تحت رعاية وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان نظمت الجمعية الخليجية للاجتماعيين وجمعية الاجتماعيين البحرينية ورشة تدريبية عن "العنف الأسري في دول مجلس التعاون الخليجي – الأسباب والاثار السلبية"، اليوم الثلثاء (22 نوفمبر / تشرين الثاني 2016) بفندق جولدن توليب، بحضور محافظ الشمالية علي العصفور، ومدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشئون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عامر الحجري، وممثلين عن المنظمات المدنية، وباحثين اجتماعيين من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتهدف الورشة، التي تأتي متزامنة مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والذي يصادف 25 نوفمبر الجاري، الى تسليط الضوء على مشكلة العنف الأسري ودوافعه وسبل الوقاية منه، وتحديد أدوار المؤسسات والهيئات في مجال التصدي لها، فضلاً عن تعزيز آليات الشراكة المجتمعية بين الهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لحماية المجتمع من الآثار المترتبة عليها والحد منها، إضافة إلى مناقشة التشريعات والقوانين الخليجية والدولية المعمول بها في هذا الشأن.
وفي كلمة افتتح بها أعمال الورشة، أكد حميدان أن التصدي للعنف الأسري يشكل تحدياً كبيراً أمام الجهات الأهلية والحكومية المعنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، نظراً إلى التداخل بين المفاهيم المجتمعية السائدة والاعتبارات الأسرية، وبين حالات العنف الأسري ما يؤدي إلى صعوبة في رصد العديد من هذه الحالات، مستدركاً "إلا أننا قادرون على إيجاد معالجة واقعية للظاهرة تتفق مع خصوصية المجتمع الخليجي وتحقيق نتائج جيدة على هذا الصعيد، وذلك من خلال دراسة علمية معمقة تأخذ في الاعتبار التجارب الخليجية الناجحة وتعميمها"، لافتاً إلى أهمية الفصل بين الأعراف السائدة في المجتمع المرتكزة على قيم أخلاقية راقية، وبين ممارسات سلوكية خاطئة يجب تصحيحها.
وأشار الوزير إلى أهمية تعزيز الثقة لدى المتعرضين للعنف الأسري وتشجيعهم على الإبلاغ عن هذه الحالات، وذلك من خلال تطوير آليات عمل الجهة المعنية بتسلم بلاغات العنف الأسري، والمعالجة الحاسمة للحالات الواردة دون تساهل في التعامل معها، مؤكداً أن التعاليم الإسلامية تسهم بشكل كبير في معالجة قضايا العنف الأسري بما لا يخل بالنظام الاجتماعي القائم على الاحترام والمودة بين أفراد المجتمع.
ودعا حميدان في ختام كلمته المشاركين في الورشة إلى الخروج بتوصيات من شأنها المساهمة في تشخيص دقيق للظاهرة في الأسرة الخليجية، ومدى اتساعها، وتطوير آليات الحماية الأسرية لتفعيل تنفيذها مع مراعاة الخصوصية الاجتماعية، وذلك من أجل بناء أسرة خليجية متماسكة في ظل التطورات المتلاحقة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي وانعكاسها على السلوك العام.
من جانبه، أكد رئيس الجمعية الخليجية للاجتماعيين خلف العصفور أهمية هذه الورشة؛ كونها تمثل باكورة الورش التدريبية المزمع تنفيذها على مستوى دول مجلس التعاون، ضمن خطة تسهم في تلبية احتياجات الاجتماعيين في تطوير قدراتهم وتفعيل أدوارهم، معتبراً أن العنف الأسري بات أحد هواجس المجتمع الخليجي وتنامي الوعي بضرورة الاعتراف بالظاهرة كسبيل وحيد للتصدي لها بالرصد والتشخيص وفاعلية منهاج المعالجة وسبل الوقاية منها.
وأشاد خلف برعاية وزير العمل والتنمية الاجتماعية لهذه الفعالية، التي تعكس حرصه على تعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية وتجسيدها على أرض الواقع، متطلعاً إلى أن تكون الورشة محطة إعداد وتحضير للملتقى الحادي عشر للاجتماعيين الذي سيعقد في مملكة البحرين العام المقبل.
وتتضن الورشة التي تعقد خلال الفترة من (22 إلى 24 نوفمبر 2016)، عدداً من الجلسات المتخصصة التي تتناول مفهوم العنف الأسري وسبل تشخيص الظاهرة في المجتمع الخليجي، ودور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في التصدي للعنف الأسري، فضلاً عن الاطلاع على التجارب في هذا الشأن وسبل الاستفادة منها في إطار الشراكة المجتمعية.