العدد 5193 - الخميس 24 نوفمبر 2016م الموافق 24 صفر 1438هـ

شريف: خطاب «ترامب» الشعبوي المعادي للنخب أوصله لرئاسة «الولايات المتحدة»

الشيخ: تمويل الانتخابات مكلف ماليّاً... في ندوة وعد:

هاني الشيخ
هاني الشيخ

قال عضو اللجنة المركزية بجمعية وعد إبراهيم شريف، في ورقته التي جاءت تحت عنوان «صعود الشعبوية في أوروبا»: إن «الشعبوية هي نزعة سياسية معادية للنخب والسياسات السائدة والمؤسسات الحاكمة، تعتمد خطابا يتوجه إلى عواطف الجماهير (بدل عقلهم)، فالخطاب الشعبوي يدعي تمثيل المواطن المنسي والدفاع عن الوطن والعقيدة مستخدما خطابا عاطفيا يستحضر التاريخ ورموزه لإثارة الحماس والمشاعر، دون التعامل المسئول مع المشاكل الواقعية».

جاء ذلك في ندوة عقدتها جمعية وعد في مقرها في أم الحصم مساء الاربعاء (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، تحت عنوان «الانتخابات الأميركية وصعود الحركات الشعبوية اليمينية».

وأضاف شريف «تدعي الشعبوية أنها تمثل ثورة ضد النخبة، ومعظم جمهور الخطاب الشعبوي من ذوي التعليم المحدود والفقراء خصوصا في المناطق الحضرية، من أمثلة شعارات شعبوية: «النمسا أولا»، «لنجعل أميركا قوية مرة أخرى»، «أوروبا للأوروبيين» وشعارات مناهضة للمهاجرين والمسلمين والأقليات، ومن نتائجها الكارثية قدرتها اقناع عدد كبير لقبول سلطة مطلقة، لكن يمكن أن تكون عاملا ايجابيا للتغيير، على السياسات المؤيدة جماهيريا وغير المقبولة من النخب».

وتابع «التعبئة الشعبية يمكن أن تكون ايجابية كما حدث في اصلاحات روزفلت التقدمية في (New Deal) أو كارثية كما في صعود الحركة الفاشية في ايطاليا وألمانيا (فوكوياما)، النظام السياسي الأميركي يعاني من تحلل Decay ولا يمكن انقاذه الا بتضافر قيادة صالحة وسياسات حكيمة. الاستقطاب الحزبي وتغلغل اللوبيات أديا لتكوين Vetocracy؛ أي سلطة نقض يسهل فيها اعاقة عمل الحكومة، كلا الحزبين لم يهتما بتمثيل الطبقات التي تدهور وضعها (فوكوياما)».

وأفاد «في الحزب الجمهوري تحالفت النخبة التجارية مع المحافظين الاجتماعيين، الأولى بالمال والثانية بالأصوات الانتخابية، ما قوض مصالح الطبقة العاملة، فيما تبنى الديمقراطيون سياسات نيوليبرالية والتجارة الحرة، وسياسات الهوية تركز على المرأة والأقليات والمثليين والبيئة، وتناسوا الطبقة العاملة البيضاء التي قام عليها الحزب في الماضي، والناخبون يرفضون «المؤسسة الرسمية الفاسدة» بواشنطن لصالح لاعبين من الخارج، هناك فرصة تاريخية للتغيير وإصلاح النظام السياسي، لكن ترامب قد لا يكون الشخص المناسب».

وأوضح شريف أن «جاذبية ترامب لدى مؤيديه تكمن بانتقاده الشديد للنخبة الحاكمة وبرنامجه الاقتصادي الوطني لحماية الوظائف (رفض الهجرة ونقل المصانع الأميركية للخارج لتوفير الكلف ورفض اتفاقات التجارة الحرة الجديدة مثل اتفاقية الشراكة عبر الباسفيكي)، شعار ترامب «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» جذب العمال البيض ذوي التعليم المحدود الذين كانوا أكبر المتضررين من تراجع الدخل، وانعكس ذلك على أحوالهم الاجتماعية، حيث زادت معدلات الفقر والجريمة والمخدرات وتفكك العائلة)، في حين كانت النخبة الأفضل تعليما أفضل حالا من ناحية الدخل واستقرار العائلة ومعدلات الجريمة».

وواصل «أخيرا الديمقراطية تجاوبت مع زيادة اللامساواة وركود الأجور لدى العمال والطبقة الوسطى المستمر منذ جيلين، في الوقت نفسه كان دخل النخبة السياسية والاقتصادية في تصاعد مستمر، والسؤال ليس لماذا تمكن الشعبويون من صدارة المشهد، بل لماذا تأخر صعودهم؟ حيث حصد مرشح حزب الحرية النمساوي 49 في المئة وكاد يفوز بمنصب الرئاسة».

وأشار الى أن «الظاهرة الشعبوية تغذيها قضية الهجرة وأزمات الاتحاد الأوروبي وفشل الأحزاب التي تحولت للوسط فزالت الفوارق الأيديولوجية بينها وتركت فراغا ملته الأحزاب الشعبوية وخاصة بعد الأزمة المالية 2008 وتزايد البطالة».

