أوصى الاجتماع الخليجي الأول حول الأبحاث السريرية الذي عقد بالعاصمة المنامة بالتزامن مع انطلاق أعمال المنتدى الثاني للأبحاث السريرية الذي نظمته الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، بالتعاون مع جامعة الخليج العربي، بإصدار إطار تشريعي ينظم إجراء البحوث السريرية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتشكيل لجان "أخلاقيات البحوث السريرية" لمتابعة تنفيذ البحوث في المؤسسات الصحية في دول المجلس.
وقالت الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية مريم الجلاهمة إن المنتدى الذي عقد تحت شعار "توحيد الرؤى ونظم إجراءات البحوث السريرية"، سعى إلى تنسيق التعاون بين مجلس الصحة لدول مجلس التعاون وجامعة الخليج العربي لدراسة الفجوات في التشريعات الخليجية المنظمة للبحوث السريرية، ومباشرة مقارنتها بالمعايير العالمية، لرفع مقترحات بالأطر التنظيمية والتشريعية، للعمل بها في دول المجلس، مؤكدة أهمية وجود سجل وطني لتسجيل البحوث السريرية في كل دولة، تمهيداً لإنشاء سجل خليجي موحد.
وأجمعت الوفود الخليجية المشاركة في الاجتماع على ضرورة بناء وتنمية القدرات الخليجية في مجال الأبحاث السريرية وتبادل الخبرات بين دول المجلس، مؤكدين خلال التوصيات التي أطلقوها في ختام الاجتماع، اليوم الخميس (24 نوفمبر / تشرين الثاني 2016)، أهمية العمل بدليل المجلس الدولي للمواءمة بخصوص الممارسة السريرية الجيدة من قبل اللجنة الخليجية المركزية للتسجيل الدوائي، والمعتمد بالقرار رقم 4 لمجلس وزراء الصحة الصادر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كدليل استرشادي لإجراء البحوث السريرية في دول المجلس، وما يترتب على ذلك من إجراءات كالتفتيش والتدريب المركزي للبحوث السريرية. وجاء في التوصيات أيضاً مباشرة رفع مقترح الدليل الإرشادي الموحد لتنظيم إجراء البحوث السريرية والصادر عن الاجتماع الخليجي الأول للأبحاث السريرية إلى مجلس الصحة لدول مجلس التعاون.
وخلال الاجتماع، بيّن المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، سليمان الدخيل، أن الهيئة التنفيذية للجنة الخليجية للبحوث الصحية وافقت في اجتماعها الذي عقد مؤخراً في الرياض، على عقد اجتماع للجنة الخليجية للبحوث الصحية في مملكة البحرين في الربع الأول من العام 2017، لدراسة مقترح لإعداد لائحة خليجية موحدة لتنظيم إجراءات البحوث السريرية، وتشكيل فريق عمل خليجي استشاري لتنظيم إجراء هذه البحوث في دول المجلس.
من جهته، رجح مدير مركز الأبحاث السريرية بالهيئة السعودية للدواء والغذاء عبدالله الحتارشة أن تكون ما نسبته 50 في المئة الى 70 في المئة من موازنة الكلفة الكلية لإنتاج دواء مبتكر تذهب لصالح الأبحاث السريرية، إذ تتراوح كلفة إنتاج دواء مبتكر ما بين 100 مليون دولار و2.6 مليار دولار، لافتاً إلى أن الفترة الزمنية اللازمة للإنتاج تتراوح من 10 إلى 13 عاماً، تقضى نصفها في الأبحاث السريرية، وقال: "هذا يعني أن الأبحاث السريرية تمثل أهم مراحل إنتاج الدواء، لذا فإن توحيد التنظيمات المتعلقة بالأبحاث السريرة تتطلب وجود بنية صلبة للجهات الرقابية المسئولة عن تنظيم الدواء والجهات المعنية بالتنظيم الأخلاقي، بالإضافة إلى مراكز إجراء الدراسات السريرية من مستشفيات ومراكز أبحاث وجامعات، للنهوض بمنظومة الأبحاث السريرية، ولتكون منطقة الخليج رائدة في مجال الأبحاث السريرية".