العدد 26 - الثلثاء 01 أكتوبر 2002م الموافق 24 رجب 1423هـ

المدينة الشمالية: بداية نهضة عمرانية أخرى

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يزور غدا سمو ولي العهد ساحل «أبوصبح» في المحافظة الشمالية لوضع الحجر الاساس للمدينة الشمالية مدشنا بذلك بداية نهضة عمرانية في منطقة هي أحوج ما تكون للرعاية بمختلف جوانبها السكانية والبيئية والاجتماعية. والمدينة الشمالية هي واحدة من عدة مشروعات إسكانية ضخمة تحدث عنها عظمة الملك مشيرا إلى انه عازم على رفع مستوى المعيشة للمواطن البحريني بحيث يمتلك كل مواطن منزلا يهنأ به مع عائلته.

ولا شك في أن تشييد هذه المدن الكبرى ستكون له تبعاته الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. فمن الناحية الاقتصادية ستنشط الشركات المحلية المتخصصة في الدفن وإقامة وتشييد المنشآت الكبرى، وستنشط شركات الهندسة المعمارية والمدنية، وستنشط حركة البناء والإعمار، وستنشط كثير من الشركات التي ترتبط بهذه الأعمال الهندسية الكبرى.

والآمال منعقدة على أن تكون هناك خطة وطنية شاملة تختلف عما سبق، بحيث يستفيد أهل البحرين من هذه الأنشطة كلها وبحيث نستطيع تطوير مختلف المهارات والكفاءات ولا نعتمد على المستوردة فقط.

كما يأمل أصحاب الأعمال في أن تتوافر الفرص أمامهم على أساس المنافسة الشريفة البعيدة عن المحسوبية والمنسوبية التي قتلت المنافسة وأدت لإهدار المال العام في مشروعات كبرى. ومن جانب آخر، تتوجه الانظار إلى تأثير الدفن والتشييد على البيئة البحرية والأرضية والجوية، فلا شك في أن مشروعات بهذا الحجم ستكون لها آثار معينة لابد لنا من دراستها وتوقع آثارها وبالتالي اتخاذ ما يلزم لحماية البيئة. وفيما لو أحسنا الخطط التنموية سيكون بإمكان البحرين تصدير كفاءاتها وخبراتها بعد إنجاز هذه المشروعات الكبرى. أما إذا اعتمدنا الاساليب الماضية نفسها فستنهال علينا الشركات الاجنبية وسيربح بعض الناس الذين يبتلعون الموازنة عبر اقتطاع الحصص الناتجة عن القومسيون من دون ان يقدموا أية خبرة او فائدة للدولة او المجتمع.

من الناحية الاجتماعية، من شأن تأسيس مدينة حديثة تشمل جميع المرافق الحيوية أن يغير الخريطة الاجتماعية كثيرا. فظاهرة الريف التي تعطي حيوية اجتماعية فريدة من نوعها ربما تتأثر بظهور مدن كبرى الى جانب القرى، وهذا ليس بالضرورة أمرا سلبيا. ولكن الترابط الاجتماعي الموجود في الريف يلزم ألا يتفكك لأن قوة المجتمع في قوة العلاقات بين أفراده. ولعلنا نعيش بدايات بحرين جديدة، وخلال سنوات معدودة سيتغير الكثير من معالم البلاد، وأملنا أن تكون هذه التغييرات كلها الى الأحسن، وأملنا ان تأخذ في الاعتبار آراء المعنيين بالأمر من خلال هيئاتهم التمثيلية وآراء الاختصاصيين في كل خطة يتم إعدادها. فكلما ازدادت مشاركة أطراف المجتمع المختلف في هذه المشروعات ازداد ولاء الناس الذين سيستفيدون من هذه المشروعات، وإيمانهم بالخطط والأهداف الوطنية.

ومن هذا المنطلق كان إيماننا بضرورة مشاركة الفعاليات ذات النفوذ الاجتماعي جميعها في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ بلادنا. ومن هنا فإننا نتوقع أن تكون لزيارة ولي العهد للمحافظة الشمالية نتائج إيجابية مباشرة خصوصا وأن سموه سيزور شخصيات مهمة قبيل وضعه الحجر الأساس، الأمر الذي سيعزز من ترابط أبناء المجتمع الواحد ويؤكد الصورة الجميلة لبلادنا والتي بدت آثارها واضحة أثناء الحديث مع الوفود المهمة التي تزور البلاد حاليا لحضور الدورة الثامنة لجائزة البابطين الثقافية. فجميع من التقينا بهم أكد أن البحرين تعتبر استثناء مما يدور في منطقتنا حاليا، ولذلك يتوجب علينا المحافظة على الإنجازات، ومهما كانت لدينا من آراء واختلافات طبيعية هنا وهناك، فإن الأهم من كل ذلك الدفع باتجاه المزيد من الإنجازات على مختلف الأصعدة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 26 - الثلثاء 01 أكتوبر 2002م الموافق 24 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً