدم داخل مساكن هنانو من ثلاثة محاور»، معتبراً أن الحي يشكل «أكبر جبهات حلب حالياً». وتخول سيطرة الجيش بالكامل على مساكن هنانو، أن يفصل القسم الشمالي من الأحياء الشرقية عن جنوبها، كما يمكنه من الأشراف نارياً على حي الصاخور المجاور.
وتعرض حي مساكن هنانو أمس وأحياء أخرى تحت سيطرة الفصائل في شرق المدينة إلى قصف مدفعي وغارات جوية لقوات النظام، غداة قصف مدفعي وغارات عنيفة أمس الأول (الخميس).
وقال أبورائد (50 عاماً) من سكان حي الفردوس، وهو أب لأربعة أولاد، في تصريح لوكالة «فرانس برس» في شرق حلب: «منذ ستة أيام لم يتوقف القصف الجوي والمدفعي عن الحي الذي أسكن فيه». وأضاف «أصبح النزول إلى الشارع وتأمين الطعام أمراً خطراً وصعباً جداً بسبب شدة القصف وخلو الأسواق من البائعة والمواد الغذائية».
وتابع «أشعر بالخوف بسبب تقدم الجيش وازدياد القصف ولا يوجد مكان آمن أذهب إليه أنا وعائلتي وعندما يبدأ القصف نختبئ في غرفة داخلية بعيدة عن الشارع».
ويندد البعض بعدم تحرك المجموعة الدولية التي تبدو وبسبب انقساماتها عاجزة عن التحرك لوقف حمام الدم في سورية وخصوصاً في مدينة حلب، حيث يعيش 250 ألف شخص محاصرين في الأحياء الشرقية منذ يوليو/ تموز الماضي.
ويقول أبوحسين (38 عاماً) من سكان حي باب النيرب لـ «فرانس برس»: «لم أشهد طوال السنوات الماضية قصفاً مدفعياً بهذه الكثافة وكأنني أسكن في أرض المعركة. القذائف تتساقط على الشوارع كالأمطار والكثير من الأشخاص هنا قتلوا وأصيبوا بسببها».
وأضاف «لا أعلم ماذا تنتظر الأمم المتحدة، لماذا لا يقومون بإخراج الأطفال والنساء على الأقل من هنا؟».
وأدى القصف الجوي والمدفعي للنظام السوري على الأحياء الشرقية أمس الأول إلى مقتل 32 مدنياً بينهم خمسة أطفال بحسب المرصد.
وتعتبر هذه الحصيلة بين الأعلى التي تسجل منذ استئناف الجيش قصفه على شرق حلب في 15 نوفمبر بهدف استعادة المدينة من أيدي فصائل المعارضة. واستهدف حي باب النيرب بشكل خاص ببرميل متفجر ألقته مروحية بحسب مسعفين من الدفاع المدني.
وبحسب مشاهد التقطها مصور «فرانس برس»، تمكن عناصر الإغاثة بعد أكثر من ساعة من الجهود من انتشال صبي أصيب بجروح بالغة في رأسه من تحت الأنقاض جراء القصف.
وكان الصبي يصرخ من شدة الألم فيما كانت ساقاه عالقتين تحت الأنقاض قبل أن يتم سحبه أخيراً.
ومنذ الخميس، تمكنت خمس عائلات، إحداها صباح الجمعة، من مغادرة شرق حلب إلى حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في شمال المدينة. وأفاد المرصد عصراً بوصول أربعة أطفال إلى الشيخ مقصود قادمين من شرق المدينة.
وذكر المرصد أن عشرات العائلات حاولت أمس الفرار من حي بستان الباشا في شمال حلب إلى الشيخ مقصود لكن مقاتلي الفصائل منعوا عبورها.
من جهة أخرى، تسببت غارات جوية على قريتين في ريف حلب الغربي الجمعة بمقتل 15 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، وفق المرصد.
العدد 5194 - الجمعة 25 نوفمبر 2016م الموافق 25 صفر 1438هـ