أعلنت السلطات الفرنسية مساء اليوم الجمعة (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) اعتقال رجل في السابعة والاربعين من العمر مطلوب للتحقيق في مقتل موظفة في دار للرهبان المسنين في هجوم غير مرتبط بـ"الارهاب".
وقال النائب العام في مونبلييه كريستوف باريه لوكالة فرانس برس ان الاعتقال جرى "من دون حوادث" وسيوضع المشتبه به رهن الاحتجاز.
واوضح مصدر مقرب من التحقيق ان الرجل الاب لطفلين كان خدم في قوات المظليين لكنه لم يكن جنديا محترفا، وكان يعمل" قبل فترة طويلة" في دار المسنين هذه.
والرجل من دون عمل ثابت ويكسب حياته من تصليح الدراجات خصوصا.
وكان كريستوف باريه قال "نتجه نحو خيط محلي في التحقيق، نحو شخص على علاقة بدار العجزة للرهبان" واستبعد اي عمل ارهابي مؤكدا "عدم وجود دليل يسمح بربط الوقائع بالارهاب الاسلامي".
وتشهد فرنسا منذ نحو سنتين موجة من الاعتداءات المتطرفة غير المسبوقة أوقعت 238 قتيلا بينهم كاهن ذبح أثناء إحيائه قداسا في نهاية يوليو/ تموز في سانت-إتيان-دو-روفريه قرب روان.
ووجه العثور على سيارة قرب المكان المحققين الى هذا الرجل الذي يسكن على بعد 12 كلم من دار العجزة.
وكان اكثر من مئة شرطي بحثوا عن الرجل المقنع والمسلح الذي اقتحم مساء الخميس دار "لي شين فير" للرهبان والراهبات المسنين في مونفيرييه-سور-ليه قرب مونبولييه.
وتستقبل دار العجزة حوالى ستين من الرهبان والراهبات الذين ينتمون الى جمعية للمرسلين الكاثوليك من اوروبا وافريقيا وآسيا، عددهم اكثر من الف من كهنة وعلمانيين.
وكانت المصادر قالت استنادا الى عناصر التحقيق الاولية ان "رجلا وحيدا مقنعا ويحمل سكينا وبندقية قصيرة الماسورة، اقتحم دار المسنين".
كما قال باريه "قرابة الساعة 22,00 (21,00 بتوقيت غرينتش)، اتصلت امرأة تعمل في الدار بمركز الدرك لتبلغ بأن رجلا هاجمها، مضيفا ان عناصر الدرك عثروا على المرأة "سالمة لكنها مصابة بصدمة كبيرة"، فيما أوضح مصدر مطلع على الملف أنها موظفة في الدار قام المهاجم بتكبيلها وتكميمها لكنها تمكنت من الإفلات من قيودها وأطلقت الإنذار.
وقال النائب العام ان عناصر الدرك عثروا لدى وصولهم على امراة مقتولة من غير أن يوضح كيفية قتلها. وذكر مصدر مطلع على التحقيق لفرانس برس أنه بعدما كبل المرأة، قتل الرجل الموظفة الثانية بالسلاح الابيض.
وتم التحقق من سلامة جميع نزلاء الدار الـ59. وقال باريه "تثبت عناصر الدرك من سلامة جميع النزلاء الجسدية ومن وجود كل منهم"، مضيفا "لم يجرح أي منهم ولم يتعرض لسوء معاملة (...) جميع النزلاء سالمون".
وعلق الامين العام لمجمع أساقفة فرنسا المنسنيور أوليفييه ريبادو دوما على تويتر "نرفع صلواتنا هذه الليلة من أجل التي قتلت في هذا الهجوم على دار للكهنة المسنين. ونضم صلاتنا أيضا إلى صلاة هؤلاء المرسلين الذين تعرضوا للهجوم".
وقال رئيس بلدية مونفيرييه-سور-ليه ميشال فريس إنها تؤوي حوالى ستين مرسلا سابقا الى إفريقيا اضافة الى ستة أو سبعة مسنين من غير رجال الدين وست أو سبع راهبات.
وفرضت قوات الامن طوقا واسعا حول الدار يمتد على مسافة مئات الأمتار، وحتى منطقة صغيرة للأعمال الحرفية عند حافة الطريق المؤدي الى مونبولييه.