تبقى القضية الفلسطينية، قضية الإنسانية التي لا تذوي، القضية المشتعلة دائما من الداخل، على رغم نسيانها خارجياً من قبل السلطات والشعوب والقوانين العربية والدولية.
وتبقى القدس جرح العرب، صوتها المخنوق، خاصرتها المطعونة حين الحديث عما يفعله الصهاينة بها ولها.
القدس التي مازالت تقاوم وتصمد على رغم كل المرارات والجراح والظلم والألم. العصية على الموت، العصية على الاستسلام، العصية على المهادنة.
يمنع الصهاينة اليوم رفع الأذان في المسجد الأقصى، وهو الذي ظل مدوياً منذ أن رفعه الصحابي بلال بن رباح بعد تحريرها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما. فتثور المنازل كما الكنائس لترفعه، معلنة أن القرار باطل لا يحق للمستعمر أخذه؛ فهو تغيير تاريخي ترفضه القوانين الدولية التي تمنع المحتل من إجراء أي تغيير على المدن المحتلة.
كان التحدي شامخاً حين صدحت المنازل بالأذان، وبات جلياً قوياً حين رفع في كنائس القدس، وهو أمر ليس بغريب على الشعب الفلسطيني الذي تعايشت بداخل مدنه وقراه الجماعات على اختلاف أديانها. وما الإنسان إن لم يكن متسامحاً مع غيره ممن يدينون بغير دينه من الأديان؟
اليوم يمعن الصهاينة في غيّهم. يمعنون في تماديهم تجاه أصحاب الأرض وتجاه الأرض نفسها، وتجاه معالمها الدينية والمعيشية، فقبل فترة أعلنوا عن رغبتهم بإصدار قوانين تتيح لهم التوسع الاستيطاني من خلال إسقاط حق الفلسطينيين في التعويض عن منازلهم التي أخذت عنوة، واليوم يمنعون الأذان في المسجد الأقصى في خطوة ليست بغريبة عليهم. كيف لا وهم من منع الشباب من ذوي الأعمار التي تقل عن 50 عاماً من دخول الأقصى؟ وهم من يحاولون بشتى الطرق تنفيذ مخططاتهم وتغيير معالم المسجد عن طريق حفرياتهم بداخله ومن تحته؟
كل هذا يحدث وسط صمت عربي رسمي، بل والأدهى منه وسط تطبيع صريح بين إسرائيل، مع تحفظي على اعتبارها دولة، وبعض الدول العربية والإسلامية، وغير معلن بينها وبين دول أخرى، إضافة إلى «موضة» زيارة الأراضي المحتلة التي ظهرت منذ عامين واستمرت من قبل «المثقفين» الذين كان كل همهم عدم ختم المحتل الصهيوني في جوازات سفرهم، وكأن أخذ تصريح إسرائيل لدخولهم إليها في ورقة مستقلة أمر عادي!
نحن بحاجة اليوم إلى إعادة حملات المقاطعة التي انتشرت في التسعينات ومطلع الألفية الثانية، علنا نعلن بصوت واضح رفضنا كل هذه الممارسات الصهيونية تجاه أخوتنا في فلسطين وتجاه مقدساتنا وأراضينا المحتلة، وعلى جمعيات مقاومة التطبيع في كل الدول أن تقيم حملات جديدة لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية ومنتجات المؤسسات الداعمة لها، كما فعلت سابقاً، إضافة إلى أهمية دورها في تثقيف الشعوب بمسألة عدم شرعية زيارة الأراضي المحتلة حتى تحريرها.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5192 - الأربعاء 23 نوفمبر 2016م الموافق 23 صفر 1438هـ
رضي الله عن الصحابة الأجلاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ومؤذن الرسول وأوول من رفع صوته للدعوة للصلاة بلال بن رباح.
صباح الخير
اللي يبغي الصلاة ما اتفوته سمع الأذان أو لم يسمعه بعدين من قال إن الأذان واجب والصلاة باطله أن لم يرفع الأذان ناهيك عن خطباء الجمعه صوت يلعلع أمور مبوبالغ فيها ليش لماذا لا يختصر الصوت داخل المسجد ومحيطه
وحضرتك تدافع عن الصهاينة؟
من تطلع حضرتك؟