أناب حضرة صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لافتتاح أعمال الدورة الثامنة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري والتي نظمتها المؤسسة بالتعاون مع وزارة الإعلام والتي تقام هذا العام حول شعر «علي بن المقرب العيوني» مع احتفاء خاص بالشاعر العربي إبراهيم طوقان وذلك صباح أمس.
والتقى ولي العهد القائد العام مع أمير منطقة عسير في المملكة العربية السعودية رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل ووزير الإعلام والثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وكبار المشاركين في أعمال الدورة من أدباء ومفكرين ومثقفين وأعضاء المجمع الثقافي العربي حيث رحب سموه بالجميع وعبر عن اعتزاز مملكة البحرين باحتضان هذه الفعالية الثقافية والأدبية وبالنخبة الطيبة المشاركة فيها.
و بدأت فعالية افتتاح الدورة وألقى البابطين تطرق فيها إلى الاهتمام الذي توليه المؤسسة بالشعر والشعراء منذ تأسيسها منذ ثلاثة عشر عاما، كما نوه باهتمام مملكة البحرين بتكريم الأدباء في الوطن العربي مشيرا في هذا الجانب إلى تكريم حاكم البحرين المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة لأمير الشعراء احمد شوقي العام 1927.
وأوضح أن اختيار الشاعر ابن المقرب العيوني والشاعر إبراهيم طوقان كمحورين لهذه الدورة للجمع بين زمنين كإسقاط على الأوضاع التي تعيشها الأمة العربية.
فيما أكد وزير الإعلام نبيل يعقوب الحمر أن الوزارة تدعم هذا المشروع الثقافي وتؤكد استعدادها التام للتعاون مع البابطين ومجلس أمناء المؤسسة لما يحقق مستقبل الثقافة في وطننا العربي والإسلامي. وقال: «إن اختيار مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري موضوع الآثار الشعرية لشاعر البحرين والجزيرة العربية علي بن المقرب العيوني ودراسة حياته وإبداعه يضيف الكثير إلى جهود هذه المؤسسة التي تسعى بجهد مقدر ومشهود إلى استكمال المشروع الثقافي الشامل الذي تستهدفه المؤسسة وتسخر الإمكانات المادية والبشرية له».
وأشاد الوزير كذلك بتكريم المؤسسة شاعر البحرين وابنها البار إبراهيم العريض مما يؤكد ريادة هذا الأديب الكبير في مجال الأدب والفكر والثقافة.
وأضاف الوزير أن هذا الحدث الثقافي الذي تشهده مملكة البحرين يأتي في وقت تشهد فيه نهضة حضارية وإشراقة عصرية يقودها نحو مراقي التقدم والديمقراطية والحرية المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد والذي يستهدف خير هذه البلاد وشعبها وشعوب أمتها العربية والإسلامية.
في حين بارك الأمير خالد الفيصل لمانح الجائزة نجاحاتها المتلاحقة التي لم تقتصر على ربوع الوطن العربي بل عبرت البحار والمحيطات على جسور التواصل إلى مواقع مختارة، وهنأ الفائزين بجائزة البابطين على انضمامهم إلى قافلة الفخار في مضمار الشعر العربي عبر تحكيم محايد وحكم نزيه. بعدها قام صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بتوزيع جوائز مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين على الفائزين بها وهم: المرحوم شاعر البحرين الكبير الراحل إبراهيم العريض الفائز بالجائزة التكريمية الكبرى في مجال الإبداع الشعري، وعبدالواحد لؤلؤة من جمهورية العراق الفائز بجائزة الإبداع في مجال نقد الشعر، وعبدالله حمادي من الجزائر الفائز بجائزة أفضل ديوان شعري عن ديوانه «البرزخ والسكين» والشاعر المصري احمد بخيت الفائز بجائزة افضل قصيدة.
وأدلى صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة عقب الزيارة بتصريح أتى فيه تمنيات عاهل البلاد المفدى للملتقى «بتحقيق أفضل النتائج الفكرية في هذه الدورة المتجددة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري التي تقدم إسهامات متميزة للثقافة العربية وما يجمع بيننا من روابط اللغة والوجدان والشعور من خلال ما تطرحه من محاور تتناول أعلاما ومبدعين من عصور مختلفة وأقطار عربية عدة يمثلون التراث الأدبي المشترك لدولنا الشقيقة في منطقة الخليج والوطن العربي الكبير». وقال: «إن مملكة البحرين ترحب بهذه الملتقيات الثقافية الإبداعية انطلاقا من دورها كمنبر للثقافة العربية الإسلامية والحوار الحضاري الإنساني عبر التاريخ. وما هذا الجمع الكريم إلا تواصل للعمل بهذه الرسالة التي تعتز بها المملكة وتحرص على تأصيلها وتعميقها في ظل مشروع الإصلاح والتحديث الشامل لحضرة صاحب العظمة مليكها القائد بالتوافق مع تطلعات شعبه المتحضر المنتج في ظل انطلاقة هذا العهد الزاهر وما تشهده المملكة من أجواء الحرية والانفتاح والطمأنينة التي ينعم بها شعب البحرين بمختلف فئاته وهو يتهيأ لانتخاب مجلسه النيابي الجديد».
وأعرب سموه عن الثقة في هذا الجهد «الذي يتضافر مع مختلف جهود التحرك الفكري العربي المخلص لإدراك ما نواجهه ويحفل به عصرنا من مستجدات حضارية لا يمكن مواكبتها إلا بفكر التنوير والتطور وتجديد قيم التراث الإسلامي في الألفية الجديدة للوصول بأمتنا إلى ما تستحقه من تقدم ورفعه»
العدد 26 - الثلثاء 01 أكتوبر 2002م الموافق 24 رجب 1423هـ