افتتح رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة أعمال المنتدى العلمي الثاني المشترك حول البحوث الطبية التجريبية على المرضى (الأبحاث السريرية)، والذي انطلق صباح اليوم الأربعاء (23 نوفمبر / تشرين الثاني 2016) بمقر جامعة الخليج العربي، وبتنظيم كل من الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، وجامعة الخليج العربي، تحت شعار: "توحيد الرؤى وتطوير القدرات"، وذلك بحضور وزيرة الصحة فائقة الصالح وكبار المسئولين في القطاع الصحي في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي.
ويعقد هذا المنتدى بالتزامن مع عقد اجتماع خليجي مشترك يستمر في الفترة ما بين (23 و24 نوفمبر الجاري)، ويهدف إلى توحيد الرؤى الخليجية حول البحوث السريرية وتنظيم إجراءات البحوث التجريبية على المرضى في دول المجلس.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للصحة، خلال رعايته افتتاح المنتدى، أنّ الجهود مستمرة لتعزيز قدرات الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية من أجل القيام بدورها في التنظيم والموافقة على إجراء البحوث السريرية في مملكة البحرين، فقد تم اعتماد دليل لجان أخلاقيات البحوث السريرية ومؤخراً تم اعتماد لائحة اجراء البحوث السريرية والإجراءات الواجب اتباعها للتقدم لمثل هذه الابحاث.
وأشار إلى أنه انطلاقاً من حرص مملكة البحرين على تعزيز التعاون الخليجي فقد تم مد جسور التعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الهيئة السعودية للدواء والغذاء وباقي الجهات المنظمة لإجراء البحوث السريرية في دول المجلس من أجل توحيد الرؤي والأليات والاستراتيجيات في بلداننا.
وأكد أن وجود لوائح موحدة لتنظيم هذه النوع من الأبحاث من شأنه أن يشجع الشركات المصنعة للدواء والباحثين على اجراء أبحاثهم العلمية في دولنا بشكل مشترك، كما تضمن سلامة المواطن الخليجي وتحفظ حقوقه الصحية.
وكشف في هذا الإطار عن تقديم مقترح بحريني سعودي لتوحيد اجراءات الأبحاث السريرية في دول مجلس التعاون ضمن الأطر التشريعية في كل دولة والذي سيتم رفقه للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول المجلس لدراسة تبنيه واعتماده دليلاً خليجيّاً موحداً.
وبين أنّ المنتدى العلمي الثاني حافل بالأنشطة، فإلى جانب الجلسة العامة سيكون هناك على مدار اليومين ورشتا عمل متوازيتان، الأولى ستعنى بتطوير قدرات لجان اخلاقيات البحوث في المؤسسات الصحية، والورشة الثانية ستكون مخصصة لدول مجلس التعاون لمناقشة الاجراءات الخليجية وتوحيدها.
من جانبه، قال رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي إن الجامعة تأخذ على عاتقها مهمة التصدي للقضايا الصحية الاستراتيجية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودراسة الأمراض المزمنة والوراثية السائدة في دول الخليج، وهو جزء لا يتجزأ من دور الجامعة الاستراتيجي في التصدي للقضايا الصحية المؤرقة في المنطقة، ودورها الفاعل في رسم ملامح عهد جديد تفتحه الأبحاث الإكلينيكية والعلاجات البيولوجية الحديثة، موضحاً أن المنتدى الثاني المشترك الذي تستضيفه الجامعة بالشراكة مع الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية يتزامن مع اجتماع خليجي يبحث توحيد تنظيم إجراءات البحوث السريرية في دول الخليج العربي، وسلامة الأدوية المعتمدة، ومدى توافقها مع الخريطة الجينية للشعب الخليجي؛ لكونها تختلف عن الخريطة الجينية الأوروبية.
وأوضح العوهلي أن المنتدى يسعى إلى توحيد الجهود الخليجية المبعثرة بالتعاون مع الهيئة العامة للدواء والغذاء بالمملكة العربية السعودية وبحضور عضو مجلس ادارة ومدير الأبحاث بالهيئة السويسرية للصحة والدواء الخبير السويسري الطبيب فليب جيرار وممثلين عن شركات الأدوية، لتقر في مرحلة لاحقة لوائح تنظيمية تضع إطار ومعايير أخلاقيات ملزمة تضمن حقوق المريض والباحث معاً، وسترفع التوصيات إلى مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإقرارها.
