ينطلق في (مطلع ديسمبر/ كانون الأول) المقبل مهرجان ليالي المنامة الشعري الأول بمبادرة من شعراء الخليج والوطن العربي وبالتعاون مع مركز المحروس الثقافي، وقد اختير الشاعر البحريني الكبير علي الشرقاوي شخصية مكرمة في هذا المهرجان.
وفي هذا الصدد صرح رئيس المهرجان عبدالله الزهراني اليوم الأربعاء (23 نوفمبر / تشرين الثاني 2016) بأن فكرة تكريم علي الشرقاوي كانت قبل عام ونصف تقريباً، كونه أحد أبرز رموز القصيدة العامية بالخليج والوطن العربي، وهو الشاعر الذي أخلص لفنه طيلة عقود من علاقته بالنص الشعري. وقد واجهتنا في البدء بعض العوائق، ثم بعد ذلك تعرض علي الشرقاوي لوعكة صحية ألمت به وغيبته عن مجتمعه وأهله فترة من الزمن، لكننا بتوفيقٍ من الله ثم همة أعضاء اللجنة المنظمة تجاوزنا العوائق. ومع عودة الشرقاوي سالماً إلى بلده وجدنا الوقت مناسباً لإقامة النشاط بالإمكانيات المتاحة، موجها شكره للجهات الرسمية بمملكة البحرين ولمركز المحروس الثقافي ولجميع الشعراء والشاعرات الذين قرروا مشاركتنا والاحتفاء بهذه القامة الشعرية الكبيرة.
كذلك صرحت رئيسة اللجنة المنظمة بسمة البناء قائلة: "إننا سعينا في أول نسخة من هذا المهرجان إلى أن نضمن له انطلاقة قوية بكل ما يتوافر لدينا من امكانيات متاحة، وأن يضم هذا المهرجان أبرز نجوم الشعر في الخليج، وقد اختير الشاعر القدير علي الشرقاوي شخصية مكرمة من مملكة البحرين للاحتفاء به في النسخة الأولى من المهرجان، ولاقى هذا التكريم استجابة من كل الشعراء الذين بادروا بالمشاركة من كل دول الخليج والذين وجدوا في هذا التكريم ما يثلج صدورهم، فالاحتفاء برموز الأدب والفن والفكر هو من أسمى معاني الوفاء والإخلاص".
وكشفت البناء عن تفاصيل المهرجان الذي سيتضمن في الأمسية الأولى من مساء يوم الخميس (1 ديسمبر 2016)، كلاًّ من الشعراء سليمان المانع من السعودية، والشاعرة أصيلة السهيلي من عمان، وسامي الأنصاري من الكويت، ومحمد آل مبارك من البحرين.
أما اليوم الثاني الجمعة (2 ديسمبر 2016)، فستشارك حمدة المر من الإمارات، والحميدي الثقفي من السعودية، وعبدالله الخالدي من البحرين، وخالد قماش من السعودية. وفي أمسية اليوم الثالثة والأخيرة السبت (3 ديسمبر 2016)، سيحييها مهدي بن سعيد من السعودية، ومنيرة السبيعي من البحرين، وشهاب الشمراني من قطر، وخالد بن جلسة من السعودية. وستكون فعاليات المهرجان في تمام السابعة مساءً بملتقى المحروس الثقافي بباب البحرين.
وقد حرصت اللجنة المنظمة أن يكون هذا مهرجاناً مغايراً في نمطه عما هو متعارف عليه في معظم المهرجانات، فإلى جانب البرنامج الحافل بالشاعرات والشعراء، كانت للموسيقى حصة من البرنامج، فبين الموسيقى والشعر وشائج لا يمكن أن تنفصل، فستكون هناك فقرة فنية لأهم الموسيقيين في البحرين وستؤدى الأشعار المغناة للشاعر علي الشرقاوي والتي أضحت لها مكانة راسخة في وجداننا وذاكرتنا الوطنية والشعبية.
كما عبّر رئيس ملتقى المحروس الثقافي حسن المحروس عن بهجته لاحتضان الملتقى هذا الحدث الشعري البارز متمنياً لهذه التظاهرة الثقافية الخليجية العربية الاستمرار والتطور. فمنذ القدم كانت البحرين منارة ثقافية وتنويرية في الخليج، وكانت المنامة وفي قلبها باب البحرين مركزاً لهذه المنارة الشامخة، وعلى شارع باب البحرين خطت أقدام الشعراء ومنهم عبدالرحمن المعاودة وإبراهيم العريض والشيخ أحمد بن محمد الخليفة وحسين بوركبة وغيرهم الكثير وهم يتغنون بأشعارهم في مجد الوطن والإنسان والحب والقيم الانسانية النبيلة. وتمضي الأيام ويعود أحفاد الشعراء لباب البحرين ليلتقوا على خطى أجدادهم الشعراء في سوق المنامة بباب البحرين، فكل الترحيب لهذه الكوكبة من الشاعرات والشعراء الذين سيختزلون المشاعر والأفكار في موسيقى كلماتهم الجميلة. وتتزامن هذه التظاهرة الثقافية ونحن نحتفل جميعاً بالعيد الوطني المجيد وتتوج بتكريم قامة شعرية كبيرة وهو الشاعر علي الشرقاوي، الشاعر المبدع وغزير الإنتاج والذي كرس حياته للشعر والكلمة.
