في رثاء الشابة السعيدة ابتسام علي طريف:
إليها عليها سلامُ السلامْ
سنابسُ قد ودعتها ابتسامْ؟
**
تولت لظل الرؤوف الرحيمِ
لذلك يصمت حتى الكلامْ
**
فتاةٌ من النور مخلوقة
بقلبٍ تولدَ منه الوئــامْ
**
بإيمانها بدأت رحلة
حيــاةً ورافقها للختامْ
**
وعاشتْ كما عاش أسلافها
بقربٍ من المصطـفيْن الكرامْ
**
يخالجها الشوقُ في حبهمْ
تطير إليهم كطير الحمامْ
**
هي البنت والأختُ في شخصها
تجسّدَ لطفٌ فثمّ احترامْ
**
فكم كان للصبر من معدِنٍ
لديها وبينهما الانسجامْ
**
كنوز لديها بها واجهت
بكل ثباتٍ خطوب جـسامْ
**
أما شيعتها الأكفُ إلى
رياض قبيل حلول الــظلامْ؟
**
هناك استقرت على رفرفٍ
من الخلدِ في الخلدِ فوق الغمامْ
**
عليها بكت وبكت أّعين
فقد خطف الابتسامَ الحِمامْ
**
حمائمنا غادرت عشها
تظللُ نعشًا لها في الزحامْ
**
أبحرينُ تذبل فيك الورودُ
إذا ما رمتها هناك السهامْ
**
كمثل الفقيدةِ نبع الشذا
ربيعية العمر ذات المقامْ
**
مضت والشموس التي خلفها
تصوغ من الضوء أعلى وسامْ
**
وتلبسه نعشها حُلة
وتنشج صائحة يا ابتسامْ
**
وأفئدة خفقها آهة
تضج وتنذر بالانقسامْ
**
على مثلها العين تبكي دما
عرى الوصلِ من بعدها في انفصامْ
**
مضتْ يحملُ الشوقُ روحا إلى
كرامٍ تراهم بدار السلامْ
سعيد الشبيب
العدد 5193 - الخميس 24 نوفمبر 2016م الموافق 24 صفر 1438هـ
الله يرحمها برحمته مثواها جنات النعيم
الله يرحمها برحمته ويدخلها الفسيح من جناته