وأكمل «السياسات البراغماتية رفعت نمو الاقتصاد، لكنها أفقدت هيمنة اليسار التقليدي وسط العمال، وفتحت مجالا لانتشار بديل شعبوي استفاد أيضا من تخلي اليمين عن مواقفه التقليدية المحافظة بتبنيه مواقف اجتماعية ثقافية تقدمية (في مجالات البيئة والعائلة والمرأة والمثليين...)».

وذكر أن «أحزاب اليمين الشعبوي تشهد طفرة في أوروبا. أمثلة: الجبهة الوطنية في فرنسا، حزب الحرية في النمسا، لكن الشعبوية محدودة في آسيا وفي حالة تراجع في أميركا اللاتينية».

وأردف «تاريخيا مستوى الدخل هو ما يحدد الانتماء السياسي، الفقراء مع اليسار والأغنياء مع اليمين، وفي نهاية الحرب الباردة سددت ضربة قوية للاشتراكية بكل ألوانها ودفعت أحزابها إلى الوسط، وتلاشت الفوارق الكبيرة بين اليمين واليسار في الاقتصاد لكنها موجودة في الشأن الثقافي».

وأوضح شريف أنه «منذ السبعينات تراجع الوعي الطبقي وتزايد لدى الشباب الوعي الفردي والتعبير عن الذات واتخاذ مواقف ثقافية تتحدى السائد، وأدى هذا الى ردود فعل لدى كبار السن الذين أخذوا يصوتون لأحزاب تصد رياح التغيير الثقافي (Ingelhart)».

وتابع «في أوروبا برزت أحزاب جديدة للتعبير عن هؤلاء، في أميركا تزايد تأثير هؤلاء على الحزب الجمهوري، في حين تحول الحزب الديمقراطي للوسط، وأصبح هناك دعم متزايد لقادة حاسمين يستطيعون إعادة توجيه البلاد حتى لو تطلب الأمر التغاضي عن نزعاتهم التسلطية وسلوكهم الشخصي المشين».

ولفت إلى أن «الهوة اتسعت داخل الحزب الجمهوري بين النخبة المحافظة المرتبطة بمصالح رجال الأعمال وقواعد الحزب، ترامب أدرك أن أغلب الناخبين الجمهوريين أصبحوا أكثر اهتماما بالمخاوف الثقافية والمشاعر الوطنية، ووجد ترامب أن التركيز على قضية الهجرة هي الورقة الرابحة التي تعبأ الشعبويون خلفها؛ لأنها تدمج البعدين الثقافي والاقتصادي، المجتمع الغربي الذي قبل عولمة البضائع يرفض عولمة البشر».

وقال: «عام 2015 كان هناك 250 مليون مهاجر في العالم، اوروبا استقبلت 76 مليون منهم. اليابان التي تعاني ركودا اقتصاديا لم تظهر فيها حمى الشعبوية؛ بسبب قلة المهاجرين، ولكن استقبال مهاجرين يثير مشاكل ذات طابع ثقافي وهوياتي بسبب اختلاف اللون واللغة والدين والثقافة، هذا الاختلاف قد يثير العنصرية والخوف من الأجانب وخصوصا إذا صاحبه ركود اقتصادي وبطالة».

ومن جانبه، قال رئيس المكتب الإعلامي بجمعية وعد، هاني الشيخ: «يبدأ السباق الرئاسي بين المرشحين ويمتد لعدة اسابيع بحملات انتخابية مكلفة ماديا، وتكون الانتخابات في يوم الثلثاء الاول بعد أول اثنين من شهر نوفمبر، والناخبون باختيارهم مرشحا رئاسيا يختارون المندوبين الذين سيصوتون لذلك المرشح في الهيئة (المجمع الانتخابي)».

وأفاد الشيخ «المجمع الانتخابي مكون من مندوبي كل الولايات وتمثل كل ولاية بعدد أصواتها في الكونجرس (مجلس الشيوخ والنواب) وهو ما يساوي 538 مندوبًا عن الولايات الأميركية الخمسين يقومون بانتخاب رئيس الجمهورية».

وتابع إن «من يفوز بأغلبية الأصوات الشعبية في الولاية يفوز بجميع أصوات الولاية في المجمع الانتخابي، وهو ما يعرف بنظام الفائز يفوز بالكل، وتتبع كل الولايات هذا النظام عدا ولايتي (نبراسكا) و(ماين)».

وأردف «يجتمع مندوبو الولايات في عواصم ولاياتهم في يوم بداية شهر ديسمبر حيث يدلون بأصواتهم وترسل إلى واشنطن ويتم فرزها في يناير من العام التالي خلال جلسة مشتركة للكونجرس».

وواصل الشيخ «يحتاج المرشح الرئاسي 50 في المئة + 1 من اجمالي أصوات المجمع الانتخابي الـ 538 اي يحتاج (270 صوتًا) ليفوز بمقعد الرئاسة».

إبراهيم شريف
إبراهيم شريف

العدد 5193 - الخميس 24 نوفمبر 2016م الموافق 24 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً