(كلمة لها بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة الموافق 25 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2016 )
يعد العنف ضد المرأة انتهاكاً فادحاً لحقوق الإنسان الأساسية، وﺗﻬديداً لملايين الفتيات والنساء في شتى بقاع الأرض. فمن بين كل ثلاث نساء في العالم، تتعرّض واحدةٌ منهن على الأقل للضرب أو تُرغم على ممارسة الجنس وتساء معاملتها.
وتعاني اﻟﻤﺠتمعات بأسرها من العنف الذي اتخذ أشكالاً متعددة منها العنف الجسدي والجنسي (كالتحرش أو القسر أو التمييز) والنفسي (كالإساءة اللفظية أو العاطفية على غرار التسلط والوصم). وبمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، تلقي منظمة اليونسكو الضوء على ظاهرتي تغيّر المناخ وشحّ الموارد باعتبارهما عاملين يؤجّجان العنف ضد المرأة داخل المنزل أو في الشارع، في ظل الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.
ويشكّل تغيّر المناخ عاملاً مضاعفاً للأخطار، إذ يمكن أن يؤدي إلى تفاقم هجرة السكان، ونزوحهم، وأن يسهم في إتلاف المحاصيل أو حدوث فيضانات، ما يعرّض الإنسان لضغوط متزايدة في المنزل ويؤثر على سبل كسب العيش.
وتشير الدراسات إلى أن المرأة تتحمل مسئولية إنتاج 65 في المئة من الأغذية التي تحتاج إليها الأسرة في آسيا، مقابل 75 في المئة في أفريقيا جنوب الصحراء، و45 في المئة في أميركا اللاتينية. وغالباً ما تكون المرأة أكثر عرضةً للمخاطر الناجمة عن تغيّر المناخ بسبب واجباتها التقليدية، فتتعرض للعنف حينما تقطع يوميا عشرات الأميال سيراً على الأقدام وراء تأمين المأكل والمشرب وحطب الوقود لأسرتها، أو حينما تضطر إلى النزوح قسراً أو متى يفتك بها الفقر جراء الكوارث. فانعدام سبل العيش وتفشّي الفقر من شأنهما أن يزيدا من حدة العنف الأسري بسبب الضغوط الاقتصادية وما تعانيه المرأة من ممارسات مؤذية كتشويه الأعضاء التناسلية للإناث وزواج الأطفال.
ولذلك تعمل اليونسكو على كل المستويات من أجل تعزيز القدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ، من خلال دمج البعد الجنساني في مجمل أنشطتها. وتسعى اليونسكو انطلاقاً من شراكاتها ومبادراتها الكثيرة، إلى ترويج فكرة أن النساء والفتيات يضطلعن بدور أساسي في التصدّي لتغير المناخ، ولا سيما في مجال إدارة المياه والاستعداد لمواجهة مخاطر الكوارث .
إننا ندرك تماماً أن انبعاثات غازات الدفيئة لها عواقب سلبية على كوكب الأرض، ولكن علينا أن نعترّف أيضاً بتأثير تغير المناخ في حياة الفتيات والنساء في جميع أنحاء العالم.
ومع دخول اتفاق باريس بشأن المناخ حيّز النفاذ، ومن أجل نجاح أعمال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ في مراكش بنجاح، علينا ألا نغض الطرف عن نصف سكان العالم، وعمّا يملكه هذا النصف من طاقات وإمكانات هائلة. لذا يجب أن تكون المرأة في صلب الحلول المناخ الرامية إلى التصدّي لتغيّر المناخ.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 5193 - الخميس 24 نوفمبر 2016م الموافق 24 صفر 1438هـ