من جهتها، قالت الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية مريم الجلاهمة إن الهيئة أطلقت عدداً من المبادرات الساعية إلى الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية في مملكة البحرين، وتلبية احتياجات التطور الصحي الذي تشهده البحرين، ومن بينها تنظيم البحوث الطبية التجريبية على المرضى، حيث شكلت الهيئة "لجنة البحوث السريرية" مطلع العام الجاري، وتم عقد المنتدى العلمي الأول المشترك حول الابحاث السريرية بالتعاون مع جامعة الخليج العربي، بهدف بناء القدرات وتعزيز أخلاقيات البحوث الطبية التجريبية على المرضى (الأبحاث السريرية).
وأضافت أن المنتدى المشترك الثاني يأتي ليكمل مساعي تبني اللائحة الخليجية الموحدة للترخيص لإجراء البحوث السريرية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تكون بمثابة دليل شامل يوحد إجراءات مراجعة وترخيص القيام بالأبحاث السريرية بمملكة البحرين، وباقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكدت الجلاهمة أن الوقت حان لتوفير البيئة المناسبة للبدء في تأطير الأبحاث السريرية لخدمة مجتمع دول الخليج والانتقال بالخدمات الصحية الحالية إلى مرحلة الطب الشخصي، ولاسيما أن لمملكة البحرين السبق في إطلاق مبادرات الأبحاث السريرية وتطويرها وخصوصاً بعد نجاح تجربة التعاون بين الهيئة وجامعة الخليج العربي، مؤكدة في الوقت ذاته أن دول مجلس التعاون تشهد تطورات نوعية في قطاع الخدمات الصحية من حيث تطور الكادر والمرافق والتجهيزات الصحية في القطاعين الخاص والعام.
إلى ذلك، بيّن مدير مركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي عادل مذكور أن المنتدى والاجتماع المصاحب له سيبحث توفير علاج ورعاية صحية فاعلة تقوم على خصائص البيئة والخلفية الجينية للمجتمع الخليجي، ولاسيما في مجال استخدام الأدوية البيولوجية الحديثة والأدوية المصنعة من الخلايا التي تعتبر تحدياً يتطلب اتباع لوائح مشددة تضمن الالتزام بأخلاقيات البحوث وضمن الأطر الشرعية و القانونية، لافتاً إلى أن العمل على إعداد الآليات المنظمة للأبحاث السريرية على مستوى دول منطقة الخليج العربي قد يساهم في الرقي بالمنطقة في مجال الأبحاث العلمية وتعزيز القدرات المحلية على المشاركة الفعالة مع المراكز الدولية في دراسة وتطوير أدوية وعلاجات جديدة.
وأشار إلى أن المنتدى يهدف إلى وضع لائحة خليجية استرشادية موحدة لتنظيم إجراءات البحوث الخليجية، في خطوة لتشجيع إجراءات البحوث السريرية في دول مجلس التعاون ودراسة إجراءات البحوث السريرية على الأدوية قبل تسجيلها خليجيّاً.
ويستعرض المنتدى سبل تنظيم إجراء البحوث في دول المجلس عبر تقديم عرض حول الإجراءات الرقابية والتنظيمية لإجراء البحوث السريرية في كل دولة، كما يستعرض اجراءات هيئة الغذاء والدواء السويسرية في مجال تنظيم البحوث السريرية، ثم يعرض تفاصيل مقترح لائحة خليجية موحدة لتنظيم إجراء البحوث السريرية، ليبحث في الوقت ذاته دراسة مقترح تشكيل لجنة خليجية استشارية للبحوث السريرية، لتركز الجهود في مرحلة قريبة لاحقة على تشجيع إجراء البحوث السريرية للأدوية الجديدة، وذلك من خلال إجراء التجارب السريرية لدراسة مدى فعالية هذه الأدوية على الفرد الخليجي قبل الموافقة على تسويق المنتج خليجيّاً.