أكدت الباحثتان الاجتماعيتان في مركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري، منال مدن وسناء عبدالجليل، أن المركز استقبل حالات لذكور تعرضوا للعنف من زوجاتهم أو عائلاتهم، وأن أغلب المعنفات اللواتي لجأن للمركز هن المتعرضات للعنف المركب، أي أكثر من نوع من أنواع العنف.

وفيما يأتي أبرز ما دار في اللقاء مع الباحثتين الاجتماعيتين:

تشير إحصاءات مركزكم إلى ارتفاع في عدد الحالات المعنفة التي تلجأ إليكم، فما هو تفسيركم لذلك؟

- ربما يعود ذلك إلى زيادة التوعية بين أفراد المجتمع، والنساء بتن أكثر وعيا بهذه الموضوعات، وكن في السابق يصمتن عما يتعرضن له لأنهن لم يكن يحصلن على المساعدة، في حين بات بإمكانهن الآن اللجوء إلى مراكز الإرشاد الأسري للحصول على دعم لتخطي ما يمررن به.

إلا أن ذلك لا يعني تراجع حالات العنف، بل إن أغلب الحالات التي تلجأ إلينا هي تلك التي تعرضت لعنف مركب.

وما هي حالات العنف النفسي والقانوني والاقتصادي التي تلجأ إليكم؟

- المتعرضات للعنف النفسي هن اللواتي يتعرضن للشتم والسب واستخدام الكلمة البذيئة من قبل الزوج أو أهله، والهجر في الفراش، والخيانة الزوجية، وتقييد الحركة.

فيما المتعرضات للعنف القانوني، هن أولئك اللواتي لاتزال قضاياهن عالقة في المحاكم، فيما العنف الاقتصادي هو عدم الصرف عليهن من قبل العائل.

وكيف تتأكدون في المركز من حقيقة وقوع العنف على الحالة التي تلجأ إليكم، وخصوصا المعنفات نفسيا؟

- من الصعب قياس العنف النفسي، ولكنه ينعكس على الحالة النفسية للحالة، وبعضها يؤدي بها الأمر إلى الدخول في حالة اكتئاب وتوتر وقلق وتسيطر عليها الأفكار السلبية وعدم التقدير للذات.

ما هي أسوأ الحالات التي مرت على المركز في هذا المجال؟

- أسوأ حالة كانت لامرأة كان زوجها يحبسها وابنتيهما في الشقة، ولا يسمح لها بالتواصل مع أي شخص، كما كان يعرضها للعنف الجسدي بصورة مستمرة ويضرب رأسها بالحائط أمام ابنتيها، اللتين لم يشفع لهما صغر سنيهما من قسوة والدهما. وفي إحدى المرات ضرب والدتهما أمامهما، وحين سألته ابنته ذات الأربعة أعوام عن سبب ضربه والدتها، ضرب رأسها بالحائط، ما تسبب لها بنزيف، وبدورها تقدمت والدتها بشكوى ضد زوجها لدى مركز الشرطة.

كيف تريان دور قانون أحكام الأسرة بشقه السني في التعاطي مع القضايا التي تلجأ للمركز؟

- القانون أسهم في تسريع إجراءات الحكم في القضايا، بينما النساء اللواتي يلجأن للقضاء الجعفري يعانين في قضايا حضانة الأطفال والسكن، ولذلك فإن الكثير منهن يترددن في اللجوء إلى القضاء، ويضطررن للبقاء مع أزواجهن رغم عدم رضاهن.

هل تريان أن الحالات التي تلجأ إلى المركز باتت أكثر وعيا بالقانون من ذي قبل؟

- للأسف أن أغلبهن غير واعيات بالقانون، لذلك فإن المركز يقدم ارشادات قانونية لهن عبر محامية.

وما هي الإجراءات التي تتخذونها في المركز فور ورود الحالة إليكم؟

- يتم في البداية تعبئة استمارة الحالة، قبل تحويلها إلى الباحثة الاجتماعية للتعرف على طبيعة مشكلة الحالة، والأطراف المحيطة بالمشكلة، والتواصل مع هذه الأطراف. وإذا تبين أن الحالة تعاني من قلق أو توتر أو اكتئاب، فيتم تحويلها إلى الاخصائية النفسية، وإذا لاحظت الاخصائية بدورها أن الحالة تعاني من مرض نفسي، فإنها تتواصل مع المراكز الرسمية المعنية في هذا المجال. أما إذا احتاجت مساعدة مادية، فيتم تحويلها إلى الجمعيات الخيرية بحسب منطقة إقامتها.

كما يتم عقد جلسات استشارية واجتماعية لكل حالة.

وهل تتجاوب الحالات التي تلجأ إليكم مع برامج الإرشاد التي تقدمونها؟

- نعم، وهناك حالات قصدتنا وكانت تريد الطلاق، ولكن بعد حضور جلسات الإرشاد النفسي، وتعريفهن بمهارات التعامل مع الحياة الزوجية، عدلن عن قرارهن.

من هو المُعَنِف في أغلب الحالات التي ترد إليكم؟

- دائما ما يكون الزوج، وبعضها يكونون أهل الزوج هم المتسببون بالعنف، وحالات قليلة تتعرض من عنف لأهلها، كالأخ أو الأب، وخصوصا في حالات المطلقات أو حين يكون الزوج مسجونا.

هل تردكم حالات من ذكور معنفين؟

- نعم، وردتنا عدة حالات، وأغلبها هي حالات لمعنفين نفسيا من زوجاتهم، وفي إحدى الحالات التي وردتنا، كان الشخص يشكو من العنف الممارس من قبل أهله عليه، وتمكننا من حل المشكلة بينه وبين عائلته.