عقدت السعودية قبل أيام ورشة عمل حول ديون الأندية والإفلاس، تهدف من خلالها لوضع سقف للمديونيات الحالية وآخر للآجلة التي تعاني منها الأندية السعودية، كما تم تحديد سنة مالية موحدة لكافة الأندية، إلى جانب تكليف مكتب محاسبات موحد لكافة الأندية.
وانتهت هذه الورش بموافقة مجلس الوزراء السعودي على تخصيص الأندية الرياضية المشاركة في دوري المحترفين السعودي وتحويلها إلى شركات، في طريق التحول إلى رياضة محترفة كليا.
تلك كلها خطوات تباشرها المملكة العربية السعودية في سبيل تطوير مسابقاتها وخصوصا دوري المحترفين لكرة القدم، على رغم أن الدوري السعودي في الأساس دوري محترف، بكل ما للكلمة من معنى، وكل الأمور التي تقوم بها السعودية من تخصيص وتحديد مديونيات الأندية، ما هي إلا محاولة لتقليص الفجوات التي تفصلها عن المتقدمين في التصنيف القاري.
لعل دخول اللجنة الاولمبية السعودية في طريق إيجاد الحلول للكثير من التعثرات المادية التي تعاني منها الأندية، يعد أحد أشكال الاحتراف الرياضي الذي دخلته السعودية من أوسع أبوابها، ليقينها بأن الأندية غير قادرة على فعل أو تقديم أي شي لصالح الرياضة السعودية وسط المعاناة التي تعانيها من الميزانيات، في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة من تراجع أسعار النفط.
باعتقادي، فإن الحديث يجب أن يكون أشمل وليس فقط عن احترافية كرة القدم، وإنما احترافية الرياضة لدينا بأكملها وعن رياضة ومسابقات محلية محترفة، إذا كنا نسعى لدخول ركن من هذه الأركان وهو كرة القدم في الاحتراف. وهنا يجب علينا أن نعرف إمكاناتنا لنعرف قدرنا.
لا نتكلم فقط عن دوري المحترفين بمعنى تواجد اللاعب المحترف، إذ إن لدوري المحترفين الكثير من المعاني التي يجب أن نطبقها، أو على أقل التقادير أن نخطو لتطبيق بعض هذه الأمور التي قد تخفى على جميع الاتحادات الوطنية أصحاب الألعاب الجماعية بالذات، وبالتالي ربما يجب علينا ألا ندعو لأكثر مما نملك من أن نكّون دوريا للمحترفين لدينا وسط الظروف الصعبة التي نعاني منها أصلا، وإنما فقط تعديل دورياتنا بمختلف الألعاب بالعمل على جلب الإثارة والمتعة فيها حتى وإن كانت خارج مسمى «دوري المحترفين».
الكثير من الأمور التي تجعل من دورياتنا دوريات هواة ليس إلا، منها عدم التنظيم الجيد للمباريات، ومنها عدم القدرة على أخذ النظام الأصلح للدوري، إضافة إلى كثرة التأجيلات ووضع الجداول التي أمست وكأنها رسالة يومية تبعث للأندية وللصحف الرياضية، حتى إننا بدأنا بتسمية الاتحادات باتحادات «الجداول» لكثرة الجداول، كذلك لا ننسى التنسيق الواجب بين الاتحادات والغائب تماما بين اتحاداتنا المكرمة، ولا ننسى الدور التلفزيوني المطلوب من قبل الدولة في نقل أبرز الفعاليات وإيجاد سلسلة متكاملة من الأمور المطلوبة بنجاح أي دوري في العالم وليس فقط في البحرين.
كل ذلك إن تحقق فإننا سنخطو أولى خطوات الدخول إلى عالم الاحتراف الرياضي، بداية في كرة القدم وانتهاء بالألعاب الجماعية الأخرى.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 5191 - الثلثاء 22 نوفمبر 2016م الموافق 22 صفر 1438هـ
تخصيص الاندية جيد لكن سيضر الاعب المحلي بدرجة كبيرة