أكد يوسف النشابة على أن أدب الطفل هو كل ما يحيط الطفل من مصادر ثقافية وتربوية وتعليمية تتمثل في مجالات عديدة إعلامية وفنية وفي القصص والحكايات الشعبية التي تتناسب مع سن الطفل.
ويرى النشابة أن أدب قصص الأطفال هو البداية لمنطلق نشر الوعي وغرس القيم الدينية والأخلاقية لبناء شخصية الطفل، مضيفا أن أهمية أدب الطفل في بلورة شخصيته تنطلق من تعلمه القراءة وجعلها هوية محببة لديه، تزيد من عدد المفردات لديه، تزودهم بالمعلومات والخبرات لتساعدهم في حل المشكلات، تنمي الحس الفني لديهم من خلال الرسومات المصاحبة للكتابة وتوسع مداركهم وتنمي فيهم الاستعداد لتقبل آراء الآخرين، وجاء ذلك خلال الأمسية الأدبية التي أقامتها اللجنة الثقافية بأسرة الأدباء والكتاب ضمن ملف أدب الطفل التابع لبرنامجها الثقافي الجاري وشارك الشاعر كريم رضي في التقديم.
وتطرق النشابة إلى أهمية وأهداف أدب الطفل مؤكدا على أنه يثري لغة الأطفال بمفردات جديدة ويزيد من معلوماتهم الدينية والتاريخية والعلمية، كما أنه ينمي القدرة لديهم على التخيل ويوسع مدارك الطفل، يمكنه من الإصغاء والاستماع ويهذب الجانب الوجداني خلال تفاعل الطفل مع شخوص القصة، تمنحه القدرة على الإندماج مع الآخر مما يجعل من المجتمع فئة متجاوبة ومتقاربة ومتفهمة للتوصل إلى حل خلافاتها وتغرس في نفوس الأطفال حب العمل والتجريب والمغامرة، ويبقى أدب الطفل بخصائصه التي تحتوي ميول الطفل وعواطفه ورغباته، إلا أنه يفتقر إلى التفكير والتحليل المنطقي وينظر إلى الأشياء بمنضوره الشخصي ليحكم على الأشياء بمنظوره الشخصي، وأشار النشابة إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يؤثر في حكمه على الأمور مع كل ما لدى الطفل من حب للإستطلاع والفهم والمعرفة خصوصا حين تتوفر الإثارة الفكرية عن طريق الحكاية الشعبية أو القصة أو مسرح الدمى أو المسرحيات.
وقدم التور يوسف النشابة تفصيلا لمختلف المراحل العمرية للطفل قائلا: يسمى عمر الطفل من المرحلة 3 – 5 سنوات بالمرحلة الواقعية حيث تكون قدراته ومعلوماته الحياتية محدودة، من 6 – 8 بالمرحلة المتوسطة وهي مرحلة الخيال الحر أو المطلق التي يستعين فيها الطفل بالصور البصرية، من 9 – 12 سنوات وهي مرحلة البطولة والمغامرة وينتقل فيها الطفل من الواقعية ومرحلة الخيال الحر والمطلق إلى مرحلة جديدة هي أقرب كثيرا إلى الواقع من الواقعية التي عاشها في مرحلته العمرية السابقة، وهنا تبرز عنده الميول إلى العنف والقتال وحب السيطرة ويزداد شغفه إلى الألعاب التي بها مهارات ومنافسة وتفوق، كما يميل إلى قصص الشجعان والأبطال في التاريخ.
ووقف النشابة بتأن على أسس أدب الطفل، موضحا بأن أهم ما يتوجب على كاتب أدب الطفل أن يراعيه هو معرفة المرحلة العمرية واللغة التي يتخاطب بها مع الطفل لكي يتمكن من اختيار الموضوع والشخصيات والمعلومات التي سيدخلها، اختيار السياق الاجتماعي الذي تجري فيه الأحداث والمواقف السلوكية التي يود غرسها في نفوس الأطفال، كما يتوجب على الكاتب التعرف على مراحل النمو عند الأطفال ويجب أن تكون القصة قريبة من بيئة الطفل الاجتماعية وتكون متنوعة الشخصيات مثل الحيوانات والطيور والأزهار والأشجار والأسماك، وأثرى الدكتور يوسف النشابة الأمسية بمضامين عدة لها علاقتها المباشرة مع التراث المحلي والعربي والعالمي، وتطرق إلى تاريخ التعليم النظامي وعلاقته بقصص الأطفال ودور المدارس في توصيل كل ما يتعلق بالعملية التعليمية والتربوية عبر قصص الأطفال ومشددا على أهمية اختيار القصص المناسبة عبر لجنة تكون قادرة على اختيار الأنسب وتحديد مواصفات كتب الأطفال.
واختتم النشابة أمسيته القيمة بعرض نماذج من قصصه التي تتميز بذات القيمة الفنية والتربوية للقصة وبالحس الوطني والعلمي وبالخيال والتفكير الإبداعي وبالبطولة والشجاعة والتراث والجغرافيا والتاريخ ومنها الوردات والنحل، الوطن بخير، الجمل جمول، البطل والطائر الصغير، الكشافة الشجعان، سنور اليتم، إلياس والقط سنور، مغارة الكنز، ابن القرية، ملاك الإبتسامة، عائشة والقمر، الكلمات السحرية، القط يبحث عن صديق، سارة الصغيرة، الحلم المزعج، الحمار المسرع، النخلة الحبيبة، الشمس والأصدقاء الأربعة وقصة جلجامش.