هناك مقولة لصحافي تلفزيوني اميركي يدعى جاريك أتلي تقول: «ان شأن كل انسان هو من صميم عمل الصحافي، اما عمل الصحافي فليس لأحد شأن به».

هذه المقولة صحيحة في عالم الصحافة الأميركية والبريطانية عموما لكنها لاتزال جديدة على ساحتنا المحلية فيما يخص أداء ودهاليز الصحافة المبنية على اصول وقواعد يجهلها الكثير ممن اعتادوا نغمة معينة.

البعض قد يتفاعل مع الأدوات الصحافية بلونها الجديد في حين ان الآخرين لا يستهويهم ذلك الطرح أو هذا النقد.

ببساطة شديدة لايزال الاستيعاب العام للأدوات والاساليب الصحافية الجديدة في البحرين، في طور النمو، بعد ان كانت تشوبها اجواء العقليات المنغلقة التي تمنع نقل الخبر او مجرد سرده. مما يعني ان افرازات الاجواء الا نفتاحية في البلاد قد بدت تتجلى على الساحة من خلال تطور الاداء الصحافي الذي ظل سنوات طويلة متهما بقلة الحركة وبالجمود لأن الصحافة كانت رهينة الاوضاع السائدة آنذاك واسيرة قيود الخطاب السياسي الرسمي من حيث التعبير وطرح الاراء والافكار. بقي ان نقول ان اي شيء يحدث في المشهد العام يمكن نقله والفكرة هي ان الانشطة ايا كان نوعها التي تحدث في العلن لا تقتصر على فئة من دون أخرى، فدور الصحافي ليس كتم المعلومات بل تولي مهمة ابلاغ الناس ومساعدتهم بأمانة على تلقي المعلومة كاملة وصريحة.

كما لا تعني عملية نقل الخبر للحفاظ على الديمقراطية السياسية والاجتماعية والاقتصادية شيئا من دون القراء النشطاء. لذلك فالظروف الحالية التي تشهدها الآلة الاعلامية والصحافية عموما في البلاد قد تدفع القراء إلى الاختيار والمضي في فهم عملية الاخبار - اي معرفة ما يصلح كأحسن ما يكون وما لا يصلح.

ومثل هذه المعرفة قد تجعل الرسالة في هذا المجال تؤدي عملها على اعلى مستوى، وان كنا لا نستبعد هذه النتيجة ولكنها سوف تؤدي مع مرور الوقت إلى وجود مواطن لديه اختيارات وقدر افضل من المعلومات، بعد ان كانت عملية النقل والرصد ملكا لأفراد وجهات تعودت على نقل القليل من أصل الحدث وسرد الكثير من «الكليشات» التي لا تنفع بشيء سوى اهدار الوقت والجهد