حدَّد عاملون في مجال الصحة المهنية وإخصائيو سعادة في شركات محلية وإقليمية خلال مؤتمر متخصص أمس في المنامة، عدداً من التحديات التي تواجه تحسين بيئة العمل الصحية في البحرين ومنطقة الخليج عموماً، ومن بينها الاكتئاب الوظيفي والتوتر وفترات جلوس الموظفين الطويلة أمام المكاتب.
وافتتح وزير شئون الكهرباء والماء عبد الحسين ميرزا صباح أمس الأربعاء فعاليات المؤتمر والمعرض الخليجي السادس للصحة المثالية والمهنية بفندق كراون بلازا.
ورأى مدير إدارة أول صحة وسعادة الموظفين في شركة «دو» للاتصالات منصور حبيب، والذي ألقى كلمة رئيسية في افتتاح المؤتمر، أن أهم تحديين يواجهان تحسين بيئة العمل الصحية في دول الخليج هما الآلام العضلية نتيجة الجلوس لفترات طويلة على المكاتب إلى جانب الضغوط النفسية ومن بينها الاكتئاب الوظيفي أو القلق والتوتر على حسب الظروف المختلفة.
وقال حبيب: «الجلوس لفترة طويلة على الكرسي وعدم الحركة المستمرة يؤدي إلى آلام عضلية في الظهر والرقبة».
وأشار المختص «على حسب الظروف المختلفة قد يكون هناك تعرض لضغط نفسي شديد في بيئات العمل المختلفة في دول الخليج».
وأوضح أن على الموظفين أن يتمكنوا من إدارة أنفسهم ذاتياً، والتحول من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي.
واعتبر حبيب أن حل المشكلات التي تواجه تحسين بيئة العمل الصحية ينبع من إدارة الشركة إلى جانب الموظفين أنفسهم.
وقال: «بعض الأحيان نرمي اللوم على الإدارة وفريق العمل والمدير في توفير بيئة عمل مريحة (...) اليد الواحدة لا يمكن لها أن تصفق، هناك جزء معني بالإدارة وأخرى تتعلق بالأفراد».
ورأى المختص الإماراتي أن على مسئولي الشركات في المنطقة معرفة المشكلات التي يعاني منها الموظفون والضغوط النفسية التي قد تلقى على كاهلهم من خلال مختلف الوسائل ومن بينها الاستبيانات. لكنه اعتبر أن الموظف عليه أن يلم بأدوات «إدارة الذات» والتعامل مع الظروف التي تتعلق بتأخر الترقيات أو الأمور الأخرى، بحيث يفكر بطريقة إيجابية.
دقيقتا راحة في كل نصف ساعة
وبخصوص الآلام العضلية والجلوس الطويل اقترح حبيب «نحتاج لتوعية وتثقيف الموظف في أخذ الاستراحات المتواصلة، وتفعيل برامج تحفيزية مثل المسابقات للمشاركة في فعاليات صحية مختلفة.
ورأى حبيب أن على الموظف أخذ قسط راحة من العمل والحركة دقيقتين على الأقل خلال كل نصف ساعة عمل.
وأشار إلى أن تصميم المكاتب يساهم كذلك في توفير بيئة عمل أنسب للموظفين، كما لفت إلى أن عقد الاجتماعات في العمل يمكن أن يكون عن وقوف على الأقدام بدلاً من الجلوس على الكراسي.
أقسام السعادة في الشركات
وأشار الإخصائي الإماراتي إلى أن الشركات الإماراتية بدأت تخصص إدارات للسعادة بعد أن عمدت الدولة إلى تعيين أول وزير معنية بالسعادة في البلاد.
وعبر حبيب عن تطلعه إلى أن تنتشر إدارات أو أقسام السعادة في مختلف دول الخليج من خلال المؤتمرات المتخصصة ومن بينها مؤتمر المنامة، بعد أن انتشر مثل هذا النوع في دولة الإمارات «أعتقد أن هذا مهم جداً (...) السعادة موضوع شخصي لا تساوي بالضرورة الابتسامة ولكنها حالة من التسامح والراحة الداخلية للموظف في بيئة العمل».
وأشار إلى أن دول الخليج بدأت في موضوع الدراسات التي تتعلق بسعادة الموظفين والإنتاجية، إلا أن دراسات عالمية أثبتت أن الإنتاجية والولاء والتناغم الوظيفي على صلة كبيرة بمستوى سعادة الموظف.
ولفت إلى أن مستوى السعادة يمكن أن يقاس من خلال مؤشرات أخرى مثل الولاء الوظيفي والإقبال للحصول على وظائف داخل المؤسسة.
تدهور البيئة الصحية
وتأثيره على الإنتاجية
من جانبه أكد المستشار الاقتصادي أكبر جعفري وجود حالات اكتئاب وظيفي في البحرين.
وأشار جعفري والذي كان أحد المتحدثين في مؤتمر المنامة حول الصحة المهنية، إلى أن عدم وجود بيئة عمل صحية يؤثر على مستويات الإنتاجية.
وتابع جعفري «الاكتئاب الوظيفي وغيرها من الأمور السلبية في بيئة العمل الصحي، تعتبر نتائج جانبية ولكن أعتقد أن الأمر الرئيسي هو تصرفات الرؤساء والمسئولين، فثلاثة أرباع تركيز الرئيس يذهب للموارد البشرية، والكثير من المدراء ترقوا من فنيين ليصبحوا مسئولين، وقد لا يملكون التأهيل المناسب للتعامل الإنساني مع الموظفين».
وأشار إلى أن مستوى الرضا الوظيفي في الولايات المتحدة لا يتعدى 37 في المئة وفي بريطانيا 42 في المئة ولكن في البحرين 53 في المئة مع مجتمع ذي طبيعة تركيز إنسانية.
واعتبر أن 91 في المئة من المسئولين لا يمارسون القيادة ولكن يمارسون الإدارة بعيداً عن العمل الإنساني.
الصحة المهنية لا تعني الجسد فقط
أما رئيس رابطة أطباء الصحة المهنية البحرينية محمد صليل فأشار إلى أهمية تفهم الإدارات العليا في الشركات والمؤسسات في البحرين لمفهوم الصحة المهنية خارج إطار الصحة الجسدية فقط.
وقال: «يجب أن يترسخ مفهوم الصحة المهنية في استراتيجيات الشركات الكبرى في البحرين (...) مازال الناس يفكرون بالطريقة التقليدية بأنه ليس هناك مفهوم واضح للصحة المثالية».
ورأى صليل أهمية أن تبادر الشركات البحرينية بقياس مستوى رضا الموظفين «يجب أن يكون توازن بين الرضا الوظيفي والعمل المطلوب على الفرد».
وأشار إلى وجود مشاكل صحية مهنية كثيرة، من أهمها الجلوس الطويل وجلوس الموظف من غير عمل أو وجود عمل أكثر مما ينبغي على الموظف، مؤكداً أهمية وجود توازن في ما يوكل إلى الموظف من أعمال.
وأوضح صليل والذي هو رئيس المؤتمر والمعرض الخليجي السادس للصحة المثالية والمهنية أن المؤتمر ركز على خلق ورش عمل تفاعلية بين المشاركين.
العدد 5192 - الأربعاء 23 نوفمبر 2016م الموافق 23 صفر 1438هـ
الأصل ان المدير المستبد الذي يرى ان الدائره التي يديرها ملك وهبه الله له يفعل ما يحلو له هو السبب الرئيسي للاكتئاب الوظيفي وقلة الانتاجية